أصدرت محكمة مصرية حكما بالحبس والغرامة بحق الفنانة التشكيلية غادة والي، المتهمة بسرقة تصميمات فنان روسي واستخدامها كـ”غرافيتي” في جداريات إحدى محطة مترو الأنفاق في العاصمة القاهرة.

وقضت المحكمة الاقتصادية في القاهرة، أمس الثلاثاء، بمعاقبة والي بالحبس 6 أشهر وتغريمها 140 ألف جنيه (نحو 4530 دولارا) في القضية المتعلقة باستيلائها على تصميمات الفنان الروسي جورجي كوراسوف، حسبما أفادت صحف محلية.

ووفق ما ذكرت صحيفة “المصري اليوم”، فإن حكم المحكمة يستند إلى “اتهام والي بالاعتداء على الملكية الفكرية وسرقة مصنفات فنية (4 لوحات) للفنان الروسي جورجي كوراسوف واستخدامها في محطة مترو كلية البنات بحي مصر الجديدة في القاهرة”.

ويعد الحكم أول درجة يجوز الاستئناف عليه أمام محكمة جنح مستأنف الاقتصادية، وفقا لقانون الإجراءات الجنائية، ويجوز لمحكمة الاستئناف تأييد الحكم أو تخفيف العقوبة أو إلغاء الحكم الصادر ضد غادة والى والقضاء ببراءتها، علما أن المحكمة فرضت كفالة تبلغ قيمتها 10 آلاف جنيه (نحو 324 دولارا).

وتعود الواقعة إلى الثاني من يوليو/تموز 2022، حين دون الرسام الروسي جورجي كوراسوف، عبر حسابه الرسمي قائلا، “لقد تم استخدام لوحاتي في مترو أنفاق القاهرة بدون إذني وحتى ذكر اسمي!، أنتظر الرد الرسمي حول سرقة لوحاتي في إحدى محطات المترو”.

وصرح الرسام الروسي المعروف بالأسلوب التكعيبي أن 4 من لوحاته المستخدمة في المشروع موجودة في الموقع الخاص به في قسم الأصول المبيعة، مؤكدا أن إحدى اللوحات المسروقة ليست عن مصر القديمة، بل عن اليونان القديمة.

وقتها دافعت والي عن رسوماتها، قائلة إن “التشابه وارد، بسبب اعتمادها نفس المدرسة التشكيلية التي ينتمي إليها الفنان الروسي، إلى جانب رسمهما للفن الفرعوني القديم، وأن هناك نقوشا فرعونية شبيهة توجَد في معابد الأقصر”.

في حين رفض كوراسوف تبريرات الفنانة المصرية، قائلا إن إحدى لوحاته تعود إلى 27 عاما، وأكد التمسك بحقه القانوني في إثبات السرقة، بينما أعلنت هيئة مترو الأنفاق المصرية إزالة اللوحات من المحطة.

وصرح المحامي أحمد حسن الذي تولى الدفاع عن الفنان الروسي لصحف محلية أن قرار وضع والي على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول لا يزال ساريا، بعدما أصدرته النيابة العامة قبل نحو شهر.

من غادة والي؟

وغادة والي مصممة غرافيك، من مواليد 1990، تخرجت من قسم تصميم الغرافيك في الجامعة الألمانية بالقاهرة 2011، ثم سافرت إلى إيطاليا عام 2015 للدراسة في جامعة فلورنسا التي رشحتها لمسابقة مجلة “فوربس” العالمية.

قامت والي بتمثيل المرأة المصرية في منتدى شباب العالم في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بمدينة شرم الشيخ، وقدمت مع شقيقتها ياسمين مشروع “هوية مصر البصرية” في منتدى شباب العالم.

اختارتها مجلة “فوربس” إحدى أفضل 30 مصمما في أوروبا تحت سن الـ30 في عام 2017، وفازت بالميدالية الفضية في جوائز التصميم الدولية بإيطاليا.

حصلت على جائزة “إيه دبليو دي إيه” (AWDA) و “إيه آي إيه بي” (AIAP) للمرأة في التصميم في ميلان، تقديرا للمرأة المؤثرة في هذا المجال، واختيرت ضمن أقوى 100 امرأة في أفريقيا، وتم تكريمها في المجلس القومي للمرأة بصفتها نموذجا للفتاة الموهوبة.

من الرسام جورجي كوراسوف؟

أما جورجي كوراسوف، فولد في عام 1958 في الاتحاد السوفييتي، فيما كان يعرف آنذاك بمدينة لينينغراد (سان بطرسبورغ حاليا)، ولا يزال يعيش ويعمل في المكان نفسه.

قضى جورجي طفولته في بتروغراد، شمال المدينة، في شقة صغيرة ذات نوافذ تطل على فناء أصغر، وبدأ ممارسة موهبته بتشكيل الأشياء من البلاستيسين، ورسمها على عتبات النوافذ الخشبية الواسعة.

وفي الـ13 من عمره أدخلته والدته إلى مدرسة الفنون التابعة لأكاديمية الفنون وأثناء المقابلة، تم التوضيح بأدب أنه لا يوجد شيء لجورجي في قسم الرسم، لأنه كان يفتقر تماما إلى الإحساس بالألوان، لذلك اقترحوا عليه أن ينضم إلى فصل النحت.

وفي عام 1977 التحق بقسم النحت بأكاديمية الفنون، وأمضى 6 سنوات في الاستوديو الواسع لمبنى تم تشييده في عهد كاترين العظيمة، في أواخر القرن الـ18.

بعد تسريحه من الخدمة العسكرية عام 1984، بدأ ممارسة فن الرسم، لكن سرعان ما أصبح من الواضح أن بيع صوره بأي سعر مقبول سيكون مستحيلا، لذلك كان عليه إطعام أسرته من خلال إنتاج ألوان الباستيل الصغيرة التي باعها من خلال صالات عرض صغيرة تتعامل بشكل رئيسي في الهدايا التذكارية للسياح الأجانب.

وفي عام 1993 عُرضت أعماله لأول مرة في الولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين، قام جورجي كوراسوف بعرض وبيع لوحاته حصريا في أميركا الشمالية.

المصدر : الجزيرة + الصحافة المصرية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version