استخدم فريق دولي من علماء الفلك مرصد هابل الفضائي للتحديق في نجم زائف سمي “3 سي 2733” يبعد عن الأرض على مسافة 2.4 مليار سنة ضوئية.

وبحسب بيان صحفي رسمي من وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، فقد كشف الباحثون عن بضع كتل بأحجام مختلفة، يعتقد أنها مجرات قمرية تابعة للمجرة الرئيسية، وبنية خيطية غامضة على شكل حرف L على مسافة 16 ألف سنة ضوئية من مركز النجم الزائف.

بالأسفل ترى أحدث صورة التقطها مرصد هابل للنجم الزائف 3 سي 273 (ناسا)

نجوم زائفة

والنجوم الزائفة (أو الكوازارات) هي نوى مجرات بعيدة جدا جدا (مليارات السنوات الضوئية). لا نرى بقية أجسام تلك المجرات بسبب المسافة، لكن تلك النوى ساطعة جدا بحيث يمكن لنا أن نراها

تستضيف كل مجرة ​​كبيرة تقريبًا ثقبًا أسودًا بكتلة ملايين إلى مليارات كتلة الشمس في مركزها، والعديد من هذه الثقوب السوداء خاملة، تكمن في الظلام تقريبا مثل الرامي أ* في مركز مجرتنا درب التبانة.

غير أن المادة (من غاز وغبار) تزدحم بزخم شديد حول بعض تلك الثقوب السوداء فائقة الكتلة، تدور تلك السحب الكثيفة من الغاز والغبار حول الثقب الأسود بسرعات هائلة تتراوح بين 10% إلى أكثر من 80% من سرعة الضوء.

الاحتكاك بين مكونات تلك السحب السريعة الحركة يولد الحرارة، ويصبح القرص ساخنا جدا (ملايين الدرجات) لدرجة أنه يلمع بشدة، ويشع الضوء في نطاقات متنوعة من الطيف الكهرومغناطيسي.

وقد تسأل نفسك: لم لا توجد كوازارات في محيطنا ونراها فقط على مسافات بعيدة جدا؟ يعتقد العلماء أن السبب في ذلك أنها ظاهرة مرتبطة بالمراحل المبكرة من تطور المجرات، كانت الكوازارات أكثر شيوعا في الكون المبكر، مما يعني أننا نراها كما كانت موجودة منذ مليارات السنين.

هذا مفهوم، ففي الكون المبكر كانت المجرات الصغيرة تحتوي على كميات وفيرة من الغاز يمكن أن تتدفق إلى مركز المجرة وتغذي الكوازار، كما شهدت هذه فترة تكوين المجرات عبر اصطدامات واندماجات متكررة، الأمر الذي يؤدي إلى تغذية الثقب الأسود المركزي بكميات هائلة من الغاز.

Zooming-in on the remote quasar P172+18

نملة على مصباح سيارة

بالنسبة إلى هابل، فإن التحديق في 3 سي 2733 يشبه النظر مباشرة إلى مصباح أمامي مبهر للسيارة ومحاولة رؤية نملة تزحف على الحافة المحيطة به.

يطلق هذا النجم الزائف آلاف الأضعاف من الطاقة الكاملة لإحدى المجرات، ولذلك استخدم الباحثون مطياف التصوير الفضائي التابع لتلسكوب هابل ليعمل حاجبا للضوء من مركز النجم الزائف، تماما مثل الطريقة التي يحجب بها القمر وهج الشمس أثناء كسوف الشمس الكلي، مما سمح بالنظر إلى الثقب الأسود المركزي أقرب 8 مرات من أي وقت مضى.

وفي هذا السياق، حصل العلماء على نظرة نادرة إلى نفاثة المواد خارج المجرة يبلغ طولها 300 ألف سنة ضوئية والتي تتوهج عبر الفضاء بسرعة الضوء تقريبا.

شاركها.
Exit mobile version