تحطمت طائرة من طراز إف-35 قيد التطوير واشتعلت فيها النيران بعد وقت قصير من إقلاعها أمس الثلاثاء، بالقرب من قاعدة جوية في مدينة ألباكركي بولاية نيو مكسيكو (جنوب غرب الولايات المتحدة).

وأظهر مقطع فيديو التقط من موقع الحادث حطام الطائرة يحترق على أحد التلال على جانب الطريق بالقرب من القاعدة الجوية الواقعة بين مدينة وريو برافو ومنطقة ميسا ديل سول شرق ألباكركي.

وقال مسؤولون إن طيارا بالقوات الجوية أصيب بعد أن قفز من طائرة الـ”إف-35 بي” التي تحطمت بعد التزود بالوقود في قاعدة كيرتلاند الجوية.

وفي مقطع فيديو تم نشره على منصة “إكس” -“تويتر” سابقا- قال مسؤول المعلومات العامة بالإدارة في قاعدة ألبوكيركي الجوية الملازم جيسون فيغر، إنهم بدؤوا في تلقي تقارير عن احتمال سقوط طائرة قبل الساعة الثانية ظهرا بالتوقيت المحلي.

وأكد فيغر أن الطيار تمكن من الخروج، وتم نقله إلى مستشفى جامعة نيو مكسيكو مصابا “بجروح خطيرة”، فيما أصيب مدنيان آخران وتم إسعافهما في مكان الحادث، وفقا لإدارة الإطفاء بالمدينة ومسؤولين عسكريين.

وتمكن رجال الإطفاء من السيطرة على مكان الحادث خلال ساعات قليلة، لكن عملية التنظيف ستستغرق وقتا أطول حيث تم إغلاق القاعدة الجوية طوال الليل ومعظم اليوم الأربعاء بينما تقوم أطقم العمل بإزالة الأنقاض.

من جانبه، قال عمدة ألباكركي تيم كيلر، “ممتن للتحرك السريع الذي قامت به الجهات المختصة حيث وصلت فرقهم إلى مكان الحادث على وجه السرعة. أُصلي من أجل الطيار”.

وكانت الطائرة التي تبلغ تكلفتها 135 مليون دولار تحلق من منشأة تابعة لشركة لوكهيد مارتن في محطة الاحتياط الجوية البحرية في فورت وورث بولاية تكساس إلى قاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا عندما تحطمت، فيما تقود قاعدة كيرتلاند الجوية التحقيق في الحادث.

ويعد حادث تحطم طائرة عسكرية هو الثاني في نيو مكسيكو خلال أشهر، حيث سقطت طائرة من طراز “إف-16 فالكون” المقاتلة التي تبلغ تكلفتها حوالي 63 مليون دولار في أبريل/نيسان الماضي، في منطقة نائية بالقرب من قاعدة هولومان الجوية في الجزء الجنوبي من الولاية، وأصيب الطيار بجروح طفيفة بعد أن قفز من الطائرة.

30 حادث تحطم في 18 عاما

منذ أن بدأت طائرة “إف-35” الطيران قبل 18 عاما، تم تصنيع أكثر من 965 طائرة من هذا الطراز، وحققت أكثر من 721 ألف ساعة طيران تراكمية مع إكمال أكثر من 430 ألف طلعة جوية.

ونقل موقع “سيبمل فلاينغ” عن شبكة سلامة الطيران الأميركية قولها، إن نحو 29 حادث تحطم طائرة من طراز “إف-35” وقعت على مر السنين (قبل حادث اليوم)، أولها في فبراير/شباط عام 2013 وآخرها في سبتمبر/أيلول عام 2023 عندما قفز الطيار من الطائرة التي تبلغ قيمتها نحو 80 مليون دولار قبل تحطمها شمال منطقة شارلستون بولاية كارولينا الجنوبية.

كما تحطمت طائرة “إف-35 بي” أيضًا في عام 2018 بالقرب من ولاية كارولينا الجنوبية، وفي مجمل الحوادث الخاصة بالطائرة كان هناك أقل من 10 طائرات “إف-35” تم تدميرها مع مقتل طيار واحد.

مشكلات وعيوب “إف-35”

وكشفت تحقيق لمكتب المساءلة الحكومية الأميركية مشكلات وعيوبا ضخمة في الطائرة الأقوى في العالم، وأشار إلى أن البنتاغون لا يستطيع أن يستخدم أسطول الطائرات المقاتلة من طراز “إف-35” إلا بنسبة 55% من الوقت، حيث إنها تعاني من مشاكل كبيرة في الصيانة. وتعد هذه النسبة صادمة للبنتاغون الذي كان يخطط لاستخدام هذا الطراز بنسبة 85% إلى 90% من الوقت.

ونُشر التقرير الصادر عن مكتب المساءلة الحكومية (هيئة رقابية مستقلة تابعة للكونغرس) بعد أيام فقط من تحطم إحدى الطائرات، بعدما أثيرت تساؤلات حول كيفية اختفائها لمدة يوم قبل تحديد موقع حطامها.

وكشف التحقيق عن عدة نتائج صادمة منها، أن معظم المخصصات المالية المستقبلية ستذهب لتشغيل وصيانة وإصلاح الطائرات، وذلك بالتزامن مع تأخر إنشاء مستودعات الخدمة والمرافق لإكمال الإصلاحات الأكثر تعقيدا، وعدم كفاية المعدات لإبقاء الطائرات قيد العمل، وتأخر الصيانة والإمداد التي تؤثر على جاهزية المقاتلات.

ولهذه الأسباب، يعتزم البنتاغون نقل المزيد من مسؤوليات الصيانة من الشركات المتعاقدة والمقاولين إلى الحكومة التي ليس لديها أي خطة لتحقيق هذا الهدف.

ورغم كثرة الحوادث والسلبيات التي أشار إليها تقرير مكتب المساءلة الحكومية، من المتوقع أن يزيد اعتماد سلاح الجو الأميركي على “إف-35”.

ويمتلك الجيش الأميركي حاليا 450 مقاتلة من هذا الطراز، فيما يخطط البنتاغون لشراء ما يقرب من ألفي طائرة أخرى بحلول منتصف عام 2040، بتكلفة 1.7 تريليون دولار، تشمل 1.3 تريليون دولار كمصاريف للصيانة.

أغلى طائرة مقاتلة في التاريخ

وكانت شركة “لوكهيد مارتن” بدأ برنامج تصنيع “إف-35” في عام 2006، واحتاجت إلى 10 سنوات قبل أن تخرج أول طائرة إلى النور.

وبدأ الإنتاج والتطوير الموسع للطائرة بالتعاون مع حلفاء واشنطن من دول حلف الناتو، ومن ثم شرعت الولايات المتحدة بالتدريج في تسليم إنتاجها إلى تلك الدول، وتجاوزت تكلفة المشروع بأكمله التريليون دولار.

وتقوم 9 دول بتشغيل الطائرة هي؛ أميركا، وإسرائيل، وإيطاليا، والنرويج، وأستراليا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وهولندا، والمملكة المتحدة، فيما طلبت 13 دولة الطائرة التي تعمل الشركة على تطويرها حيث إن لديها 3 أنواع مختلفة: “إف-35 إي”، و”إف-35 بي”، و”إف-35 سي”، وتبلغ تكلفة كل منها حوالي 100 مليون دولار.

تم تصميم “إف-35 إي” للإقلاع والهبوط التقليدي، في المقابل، تم تصميم الطائرة “إف-35 بي” للإقلاع القصير والهبوط العمودي، لكنها تتمتع بقدرات أقل فيما يتعلق بصرف الوقود مقارنة بالطراز الأول. أما “إف-35 سي”، فتم تصميمها للإقلاع بمساعدة المنجنيق والاسترداد المتوقف للعمليات على متن الطائرة (حاملة طائرات).

وتحتوي طائرات “إف-35” على محرك طور خصيصا من أجلها، بإمكانه الوصول إلى سرعة ألفي كيلومتر في الساعة، وهي سرعة تتجاوزها بسهولة طائرات أخرى، لكن دون أن تمتلك قدرة “إف-35” على المناورة والاختفاء بينما تحتفظ بسرعتها العالية.

وتعد قدرة المقاتلة الفائقة على التخفي والتهرب من رادار العدو أهم نقاط جاذبيتها، وهو ما يدفع لزيادة الراغبين في اقتنائها، وتُخضع الحكومة الأميركية الجزء الفني المتعلق بتكنولوجيا المقطع العرضي للرادار لحراسة وسرية مشددة.

ويمكن للكاميرات الصغيرة المثبتة حول الطائرة عرض صورة فورية بزاوية 360 درجة للعالم من حولها، حتى أثناء العمليات الليلية طبقا لما تقوله شركة “لوكهيد مارتن” المصنعة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version