أصدر 50 من رسامي الكاريكاتير البريطانيين كتاب تلوين لتوزيعه على الأطفال اللاجئين بالمملكة المتحدة، في تحد لوزير الهجرة روبرت جينيريك الذي سبق وأمر بطمس جدارية عليها رسوم متحركة للأطفال في أحد مراكز اللجوء.

وكان جينيريك أصدر أمرا بضرورة طلاء جداريات ميكي ماوس وبالو الدب وشخصيات كرتونية أخرى مصممة للترحيب بطالبي اللجوء الأطفال في مركز استقبال مانستون في حي دوفر بمدينة كنت في يوليو/تموز الماضي، بدعوى “أنها تعطي انطباعا مبالغا بالترحيب”.

وردا على قرار الوزير، تمكنت منظمة “ديغريز 38” الخيرية في بريطانيا من جمع تبرعات لطباعة وتوزيع ألف نسخة من كتاب التلوين الذي أعده رسامو الكاريكاتير البريطانيون تحت عنوان “مرحبا بكم في بريطانيا”، كدفعة أولى.

وقالت المنظمة، في تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، “عندما لا تتمكن من إعادة رسم اللوحة الجدارية التي طمستها وزارة الداخلية، لكن يمكنك استخدام قوتك الجماعية لمواجهة قسوتهم”.

وأضافت، “شكرا لمؤيدينا الذين شاركوا في منح الأطفال الفارين من الحرب والاضطهاد الترحيب الحار الذي يستحقونه في بريطانيا. لا يزال بإمكانك أن تكون جزءا من المشروع: ساعدنا في توزيع الكتب على مزيد من الأطفال اللاجئين”.

ويضم الكتاب رسومات تصور جوانب متأصلة في الثقافة البريطانية، مثل وحش بحيرة لوخ نيس، وحافلات لندن، وحمير الشواطئ، والعائلة المالكة، والكعك الإنجليزي الشهير، وحيوانات كثيرة، بعضها تلعب كرة القدم.

وشارك في رسم الكتاب 50 من كبار رسامي الكاريكاتير في بريطانيا، منهم كوينتن بليك، ورالف ستيدمان، وكريس ريدل، وروس أسكويث، ونيكولا جينينغز، وتيري غيليام.

من جانبه، قال رسام الكاريكاتير وأحد المشاركين في تصميم الكتاب، غاي فينابلز، لوسائل إعلام بريطانية “شعرت بغضب عارم نتيجة قرار الحكومة تغطية الجدارية، فقررت مع رسامين آخرين أن نرد بشكل هادئ وإيجابي على قرار الحكومة بفكرة كتاب التلوين الذي يقدم الثقافة البريطانية للأطفال الوافدين حديثا كانت رائعة”.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للمنظمة ماثيو ماكغريغور “كثيرون منا شعروا بالغضب والحزن وقلة الحيلة إزاء خبر تغطية الرسوم الكرتونية القاسي. وأردنا استخدام قوتنا الجماعية لمواجهة ذلك بإجراء إيجابي”.

وفي تغريدة أخرى قال “إذا كان لدى الحكومة أي قلب، فهذا هو الترحيب الذي كان يجب أن تقدمه للأطفال اللاجئين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة. بدلا من ذلك، كان على عاتق بعض رسامي الكاريكاتير الأسطوريين إنتاج كتاب التلوين المذهل والمثير للقلب”.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، افتتحت وزارة الداخلية البريطانية مركز استقبال مانستون في حي دوفر بمدينة كنت لرعاية الأطفال المهاجرين الذين وصلوا إلى البلاد دون ذويهم.

وبحسب السلطات، فإن المرافق تشمل غرفا مريحة لإجراء المقابلات ومساحات خارجية، كما تشمل غرفا للصلاة وبهو استقبال أكبر وإجراءات أمنية محسنة لضمان سلامة الأطفال.

وفي أغسطس/آب الماضي، كشفت منظمة “إنسان” الحقوقية المعنية بتوثيق الانتهاكات ضد اللاجئين عن احتجاز لاجئين أطفال في سجن يضم بالغين متهمين بارتكاب جرائم جنسية، مطالبة وزارة الداخلية البريطانية بإجراء تحقيق فوري في هذه القضية، والإفراج عن القاصرين.

وأفادت المنظمة، بأن عددا من اللاجئين الأطفال والقاصرين الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة دون ذويهم، احتُجزوا بين السجناء البالغين الأجانب في سجن “إلملي” بمقاطعة “كينت”، والذي يضم أعدادا كبيرة من مرتكبي الجرائم الجنسية.

وشهدت بريطانيا ارتفاع عدد طلبات اللجوء المتراكمة إلى أكثر من 175 ألف طلب، بزيادة 44% على العام الماضي.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، اعترفت الحكومة البريطانية بفقدان 200 طفل من اللاجئين من أمام فنادق إقامتهم، وبشكل خاص في مقاطعة ساسكس جنوبي البلاد.

في ظروف غامضة.. اختفاء عشرات الأطفال اللاجئين في بريطانيا

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى تعرض هؤلاء الأطفال لعمليات اختطاف من عصابات الاتجار بالبشر، وهو ما نفته الحكومة بدعوى عدم وجود أدلة قطعية تؤكد ذلك، دون أن تكشف الحكومة في المقابل سبب الاختفاء.

شاركها.
Exit mobile version