استعرض برنامج “الشبكة” أبرز التناقضات السياسية والعبثية الساخرة في المشهدين الإسرائيلي والعربي، حيث عاد البرنامج ليغوص في أعماق المشهد السياسي المتأزم بلغة لاذعة ومقاطع تمثيلية تعكس الواقع المأزوم.
بداية السخرية كانت من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي بدا وكأنه أرسل جنوده إلى غزة في “بعثة تدليك” لا في مهمة عسكرية، منتقدًا دعوات وقف الحرب التي تهدف لحماية حياة الجنود، متجاهلًا أن جبهته الداخلية تشتعل تحت قدميه.
وسخر البرنامج في حلقته بتاريخ (2025/4/18) من ردود فعل نتنياهو على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد أن لوّح الأخير بالاعتراف بدولة فلسطين، إذ بدت مواقف السلطة الفلسطينية وكأنها تفتقر للبوصلة، حين طالبت ماكرون بـ”عدم التهور” حفاظًا على ما تبقى من التنسيق الأمني.
وفي فقرة تمثيلية لافتة، حوّل البرنامج الأستوديو إلى مناظرة صاخبة جمعت بين نتنياهو ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بالفساد والخذلان والهزائم، وسط فوضى خطابية أشبه بمعركة صراخ على الهواء.
وفي إسقاط مباشر على الأزمة الداخلية الإسرائيلية، اعتبر نتنياهو أن المتظاهرين الذين يطالبون بوقف الحرب ما هم إلا أدوات مأجورة لخدمة أجندات أجنبية، داعيا لمحاكمتهم عسكريا.
وإحياء لذكرى غزو العراق، عرض البرنامج تقريرا ساخرا عن وعود أميركا بالعثور على أسلحة دمار شامل، ساخرا من اعترافها المتأخر بأن تلك الأسلحة لم تكن سوى “وهم استخباراتي”، لكن واشنطن تعهدت بالاستمرار في تطوير “أوهام جديدة” تصلح لأي غزو مستقبلي.
محمد رمضان يوضح
ومن منصات الأكاذيب إلى مهرجانات الترفيه، انتقل البرنامج إلى السخرية من ظهور الفنان محمد رمضان في مهرجان دولي، حيث ظهر بـ”زي ذهبي” أشعل مواقع التواصل، ليعلن لاحقا أن “الحمالة” التي ارتداها ليست من الذهب الخالص، بل كانت ردا ساخرا على عدم تجاوب الحكومة مع نداءاته السياسية.
واستكمالا لخط النقد الاقتصادي والاجتماعي، انتقد البرنامج ارتفاع أسعار الوقود في مصر، متناولا ردود فعل المواطنين والحكومة التي طالبت الجماهير بالهدوء مبررة الزيادة بأنها “ضريبة بسيطة مقابل الأمن”، في مشهد بدا وكأنه يعيد تدوير مبررات الإنهاك المعيشي بمنطق الكوميديا السوداء.
وفي فقرة درامية ساخرة، تساءل البرنامج عن مصير المواطن العادي في ظل موجات الغلاء، من خلال مشهد تخيّلي بين مواطن وعفريت، تتكرر فيه طلبات “أي حاجة نعيش بيها”، بينما يرد العفريت بالعجز عن تلبية أبسط الأمنيات، لينتهي المشهد بخيبة أمل جماعية تُركت بلا إجابة.
وفي سياق لبناني مواز، سخر البرنامج من الخروقات الإسرائيلية المتكررة للأجواء اللبنانية، واستضاف محللا سياسيا بدا وكأنه يبرر العدوان تحت شعار “الخرق المحدود لا يضر”، بينما اعتبر أن “الاحتلال هو نتيجة لوجود المليشيات لا العكس”.
وانتقل البرنامج إلى مراكش حيث أثارت مشاركة شركة أمن سيبراني إسرائيلية في معرض “جيتكس” موجة غضب، ليقابلها البرنامج بسخرية من التبريرات الرسمية بأن “المعرض مؤقت لكن دعم فلسطين دائم”، بينما ظهر مراسل ساخر يستهزئ بزيف الفصل بين “التكنولوجيا الإسرائيلية” و”دماء الأطفال في غزة”.