قاطع متظاهرون مؤيدون لفلسطين عرضا كوميديا لنجم هوليود الممثل الأميركي جيري ساينفيلد عدة مرات، مساء السبت 18 مايو/أيار الجاري، في قاعة كرايسلر بمدينة نورفولك بولاية فيرجينيا جنوبي شرقي الولايات المتحدة.

وأظهرت لقطات من داخل القاعة الناشطين يهتفون ضده قبل تدخل بعض الموجودين في القاعة لإبعاد المحتجين، وسط سخرية ساينفيلد منهم.

وأظهر مقطع فيديو انتشر على منصات التواصل الاجتماعي أن الاحتجاجات بدأت بمجرد صعود ساينفيلد إلى المسرح، حين صرخ أحد الأشخاص “أنقذوا أطفال غزة” و”لا مزيد من أموال الضرائب الأميركية للإبادة الجماعية”.

وعندما قوبل الرجل بصيحات استهجان، رد قائلا “يجب أن تخجلوا جميعًا من أنفسكم” قبل أن يمسكه شخص ويدفعه أرضا محاولا خنقه.

ثم قام حراس الأمن بتفريق الشجار، ورافقوا المتظاهر إلى خارج المكان، لكن عرض ساينفيلد الذي استمر لمدة ساعة ونصف الساعة شهد مقاطعة من قبل الناشطين نحو 7 مرات أخرى، الذين تم إخراجهم من المسرح جميعا.

وظهر ساينفيلد وهو يمزح بشأن الواقعة قائلا “ماذا يجري؟ (..) نأتي إلى هنا فقط لنجعلكم سعداء مرة أخرى؛ سأحكي لكم قليلا عن حياتي الشخصية. كما تعلمون، أنا رجل متزوج. أوصي بالزواج من امرأتين، ورغم ذلك فأنا متزوج من امرأة واحدة منذ 24 عاما”.

انسحاب من حفل التخرج بجامعة ديوك

واقعة الهتاف ضد الكوميدي الأميركي جاءت بعد نحو أسبوع من انسحاب عشرات الطلاب من حفل تخرج بإحدى الجامعات الأميركية احتجاجًا على إلقائه كلمة خلال الحفل.

ففي 12 مايو/أيار الجاري، أظهر مقطع فيديو لحظة خروج عشرات الطلاب بشكل جماعي من حفل التخرج بجامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية بأميركا بمجرد إعلان رئيس الجامعة فنسنت برايس عن صعود ساينفيلد إلى خشبة المسرح في ملعب كرة القدم بالجامعة لإلقاء كلمة.

وانسحب الطلاب من الحفل حاملين الأعلام الفلسطينية، في حين هتف بعضهم “فلسطين حرة”. كما رفع المنسحبون علمًا فلسطينيا كبيرا ولافتة تدين استمرار استثمارات جامعتهم في شركات تموّل “الإبادة”.

وأبدى بعض الطلاب اعتراضهم على تخصيص خطاب للممثل الكوميدي، ومنحه شهادة فخرية من قبل رئيس الجامعة التي التحق بها ابنه وتخرجت منها ابنته.

ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، أبدى ساينفيلد موقفا داعما ومنحازا لإسرائيل، ففي العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي نشر صورة امرأة تحمل علم إسرائيل عبر حسابه الشخصي على إنستغرام.

وعلّق عليها “لقد عشت وعملت في كيبوتس (مستوطنة) عندما كان عمري 16 عاما، وأحببت وطننا اليهودي منذ ذلك الحين، قلبي ينفطر من هذه الهجمات والفظائع، سأقف دائما مع إسرائيل والشعب اليهودي”.

كما شارك الممثل الأميركي -مع أكثر من 700 شخصية من العاملين بالسينما والتلفزيون في هوليود- في التوقيع على رسالة مفتوحة لإدانة الطرف الفلسطيني، وهي الرسالة التي صدرت من مؤسسة “المجتمع الإبداعي من أجل السلام”، ودعت لدعم إسرائيل وبذل كل الجهد لإعادة الأسرى.

ساينفيلد.. 3 زيارات إلى تل أبيب

وزار ساينفيلد إسرائيل ثلاث مرات، مرة خلال عام 2015 حين قدم أربعة عروض في تل أبيب، وفي عام 2018 سافر إلى هناك للمرة الثانية، حيث ذهب في جولة إلى “معسكر كاليبر 3” التابع للجيش الإسرائيلي، وزار قاعدة جوية عسكرية، والتقط صورا له ولعائلته رفقة بعض المتدربين العسكريين، ظهر خلالها يتدرب معهم على إطلاق النار.

وبسبب تلك الزيارة، تعرّض ساينفيلد لهجوم شديد، خاصة أن هذا المعسكر يُشجع على الاحتلال العسكري والإخضاع السياسي للفلسطينيين القاطنين في قطاع غزة والضفة الغربية باستخدام العنف، مما دفعه إلى حذف الصور المتعلقة بذلك المعسكر لاحقا، لكنه لم يغير موقفه من دعم إسرائيل.

أما الزيارة الثالثة فجاءت في ديسمبر/كانون الأول 2023 حين قرر ساينفيلد الذهاب رفقة عائلته إلى تل أبيب في رحلة تضامنية، زار خلالها عائلات الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، وحرص على مواساتهم.

وكتبت زوجته جيسيكا ساينفيلد منشورا عن الزيارة على صفحتها بمنصة إنستغرام قائلة “لقد عدنا للتو من إسرائيل. أردنا أن نرى بأنفسنا آثار هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ورأينا منازل تتعرض فيها عائلات للتعذيب وإطلاق النار والقصف والحرق أحياء. وقفنا في حقل تعرض فيه الأطفال في مهرجان موسيقي للقتل والاختطاف على يد المئات أثناء فرارهم”.

وخلال الزيارة، أجرى ساينفيلد جولة في مستعمرة بئيري، وزار مقر منظمة “أخوة السلاح” التي بدأت باعتبارها جزءا من الاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي الذي تروج له حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قررت المنظمة تعليق كافة أنشطتها والتحوّل لأكبر منظمة إغاثة في إسرائيل.

وفي إطار الزيارة نفسها، اجتمع ساينفيلد بقادة المنظمة لإجراء حديث شمل الاطلاع على أنشطتهم خلال الحرب الأخيرة.

جيري ساينفيلد.. أثرى نجوم هوليود

وولد جيري ساينفيلد يوم 29 أبريل/نيسان 1954 بمنطقة بروكلين في نيويورك بالولايات المتحدة، وينحدر من أب يهودي مجري وأم يهودية سورية.

ظهر اهتمام ساينفيلد بالكوميديا ​​في سن مبكرة من خلال تأثير والده، الذي كان صانع لافتات وكان أيضًا ممثلًا كوميديا. في سن الثامنة كان يخضع لتدريب فكاهي صارم، ويشاهد التلفاز ليلا ونهارا لدراسة تقنيات الكوميديين، وظهر لأول مرة في عام 1976.

ثم شق طريقه للظهور في برنامج “ذا تونايت شو” (The Tonight Show) في عام 1981، والذي أعطى ساينفيلد أول ظهور وطني له، وبحلول أواخر الثمانينيات كان واحدًا من أبرز الكوميديين في الولايات المتحدة.

في عام 1988 طُلب من ساينفيلد تطوير مسلسل كوميدي مع شبكة “إن بي سي”، حيث تعاون مع الممثل الكوميدي لاري ديفيد في مسلسل “ساينفيلد” (Seinfeld)، الذي تم بثه لأول مرة في العام التالي، ووصل العرض إلى مستويات غير مسبوقة من الإشادة الشعبية والنقدية، وأصبحت العديد من عباراته وعناصر حبكته جزءا من المعجم الثقافي.

استمر مسلسل “ساينفيلد” لمدة 9 مواسم، وكان لا يزال البرنامج الأعلى تقييمًا في الولايات المتحدة عندما تم بث الحلقة الأخيرة منه عام 1998.

نال المسلسل 10 جوائز إيمي، واحتل المرتبة الـ39 ضمن أفضل 250 مسلسلا دراميا بالتاريخ، وفقا لموقع “آي إم دي بي”، حتى إن جمهور الموقع نفسه منحه تقييما بلغ 8.9 نقاط.

عاد ساينفيلد إلى الكوميديا ​​الارتجالية في أواخر التسعينيات، وقام بجولات في نوادي الكوميديا ​​والمسارح، وتم توثيق جولاته في أفلام مثل “ممثل كوميدي” (Comedian) في 2002، و”جيري بيفور ساينفيلد” (Jerry Before Seinfeld) في 2017، و”جيري ساينفيلد: 23 ساعة للقتل” (Jerry Seinfeld: 23 Hours to Kill) في 2020.

في عام 2024، أخرج ساينفيلد فيلمه الطويل الأول “غير متجمد” (Unfrosted)، الذي شارك في كتابته وقام ببطولته أيضا، وكانت قصته مستوحاة من التنافس بين شركتي حبوب.

ويعد ساينفيلد الممثل الكوميدي الأغنى في أميركا، إذ تبلغ ثروته -وفق الإحصائيات- مليار دولار ليصبح النجم الأكثر ثراء في العالم حتى عام 2023.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version