دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — لا شك في أنّ ثمة رابط قوي وقديم بين عالمي السينما والأزياء الفاخرة. فالصناعتان طوّرتا علاقة رمزية وقوية بينهما، إن من خلال تصميم الملابس الفنية، أو أبرز إطلالات الأزياء الفاخرة على السجادة الحمراء، أو حملات الإعلانات التي يكون المشاهير نجومها.
ولهذا السبب، فإن الموقع الذي أقيم فيه عرض أزياء “شانيل” لمجموعة أزياء الرحلات البحرية 2023/24، أي استوديوهات “باراماونت” في لوس أنجلوس الثلاثاء الماضي، كان منطقيًا.
وأشار الكتيب المرافق للعرض إلى أن “الأزياء والسينما تقوداننا إلى أحلام اليقظة، تغذيها دعوة نابضة بالحيوية للسير نحو الأضواء وعدم مغادرة أرضية الرقص”.
ولكن هناك أيضًا ارتباط شخصي بين دار الأزياء الفرنسية وهوليوود.
فقد عملت فرجيني فيار، المديرة الإبداعية لشانيل منذ وفاة كارل لاغرفيلد عام 2019، على تصميم الأزياء في بداية حياتها المهنية.
وقد تم إقناع كوكو شانيل نفسها بالحضور إلى هوليوود عام 1931، من طريق منتج الأفلام سامويل غولدوين، للتأكد من أن أزياء أفلامه لن تبدو قديمة بحلول موعد إصدارها، وانتهى بها المطاف بأكثر من نصف دزينة من أعمال تصميم الأزياء تحت اسمها.
يُعَدّ عرض أزياء “شانيل” الذي أُقيم في لوس أنجلوس بمثابة احتفاء بالمدينة، وإشارةً إلى حبّ فيار لـ”مدينة الملائكة”، حيث عادت شانيل إلى لوس أنجلوس بعد غياب دام حوالي 16 عاما.
وقد تغير الكثير في لوس أنجلوس خلال الفترة التي تفصل بين أواخر العقد الأول من القرن الحالي واليوم.
ورغم أن المدينة لطالما كانت محورًا لثقافة المشاهير الأمريكية، فإن نجومها تغيروا أو توسّعت ميادينهم، حيث أصبح مؤثرو الموضة الحاليون أحب الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي والثقافات الفرعية، فضلاً عن الممثلين والشخصيات الاجتماعية ذوي السمعة العريقة، والذين يتمتعون بجماهير منتشرة في جميع أنحاء العالم وعلى الإنترنت.
وقد تعلّمت العلامات التجارية الفاخرة مثل “شانيل” التأقلم مع هذا التطور، والاحتفاء بالقديم والجديد في تصاميمها، بما يتماشى وتراثها الثقافي، مستلهمةً الأفكار من الماضي والتطلّع إلى المستقبل.
ورغم تطور تعريفنا للشهرة والمشاهير، فإن الرفاهية والطموح المرتبطان بالشهرة ما برحا حاضرين، كما هي الحال في عالم الموضة.
وبالنسبة لـ”شانيل”، بدأت تشكيل هذا الشعور من خلال دعوات حضور العرض، إذ صمم الفنان الفرنسي أندريه سارايفا الدعوات كي تكون أشبة ببوسترات الفعاليات الموسيقية، حيث تم إدراج اسم كل ضيف، على غرار العناوين الرئيسية، فوق أسماء سفراء شانيل المشهورين مثل مارغريت كوالي، كريستين ستيوارت، ومارغوت روبي.
والنتيجة؟ جو يشبه جو مهرجان “كوتشيلا” (بمعنى آخر، جوٌ يشبه جو لوس أنجلوس). وإذا كانت الغاية من ذلك هي جعل الجميع يشعرون بأنهم نجوم، فقد حققت شانيل هذا الهدف.
داخل استوديو باراماونت، تم تجهيز المدرج بشكل يشبه إلى حد كبير استاد كرة القدم، حيث توجد مقاعد متدرجة ولوحات إعلانية وإضاءة الملعب.
وحضر العديد من النجوم مثل كلوي سيفيني، وإيل فانينغ، وهالزي، وكريس جينر، وباريس هيلتون، وصوفيا ريتشي.
عندما بدأ العرض، عرضت شاشة ضخمة مقطع فيديو قصير لسفيرة شانيل ألما غودوروفسكي. وفي الفيديو، تظهر النجمة – حفيدة المخرج أليخاندرو غودوروفسكي، وهي ترفع الأثقال على شاطئ غربي يستحق المشاهدة، بإطلالة وأداء يشبهان شخصية “باربي” في التسعينيات.
وفي الواقع، كان هناك الكثير من الإشارات إلى “باربي” في العرض: إطلالات وردية عصرية، بدلات من قماش التويد ذات الألوان الزاهية، وفساتين دانتيل وحقائب يد بدرجات أومبريه تذكر بغروب الشمس في المحيط الهادي.
عُرضت بعض القطع تصاميم جريئة وألوان فاتحة ومرحة مثالية لخزانة دمية؛ كما برز الكعب العالي المضاء بألوان قوس قزح الذي ظهر في العديد من الإطلالات.
وليست هذه المرة الأولى التي تستعين فيها “شانيل” بالكعوب المضيئة، إذ استخدمها لاغرفيلد سابقًا في مجموعاته في عامي 2008 و2011، إلا أن ابتكارات فيار كانت تعكس الحنين والأنوثة بشكل فائق.
ومن المؤكد أن روبي ستستعين ببعض هذه الإطلالات خلال جولتها الإعلامية الخاصة بفيلمها “باربي”.
وقالت المخرجة وسفيرة شانيل صوفيا كوبولا، التي حضرت العرض أيضًا، لـCNN في اليوم التالي للعرض: “هناك ذلك الجانب المرح الذي بدأه كارل نوعًا ما، من شانيل الأصلية التي تتميز بالأناقة الفائقة ،”
وتابعت: “أشعر أن فيرجيني تستمر بهذه الروح، ولكن على طريقتها الخاصة”.
لم تكن المجموعة كلها تتمتع بألوان مرحة، إذ كانت هناك فساتين من الجلد الأسود، وبدلات داخلية مقصوصة، وملابس رياضية فاخرة، وعدد قليل من التصاميم التي أشادت بسحر هوليوود القديم بلمسة عصرية.
وأوضحت فيار، في كتيّب العرض، أنه “بين الحلم من ناحية وما تريد أن ترتديه من ناحية أخرى، كل ذلك يعد مسألة توازن”.
بعد انتهاء عرض الأزياء، أصبحت قاعة الرقص التي وعد بها كتيب العرض حقيقة بفضل أداء مفاجئ من مغني الراب الأمريكي سنوب دوغ.