|

حذّر الدكتور تيري دوبرو، جراح التجميل المعروف في الوسط الفني لنجوم هوليود، من الأساليب التي يخاطر بها عدد متزايد من المرضى لتحقيق خسارة كبيرة في الوزن، وقال إن نتائج تشريح جثة المغنية ليزا ماري بريسلي أكبر دليل على خطورة تلك الأساليب.

وأشار دوبرو إلى المخاطر الأخرى طويلة الأمد المرتبطة بتلك الجراحات، التي قد تشمل الفتق وحصى المرارة وسوء التغذية وانخفاض نسبة السكر في الدم والقرحة والارتجاع الحمضي، إضافة إلى أعراض مثل الإسهال والالتهابات والقيء والدوار.

وأوضح دوبرو أن المرضى الذين لا يفقدون وزنًا كافيًا من خلال جراحة السمنة وحدها يتجهون إلى أدوية إنقاص الوزن مثل “أوزمبيك” (Ozempic)، إلا أن الدواء الذي اشتهر في العام الماضي يمكن أن يزيد من إبطاء الأمعاء. ويمكن أن يكون الجمع بين ندبات السمنة وبطء الأمعاء من أدوية إنقاص الوزن والمواد المسكنة لتخفيف الألم بمثابة خلطة قاتلة، وذلك رغم عدم وجود دليل حاليا على أن ليزا ماري كانت تتناول دواء لإنقاص الوزن بعد إجرائها جراحة علاج السمنة.

وربط دوبرو حقن التخسيس بعدد لا يحصى من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها أو القبيحة، مثل التجشؤ المفرط وتعفن الطعام بالأمعاء والإسهال وترهل الجلد، وحذر من أن “لا أحد يتحدث عن هذا الآن، لكننا بحاجة إلى التحدث عنه”.

سبب وفاة ليزا بريسلي

وكانت السلطات الأميركية قد أعلنت أن ليزا ماري بريسلي توفيت من مضاعفات جراحة علاج البدانة التي أجرتها قبل عدة سنوات.

وتوفيت المغنية وكاتبة الأغاني وابنة إلفيس بريسلي في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، وكشف تقرير تشريح جثة المغنية، التي كانت تبلغ من العمر 54 عاما، أن سبب الوفاة هو انسداد الأمعاء الدقيقة الناتج عن النسيج الندبي الذي تشكل بعد جراحة لعلاج السمنة منذ سنوات عدة.

وتضمن تقرير تشريح الجثة الصادر يوم الخميس الماضي من قبل مكتب الفحص الطبي في مقاطعة لوس أنجلوس تفاصيل إضافية حول سبب وفاة بريسلي.

ويقول التقرير إن المضاعفات التي عانت منها بريسلي هي من المضاعفات الشائعة لجراحة السمنة، وهي إجراء معروف لفقدان الوزن، في حين أشار موقع “مايو كلينك” (Mayo Clinic) إلى أن تلك العمليات يتم إجراؤها غالبًا عندما لا تنجح طرق فقدان الوزن التقليدية أو إذا كان الشخص يعاني من حالة طبية خطيرة.

وتم نقل بريسلي بسرعة من قبل المسعفين، بعد مكالمة أجراها زوجها السابق للطوارئ تفيد بإصابة امرأة بسكتة قلبية في منزلها، ولم يتم الإعلان حينها عن أي مؤشر قد يكون سبب المشكلة الطبية.

وذكر تقرير تشريح الجثة أنها كانت تشكو من آلام بالمعدة في وقت سابق من اليوم.

وكانت بريسلي تعاني من آلام في البطن وحمى وقيء وغثيان لعدة أشهر لكنها لم تطلب الرعاية الطبية، ووفقا لتقرير من مكتب الفحص الطبي في مقاطعة لوس أنجلوس، اشتكت بريسلي من آلام شديدة بالبطن في يوم وفاتها.

ووفقًا لمكتب الفحص الطبي، يعد انسداد الأمعاء الدقيقة من المضاعفات النادرة، لكنها محتملة على المدى الطويل لجراحة علاج البدانة.

ويقول الدكتور مير علي، جراح السمنة والمدير الطبي لمركز ميموريال كير الجراحي لإنقاص الوزن في مركز أورانج كوست الطبي في فاونتن فالي بكاليفورنيا، إن أي نوع من جراحة البطن يمكن أن يحدث التصاقات أو ندبًا، في الأعضاء الداخلية والأمعاء وحولها.

وقال علي لموقع “هيلث لاين” (Healthline) “في معظم الأوقات، لا يسبب النسيج الندبي أي مشكلة، لكنه يمكن أن ينتج عنه التواء أو مشكلة ميكانيكية أخرى في الأمعاء، مما يؤدي إلى انسدادها”.

وفاة ليزا بريسلي كانت بسبب آثار انسداد الأمعاء الدقيقة (الفرنسية)

لماذا يعد انسداد الأمعاء الدقيقة أمرا خطيرا؟

يقول الدكتور جون ماجانا مورتون، رئيس قسم جراحة السمنة والجراحة السطحية في كلية الطب بجامعة ييل “إن تطور انسداد الأمعاء الدقيقة ليس فريدا في جراحة علاج البدانة”.

ويضيف مورتون أن “أي جراحة معدية معوية من استئصال الزائدة الدودية إلى استئصال المرارة يمكن أن تؤدي إلى انسداد الأمعاء من النسيج الندبي”.

ويحدث النسيج الندبي عندما تتشكل الأنسجة السميكة حيث تضررت الأنسجة السليمة من الجراحة أو الإصابة على سبيل المثال.

ويمكن أن يؤدي النسيج الندبي داخل البطن إلى التواء الأمعاء. وعندما يحدث هذا، قد يكون هناك بعض من الطعام المهضوم جزئيا بالأمعاء، وهو ما يسبب الغثيان والقيء والألم.

ويقول مورتون إن انسداد الأمعاء إذا تُرك دون علاج يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وفقدان السوائل، وزيادة الاستجابة الالتهابية، وكلها قد تهيئ الشخص للإصابة بالسكتة القلبية، وقد تموت الأنسجة الموجودة في الأمعاء، مما قد يؤدي إلى تفاقم الألم والموت.

ووفقا للتقرير، كانت لدى ليزا ماري مستويات “علاجية” من الأوكسيكودون في نظامها عند وفاتها، بالإضافة إلى البوبرينورفين، وهي مادة أفيونية تستخدم لعلاج الإدمان، وكويتيابين، وهو مضاد للذهان، لكن تلك العقاقير لم تكن سببا رئيسيا في وفاتها.

أميرة الروك

وُلدت ليزا ماري بريسلي، الملقبة بأميرة الروك، في ذروة شهرة ملك موسيقى الروك آند رول “إلفيس بريسلي” في عام 1968.

بدأت ليزا مسيرتها الموسيقية في عام 2003 بألبوم “لمن يهمه الأمر” (To Whom it may concern) الذي أحرز المركز الخامس على قائمة “بيلبورد” للألبومات الأكثر مبيعا، وكتبت جميع كلمات الألبوم باستثناء أغنية واحدة، وشاركت في تلحين كل أغانيه، كما احتل ألبومها التالي “ماذا الآن؟” المركز التاسع بقائمة “بيلبورد”.

في ذلك الوقت، صرحت ليزا ماري بريسلي بأن على الجميع التوقف عن تعريضها لمشاعر الضغط والمقارنة بوالدها المغني الأسطوري.

وتم دفنها في 22 يناير/كانون الثاني الماضي في غريسلاند، المنزل الذي عاشت فيه مع والدها عندما كانت طفلة، وأصبح متحفا ووجهة سياحية لمحبي إلفيس بريسلي.

شاركها.
Exit mobile version