رفع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا علم فلسطين خلال افتتاح الدورة الرابعة للمؤتمر الثقافي الوطني الرابع في العاصمة برازيليا.

وبث التلفزيون الرسمي البرازيلي، مشاهد مصورة للرئيس دا سيلفا وهو يحمل العلم الفلسطيني بجانب الشاعر البرازيلي أنطونيو مارينيو، والمغنية الشابة وزيرة الثقافة مارغريت مينيزيس، وسط تصفيق حار من الحضور.

وفي كلمته، أوضح دا سيفا أنه تعرض لانتقادات كثيرة لطرحه ما يجري في فلسطين أمام الرأي العام، مؤكدا أن الوقت سيظهر أنه على حق.

وقال إن الشعب الفلسطيني لديه الحق في الحياة الكريمة والحق في إقامة دولته المستقلة.

وذكر أن الهجوم الإسرائيلي على المدنيين خلال انتظارهم المساعدات الإنسانية في غزة هو أحد “أكثر الهجمات دموية” التي نفذتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

فيما دعا الشاعر مارينيو، إلى إنهاء الإبادة الجماعة في غزة، مشيدا بموقف وشجاعة الرئيس دا سيلفا ومطالبته بالسلام للشعب الفلسطيني، وهتف “عاش الشعب الفلسطيني، حرا ذا سيادة، فلتسقط الإبادة الجماعية، يحيا السلام والمحبة”.

وافتتح الرئيس المؤتمر قائلا، “بعد 10 سنوات، من الرائع أن أعود إلى المؤتمر الثقافي الوطني. يجتمع القطاع الثقافي مرة أخرى مع السلطات العامة ليقول رأيه، ويساعدنا في بناء الوطن الذي نحلم به”.

وأضاف، “أقول وأكرر إن الثقافة هي أولوية لحكوماتنا ليس فقط بسبب قيمتها الرمزية وتعزيز هوية الشعب، ولكن أيضا بسبب أهميتها الاقتصادية. أتمنى أن تزدهر السياسات الجيدة الصادرة عن هذا المؤتمر وتصل إلى أركان البرازيل الأربعة”.

وفي 28 فبراير/شباط الماضي، ظهر الرئيس في مقطع فيديو، مؤكدا أن البرازيل تدافع عن إنشاء ممر إنساني في قطاع غزة يسمح بدخول الأدوية والأغذية والأطباء والممرضات لرعاية الناس الذين يعانون من ويلات الحرب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي 24 فبراير/شباط 2024، ظهر الرئيس البرازيلي في مؤتمر جماهيري قائلا، “كما قلت عندما كنت في السجن إنني لن أقبل بصفقة للخروج من السجن ولن أستبدل حريتي بكرامتي، أقول الآن: لن أستبدل بكرامتي الباطل. أنا أؤيد إنشاء دولة فلسطينية حرة ذات سيادة. أتمنى أن تعيش هذه الدولة الفلسطينية في وئام مع دولة إسرائيل”.

وأضاف، “ما تفعله الحكومة الإسرائيلية ليس حربا، بل إبادة جماعية. يتم قتل الأطفال والنساء. لا تصدقوا ما يقوله رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو”.

وفي 18 فبراير/شباط 2024، أدلى الرئيس البرازيلي بتصريحات على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، وصف خلالها ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من “إبادة جماعية” بـ”محرقة اليهود” إبان الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) وشبه نتنياهو بالنازي هتلر.

وفي اليوم التالي سحبت البرازيل سفيرها من إسرائيل، احتجاجا على توبيخ “تل أبيب” لسفيرها اعتراضا على تصريحات الرئيس لولا دا سيلفا.

وفي 15 فبراير/شباط دعا لولا دا سيلفا، مجلس الأمن إلى تبني قرار لتأسيس دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل.

وشدد الرئيس البرازيلي خلال كلمة ألقاها أمام اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة، على أنه “لن يكون هناك سلم دون دولة فلسطينية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية”.

وقال إن الهجمات “التي تقوم بها إسرائيل في (مدينة) رفح (جنوبي قطاع غزة) تمثل كارثة إنسانية جديدة”، مؤكدا ضرورة وقفها.

من جانب آخر، طالب دا سيلفا، بإلغاء حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن، الذي استخدمته واشنطن لمنع صدور قرارات تدين الهجوم الإسرائيلي على غزة.

لولا دا سيلفا.. ماسح الأحذية الذي أصبح رئيسا للبرازيل

ولد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في 27 أكتوبر/تشرين الأول 1945 شمال شرق البرازيل، وتحديدا في مدينة غارانهون من ولاية بيرنامبوكو، وكان والداه من المزارعين الفقراء والأميين، أنجبا 8 أطفال سابعهم كان لويز إيناسيو.

بعد 3 سنوات انفصل والداه وانتقل للعيش مع والدته في مدينة ساوباولو، ولمّا بلغ الـ12 عمل في متجر للتنظيف الجاف وبائعا متجولا وماسح أحذية، وكذا في خدمة التوصيل لمحل تنظيف وكي، ومساعدا في مكتب، ثم في مصنع حيث تعرّض لحادث فقدَ على إثره خنصر يده اليسرى.

في 1969، تزوج دا سيلفا شقيقة أقرب أصدقائه، وهو جاسينتو ريبيرو دوس سانتوس وتدعى ماريا، وهي عاملة من ولاية ميناس جيرايس، وأصيبت في 1971 بالتهاب الكبد الوبائي في الشهر السابع من حملها، وتوفيت وجنينها بعد عملية قيصرية قررها الأطباء لمحاولة إنقاذ الأم والطفل.

وفي 1974، تزوج دا سيلفا من ماريسا ليتيسيا روكو كاسا، وهي أرملة وأنجب منها 3 أبناء والتي توفيت في 2 فبراير/شباط 2017، إثر سكتة دماغية.

وفي 2017، تعرّف إلى “جانيا” حيث كان يقضي عقوبة السجن في كوريتيبا (بارانا)، بسبب تهم الفساد التي أسقطت عنه لاحقا، وتزوجها رسميا في 18 مايو/أيار 2022.

ترشح لرئاسة البرازيل عام 1994 للرئاسة، إلا أنه أُقصي من الجولة الأولى للانتخابات، ثم أعاد المحاولة في انتخابات في 1998 وخسرها -أيضا- من الدور الأول.

وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول 2002 حقق دا سيلفا حلمه من خلال الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة بنسبة 61.5%، أي ما يعادل 51 مليون صوت، وصار بذلك أول رئيس يساري يترأس البرازيل منذ إنشاء أول جمهورية في 1889.

شاركها.
Exit mobile version