توصل ستيوارت سيلدوويتز -الذي عمل مستشارا للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما– إلى اتفاق بإسقاط تهم “جرائم الكراهية” الموجهة إليه بعد مضايقة بائع طعام مصري في مانهاتن بنيويورك.

وأمرت محكمة أميركية الخميس الماضي، سيلدوويتز الذي شغل سابقا منصب نائب مدير مكتب وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، بحضور عدة أسابيع من التدريب على مكافحة التحيز مقابل إسقاط القضية عنه.

وكان سيلدوويتز اقترب من عربة البائع المصري لبيع الطعام الحلال لأول مرة في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ثم عاد 3 مرات أخرى على الأقل، وفقًا لوثائق المحكمة.

وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ألقت شرطة نيويورك القبض على ستيوارت سيلدوويتز، على خلفية ظهوره في مقاطع مصورة يضايق شابا مصريا ويصفه بـ”الإرهابي”، قائلا، إن قتل 4 آلاف طفل فلسطيني في غزة “ليس كافيا”.

وحسب ما أفادت شبكة “إن بي سي” الإخبارية الأميركية، فقد وافق سيلدوويتز على صفقة “الإقرار بالذنب” مع مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن حيث يكمل الرجل البالغ من العمر 65 عامًا برنامجًا لمكافحة التحيز مدته 26 أسبوعًا في “كوينز للاستشارات من أجل التغيير”، مع ضرورة عدم إقدامه على مخالفات جديدة، أو انتهاك أمر الحماية ضد عامل عربة الحلال.

وأشار المكتب إلى أن سيلدوويتز هو مجرم لأول مرة وليس له تاريخ إجرامي سابق، وهو الآن واحد من 10 حالات على الأقل في السنوات الأخيرة تمت إحالتها إلى “كوينز للاستشارات من أجل التغيير”.

وقال مدعون من منطقة مانهاتن بنيويورك في جلسة المحكمة، إن ستيوارت إذا أكمل البرنامج المطلوب منه، ولم يسجل بحقه أي توقيفات أو مخالفات، فسيتم طلب إسقاط التهم الموجهة له ومن المقرر مثوله أمام المحكمة في 17 أبريل/نيسان 2024.

وبعد تهديد مستشار أوباما السابق للبائع بإيذاء ذويه في مصر، أصدرت شرطة نيويورك بيانا، قالت فيه “قُبض على ستيوارت سيلدوويتز، بتهم المضايقة المشددة، وجرائم الكراهية، والمطاردة التي تسبب الخوف، والمطاردة في مكان العمل”.

وعقب انتشار المشاهد، أعلنت مؤسسة “العلاقات الحكومية في غوثام”، في تدوينة عبر منصة “إكس”، إنهاء علاقتها مع سيلدوويتز الذي كان يعمل لديها.

ووصفت المؤسسة تصرفات سيلدوويتز في المشاهد بأنها “دنيئة وعنصرية ولا تليق بمعايير الشرف لديها”.

وأدان فرع نيويورك لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية “كير” ما سماه “صفقة الحبيب” لسيلدوويتز، الذي تم القبض عليه في مقطع فيديو وهو يضايق ويهدد بائعًا مسلمًا في مدينة نيويورك.

وقالت عفاف ناشر، المدير التنفيذي لكير في نيويورك، في بيان، “تم تسجيل الإساءة اللفظية الدنيئة والمضايقات التي قام بها سيلدوويتز والتي استهدفت بائعًا متجولًا بريئًا بالفيديو ليراها الجميع. إن الصفقة الودية التي تلقاها من مكتب المدعي العام في مانهاتن هي إهانة مخزية لنظامنا القضائي ولا تتناسب على الإطلاق مع أفعاله”.

وأضافت أن “التعصب وجرائم الكراهية المناهضة للفلسطينيين والمسلمين آخذة في الارتفاع في جميع أنحاء البلاد، والعقوبات الخفيفة هي صفعة على وجه الضحايا. إنها تمثل فشلا في معالجة خطورة المشكلة، مما يؤدي إلى إدامة دائرة الظلم والمزيد من التهميش”.

وختمت المنظمة البيان بالقول “عندما يتم عقد مثل هذه الصفقات، فلا عجب أن 4% فقط من مجتمعنا يبلغ عن جرائم الكراهية وحوادث التحيز لسلطات إنفاذ القانون”.

وعمل سيلدوويتز -الذي كان حاضرا لكنه لم يتحدث في الجلسة- في عهد 5 رؤساء وعمل ذات مرة كمستشار في مجلس الأمن للرئيس باراك أوباما.

ومنذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 شهدت أميركا ارتفاعا ملحوظا في منسوب الإسلاموفوبيا، حيث ازداد عدد جرائم الكراهية ضد الأميركيين المسلمين، وضد أي شخص بدا شكله عربيا أو مسلما، في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وفي مارس/آذار 2023، أعلنت النائبة الأميركية المُسلمة إلهان عمر تقديم مشروع قانون جديد لمحاربة الإسلاموفوبيا والكراهية ضد المسلمين من أجل مناقشته في مجلس النواب والتصويت عليه.

وقالت عضوة الكونغرس في مؤتمر صحفي أمام مبنى الكابيتول “يجب أن نعيد التأكيد أن أصحاب العقائد الدينية المختلفة يجب أن يكون لهم الحق في العبادة دون خوف”.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version