ألقت الشرطة البريطانية القبض على مواطن بعد انتشار مقطع فيديو ظهر فيه وهو يهاجم مجموعة من النساء المسلمات بألفاظ عنصرية أثناء سيرهن في العاصمة لندن.

وأوضح الفيديو صوت النساء اللاتي ارتدت بعضهن الحجاب بينما اقترب منهن رجل أبيض يرتدي نظارات في شارع “ساوث ستريت رومفورد”، شرقي لندن، وهاجمهن بعبارات عنصرية.

وتتبع تيري يوري البالغ من العمر (55 عاما)، النساء المسلمات في منطقة التسوق المزدحمة، وصرخ بصوت عالٍ وأشار إليهن، بينما حاولن الابتعاد عنه.

“مجموعة عمل مجتمع ريدبريدج” أعادت نشر المقطع الذي انتشر على نطاق واسع، ليظهر الرجل في الفيديو، وهو يشتم السيدات اللاتي وصفهن بـ”الخونة المسلمين” قائلا، “اذهبوا أيها الأغبياء. نحن دولة مسيحية. نحن لا نحبكم. أنتم سرطان في بلادنا. نحن لسنا دولة مسلمة”.

وبعدما طلبت منه إحدى السيدات أن يتوقف عن مضايقتهن، رد قائلا “إطلاق صواريخ كاتيوشا على إسرائيل، هل تعتقد أن هذي أمر طبيعي؟ لا نريدك هنا. ابتعدي عن إنجلترا”.

وكتبت “مجموعة عمل مجتمع ريدبريدج” في منشور على منصة إكس “المشتبه به: تيري يوري، البالغ من العمر (55 عاما)، متهم بالتحرش الديني المتعمد، وسيمثل رهن الاحتجاز أمام محكمة الصلح في تيمز في 22 أبريل/نيسان الجاري”.

أما شرطة مقاطعة هافرينغ، فقالت بدورها إن يوري لا يزال رهن الاحتجاز بعد إلقاء القبض عليه للاشتباه في ارتكابه جرائم عنصرية تتعلق بالنظام العام مساء الأحد.

الاعتداء عقب مظاهرة لدعم فلسطين

شاهد العيان وسيم أحمد (55 عاما) قال لصحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية، “أعرف هؤلاء النساء.. لقد صدمت بالطريقة التي حدث بها ذلك، ولكنني لم أصدم في الوقت نفسه. الهجمات المعادية للإسلام ارتفعت بشكل كبير منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول”.

وأضاف “يرفض كثير من وزراء الحكومة وحتى رئيس الوزراء ريشي سوناك الكشف عن حجم انتشار الإسلاموفوبيا.. النساء أهداف سهلة (للمهاجمين)، وهذا هو الشيء الأكثر حزنا. لم أر أي شخص يتدخل، ربما كان قلقا على سلامتهم، ولكن كل ما عليك فعله هو الصراخ عدة مرات حتى لا تعرض نفسك للخطر. لا أفهم لماذا يقف الناس، ويتركون ذلك يحدث”.

من جانبها، أكدت متحدثة باسم شرطة العاصمة لذات الصحيفة في وقت سابق أن الشرطة تحقق في المواجهة “باعتبارها جريمة كراهية”.

تزايد حالات الكراهية ضد المسلمين

ووفقا لتقرير أصدرته منظمة “قياس الهجمات ضد المسلمين” المعنية بتوثيق الحوادث المعادية للمسلمين في المملكة المتحدة في فبراير/شباط 2024، فإن حوادث الكراهية زادت بنسبة 335% مقارنة الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 2023.

وأضاف التقرير أن أكثر من ألفي حالة معادية للمسلمين تم تسجيلها في المملكة المتحدة منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 والحرب الإسرائيلية على غزة.

وفي يوليو/تموز 2023، أصدرت المنظمة دراسة تحت عنوان “عَقد من الكراهية ضد المسلمين”، أظهرت زيادة مقلقة في حالات الإسلاموفوبيا في بريطانيا خلال السنوات العشر الأخيرة، مشيرة إلى أن “الحالات المؤكدة المتعلقة بالكراهية ضد المسلمين زادت بشكل سنوي”.

وقالت المنظمة إنها تلقت أكثر من 20 ألف تقرير من أشخاص بلّغوا عن حوادث إسلاموفوبيا تعرضوا لها خلال العقد الماضي، وساعدت ودعمَت أكثر من 16 ألف حالة لمسلمين واجهوا الكراهية والتعصب.

وأشارت المنظمة إلى أنها وثقت 584 حالة عام 2012، في حين وصل عدد الحالات الموثقة عام 2021 إلى 1212 حالة، وأن الإغلاقات التي أعقَبت انتشار وباء كورونا (كوفيد-19) “تسببت في تفاقم الترويج للكراهية ضد المسلمين على الإنترنت، حيث سجل عام 2020 أعلى نسبة متعلقة بالإسلاموفوبيا”.

ولفتت الدراسة إلى أن حوادث الإسلاموفوبيا عبر العالم بلغت ذروتها بين أعوام 2016 و2017 و2019، وهي الأعوام التي شهدت “مجموعة من الهجمات الإرهابية في المملكة المتحدة، وهجمات كرايست تشيرتش الإرهابية في نيوزيلندا، ونتيجة استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.

ويعود تصاعد الكراهية ضد المسلمين لعدة أسباب أبرزها أنشطة اليمين المتطرف وخطاباته السياسية، والزيادة في الهجمات المعادية للمسلمين في دول مختلفة في العالم.

وقال المجلس البريطاني الإسلامي في منشور على منصة “إكس” إن “البيانات الجديدة الصادمة تظهر ارتفاعا بنسبة 30% في جرائم الكراهية المعادية للإسلام، مما يسلط الضوء على مشكلة خطيرة ومستمرة ومنتشرة في مجتمعنا”.

وبحسب مكتب الإحصاء البريطاني “أو إن إس”، فإن عدد المسلمين في إنجلترا وويلز ارتفع بمقدار 1.2 مليون خلال السنوات العشر الأخيرة، ليصل عدد السكان المسلمين إلى 3.9 ملايين عام 2021.

ويتركز وجود المسلمين في بريطانيا في 5 مدن، بينها برمنغهام وبرادفورد ومانشستر، ويوجد أكثر من 250 مسجدا في المملكة المتحدة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version