|

قام باحثون من الهند وفرنسا بتصنيع مركب جديد يسمى إنفوزيد (infuzide) لمحاربة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وأظهر فعالية ضد أنواع من البكتيريا موجبة غرام في التجارب التي أجريت على بكتيريا تمت زراعتها في المختبر وعلى الفئران، مما يمنح الأمل بتوفير علاجات جديدة للعدوى المقاومة للأدوية.

ويمكن التمييز بين البكتيريا مخبريا بالنظر لها تحت المجهر بعد صبغها بصبغة غرام، وتمتلك البكتيريا موجبة غرام على جدار خلوي سميك، وتكتسب هذه الخلايا اللون الأزرق/الأرجواني عند صبغها بصبغة غرام. وللبكتيريا موجبة غرام أنماط نمو مختلفة، وتتباين في درجة مقاومتها للمضادات الحيوية.

وأجرى الدراسة باحثون من مختبر الكيمياء التنسيقية بجامعة تولوز في فرنسا، والمعهد المركزي لبحوث الأدوية التابع للمجلس العلمي والصناعي في لكناو بالهند.

ونشرت نتائج الدراسة في مجلة ميكروبيولوجي سبكترم (Microbiology Spectrum) في 2 يونيو/حزيران الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

وتسبّب مقاومة المضادات الحيوية بشكل مباشر أكثر من مليون حالة وفاة سنويا وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ويمكن أن تسبّب المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus) والمكورات المعوية (Enterococcus spp) عدوى خطيرة مكتسبة من المستشفيات والمجتمع، وهما نوعان من البكتيريا موجبة غرام التي تطور مقاومة ضد المضادات الحيوية.

نشاط على الفئران

وأظهر المركب الجديد نشاطا ضد سلالات مقاومة للمضادات الحيوية من المكورات العنقودية الذهبية والمعوية في المختبر، وعلى الفئران. وإضافة إلى ذلك، تشير النتائج إلى أن إنفوزيد يقضي على البكتيريا بطرق تختلف عن المضادات الحيوية الأخرى، مما قد يساعد في الحد من المقاومة.

وجاء إنفوزيد تتويجا لجهود أكثر من عقد من العمل الذي قام به باحثون متعددو التخصصات بحثا عن طرق لابتكار مركبات يمكنها العمل ضد مسببات الأمراض بطرق تشبه الأدوية المعروفة. وتشمل هذه المركبات الهيدرازونات، وهي مركبات مصنّعة غير عضوية أظهرت دراسات سابقة أن لها نشاطا مضادا للبكتيريا، بما في ذلك ضد السلالات المقاومة للأدوية. وصنّع الباحثون 17 مركبا جديدا يحتوي على الهيدرازونات، ومن بينها إنفوزيد.

ومن مختبر الكيمياء التنسيقية بجامعة تولوز في فرنسا، قال الكيميائي الطبي ميشيل بالتاس الحاصل على درجة الدكتوراه “بدأنا المشروع كمشروع تعاوني، باحثين عن طرق لتصنيع مركبات وربطها بمركبات قد تكون ذات أنشطة بيولوجية”. وشارك بالتاس في هذه الدراسة إلى جانب سيدهارث تشوبرا الحاصل على درجة الدكتوراه من المعهد المركزي لبحوث الأدوية التابع للمجلس العلمي والصناعي في لكناو بالهند.

ووجد الباحثون أن إنفوزيد يهاجم الخلايا البكتيرية تحديدا، وقارنوا التأثيرات المضادة للبكتيريا لإنفوزيد مع الفانكومايسين، وهو مضاد حيوي قوي يمثل الرعاية المعيارية في علاج العدوى المقاومة للمضادات، ووجدوا أن إنفوزيد قلل حجم المستعمرات البكتيرية بسرعة وفعالية أكبر من الدواء المعياري.

كما قلل المركب بفعالية من تعداد البكتيريا في اختبارات التهابات المكورات العنقودية الذهبية المقاومة على جلد الفئران. وذكر الباحثون أن الانخفاض كان أكبر عند دمج إنفوزيد مع لينزوليد، وهو مضاد حيوي اصطناعي، في حين لم يظهر إنفوزيد نشاطا ملحوظا ضد مسببات الأمراض سالبة غرام.

وقام الباحثون بتصنيع المركبات دون الحاجة إلى مذيبات، والتي قد تكون مكلفة وخطرة على البيئة. وأوضح بالتاس أن بساطة التفاعلات الكيميائية ستسهّل إنتاج كميات كبيرة لاستخدامها في علاجات جديدة. وأضاف “أنا متأكد من إمكانية توسيع نطاق هذه التفاعلات”.

بالإضافة إلى ذلك، دأبت المجموعة على دراسة آثار المركبات المصنّعة على أمراض معدية أخرى، بما في ذلك السل. وقال بالتاس “لدينا العديد من المركبات الأخرى المرشّحة لإنتاج مركبات مضادة للميكروبات”.

شاركها.
Exit mobile version