منزل يقع على شاطئ البحر في مدينة لاهاينا بجزيرة ماوي الأميركية خطف الأنظار، بعد أن ظل بمنأى عن الحرائق المدمرة التي اجتاحت غابات ولاية هاواي الأسبوع الماضي، رغم الدمار الذي أصاب كل ما كان حوله.

وأظهرت اللقطات المصورة المنزل ذا السقف الأحمر والواجهة البيضاء، وهو لا يزال قائمًا وسط الدمار والبقايا المتفحمة للمدينة التاريخية.

وحسب الصور، لم تؤثر قطع الأخشاب المحترقة والحطام المتطاير في “المنزل المعجرة”، بأكثر من مجرد حرق بقع صغيرة من فناء العقار، وتأثر طلاء أحد جدرانه.

ووفق وسائل إعلام بريطانية، يعتقد مالكا المنزل؛ وهما: تريب ميليكين وزوجته دورا، أن “عملية التجديد التي جرت مؤخرًا للعقار أسهمت في حمايته من النيران التي اجتاحت المنطقة، رغم أنها لم تتضمن تنفيذ الأعمال الخاصة بمراعاة مقاومة الحرائق، أو أي شيء آخر؛ لأنه منزل خشبي بنسبة 100%”.

وتضمنت أعمال التجديد استبدال السقف الإسفلتي الذي يساعد -وفق الخبراء- على اشتعال النيران بسقف آخر معدني من الفولاذ الثقيل، كما قلّل الزوجان -أيضًا- الشجر حول المنزل لتقليل مخاطر النمل الأبيض، ووضعا مكانها أحجارًا.

Single home surrounded by burned-out destruction somehow survives Maui wildfires

وقال ميليكين، إن قرار إزالة المناظر الطبيعية ووضع أحجار نهرية مكانها لنحو متر حول المنزل، لم يكن يهدف إلى الوقاية من الحرائق بالأساس، بل جاء لمنع الجريان السطحي للمياه، وتجمع النمل الأبيض حول المنزل.

وأضافت الزوجة، “نحن نحب المباني القديمة، لذلك أردنا تكريم المبنى فقط. ولم نغير المبنى بأي شكل من الأشكال، بل رمّمناه فقط”.

من جانبه، قال مدير برنامج سياسة المناخ والطاقة في معهد ستانفورد وود للبيئة مايكل وارا، إن “من المحتمل أن يكون قرار ميليكين بإزالة المناظر الطبيعية المحيطة بالمنزل مباشرة، واستبدالها بأحجار الأنهار هي التي صنعت الفارق”.

وأضاف، “ما يسميه الناس في مجال حرائق الغابات (المنطقة صفر)، أو (منطقة اشتعال الجمرة)، هو أحد العوامل الرئيسة في تحديد ما إذا كان المنزل سيحترق أو لا. من المهم للغاية عدم وجود أي شيء قابل للاحتراق على بعد 5 أقدام مباشرة حول المنزل”.

ورغم أن الترميمات التي أجريت في المنزل لم تكن مخصصة لمقاومة الحرائق؛ لكنها في النهاية أنقذته من الدمار، إذ تعدّ الأسطح أيضاً عاملاً بالغ الأهمية في قابلية المنزل للحريق، لأنها توفر سطحًا للجمر الذي يهبط.

ووفق وارا، فإن “في الحرائق مثل تلك التي اندلعت في لاهينا، هناك كميات هائلة من الجمر المشتعل الذي يتطاير في الهواء. إذا كان هناك شيء بجوار المنزل قابل للاشتعال – مثل سياج خشبي أو شجيرة أو عشب جاف -، فإنه يتسبب في إشعال الهيكل غالبًا”.

وفي حالة منزل فرونت ستريت، كانت عائلة ميليكين محظوظة لأن المنازل الأكثر تجهيزًا، يمكن أن تشتعل فيها النيران عندما تحترق المنازل المجاورة له.

وأوضح وارا، “في الأساس، تنتقل النيران عادة بين المنازل، لذلك يُنصح أصحاب المنازل بإزالة المناظر الطبيعية، وتركيب الصخور أو الممرات الغرانيتية حول بيوتهم”.

ويُعدّ المنزل ضمن المساكن المعروفة باسم “المزارع العامية”، وهو نمط من البيوت التي شيدتها في الغالب شركات زراعة السكر والأناناس في أوائل القرن العشرين، حيث بُنيت من الخشب الأحمر في كاليفورنيا، الذي يتميز ببعض الخصائص الطبيعية المقاومة للحريق.

وقد نُقل المنزل إلى حي فرونت ستريت في 1925 من مزرعة قريبة، وظل لعقود من الزمن يُستخدم لإسكان موظفي شركات زراعة السكر والأناناس.

وتقدّر قيمة العقار الذي يبلغ عمره 100 عام تقريبًا، 4 ملايين دولار (3.13 مليون جنيه إسترليني)، واشتراه ميليكين وزوجته في 2021.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version