مع انتشار موجة جديدة من فيروس كورونا، يتزايد الحديث عن احتمال دعوة السلطات الصحية لتلقي جرعة تعزيزية منشطة من اللقاحات، رغم تأكيد خبراء على عدم خطورة متحوّر “إيريس”.

ولم تدع منظمة الصحة العالمية إلى إجراءات متعلقة باللقاحات حتى الآن، إلا أن تلقي جرعة جديدة يبقى مرهونا بمدى انتشار متحوّر إيريس.

فإذا تمت الدعوة إلى جرعة تنشيطية من لقاح كورونا، أي ذراع يُنصح بتلقي اللقاح فيها لتوفير أكبر حماية من سلالات “كوفيد” الجديدة؟ وما آخر المعطيات حولها؟ وهل تختلف أعراض المتحورات الجديدة؟

الذراع اليمنى أم اليسرى؟

نبدأ من دراسة حديثة توصلت إلى أن الاستجابة المناعية قد تكون أقوى إذا تم تلقي الجرعة المعززة في الذراع نفسها التي تلقيت فيه آخر جرعة من لقاح كورونا، وفقا لما نشرته مجلة “إي بيو ميديسن” يوم 11 أغسطس/آب الجاري.

مارتينا سيستر، المؤلفة المشاركة في الدراسة وعالمة الأحياء ورئيسة قسم معهد طب العدوى في مستشفى جامعة سارلاند في ألمانيا، قالت في بيان صحفي “يبدو السؤال تافها للغاية لدرجة أنه لم يفكر أحد من قبل في طرحه”.

استخدم الباحثون بيانات 303 أشخاص تلقوا لقاح “إم آر إن إيه” (mRNA)، بالإضافة إلى جرعة معززة كجزء من حملة اللقاح في ألمانيا.

وبعد أسبوعين من الجرعة المعززة، كان عدد “الخلايا التائية القاتلة (للفيروس)” لدى أولئك الذين حصلوا على الجرعتين في الذراع نفسها أعلى بشكل ملحوظ، وفقا للدراسة.

ووفقا للمؤلفة المشاركة في الدراسة لورا زيغلر، فإن “الخلايا التائية القاتلة” كانت موجودة بنسبة 67% لدى الذين تلقوا اللقاح في الذراع نفسها، في حين انخفضت النسبة إلى 43% لدى الذين حقنوا في أذرع مختلفة.

ثلاث سلالات من كوفيد

وعلى صعيد السلالات، تقول السلطات الصحية في الولايات المتحدة إنها تتابع عن كثب انتشار 3 سلالات جديدة من فيروس كورونا تنتشر الآن في جميع أنحاء البلاد، وفقا لشبكة “سي بي إس نيوز”.

ولا تزال مستويات حالات الاستشفاء والوفيات بسبب فيروس كورونا في الوقت الحالي أقل بكثير من الذروات السابقة في الصيف والشتاء الماضيين، لكنها بدأت ترتفع بوتيرة مضطردة منذ عدة أسابيع.

مسؤولو الصحة العامة قالوا إنهم جاهزون جيدا لمواجهة الارتفاع الموسمي الأخير للفيروس.

أمريكا.. روبرت كندي يثير الجدل بعد ادعائه نظرية مؤامرة بشأن فيروس كورونا

ما أبرز متغيرات فيروس كورونا الجديدة؟

ينتشر نوعان من متحوّرات كورونا الجديدة، إلى جانب متغيّرٍ آخر ليس منتشرا على نطاق واسع في الوقت الحالي.

ويعتبر متغير “إي جي.5” (EG.5) السلالة “السائدة” في الولايات المتحدة، كونه يشكل الحصة الكبرى من الحالات الجديدة لكوفيد، مقارنة بالمتغيرات الأخرى. ففي 18 أغسطس/آب الجاري، قدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن “إي جي.5” يشكل 20.6% من الإصابات الجديدة.

وإلى جانب متغير “إي جي.5” المعروف إعلامياً باسم إيريس، توجد قائمة طويلة من المتغيرات الأخرى، ينحدر معظمها من سلالات “إكس بي بي” (XBB) التي كانت مهيمنة في الشتاء الماضي.

أما سلالة “إف إل 1.5.1” (FL.1.5.1) فهي ثاني أكبر سلالة بنسبة 13.3% من الإصابات في الولايات المتحدة.

وتتعقب السلطات أيضا سلالة “بي إيه 2.86” (BA.2.86) الجديدة والشديدة التحور، ولا يزال انتشارها صغيرا جدا بحيث لا يمكن ظهوره في تقديرات مركز السيطرة على الأمراض.

هل تختلف أعراض متغيرات فيروس كورونا الجديدة؟

يبدو أن أعراض فيروس كورونا متشابهة إلى حد كبير، فمنذ ظهور “إي جي.5” و”إف إل 1.5.1″، قلّل المسؤولون عموما من أهمية المزاعم المتعلقة بالتغيرات الجذرية في الأعراض الناجمة عن هذه المتغيرات الجديدة، مقارنة بأقاربها من متغيرات “أوميكرون” التي ظهرت في وقت سابق من الوباء.

وأفادت منظمة الصحة العالمية في التاسع من أغسطس/آب الجاري بأنه لا يوجد أي دليل على زيادة شدة المرض في سلالة “إي جي.5” الجديدة.

هل تنجح الجرعات المعززة من اللقاح؟

من المتوقع أن تكون الجرعات المعززة -حال فرضها- فعالة، إذ يقول صانعو اللقاحات إنهم يتوقعون أن يكون الطرح القادم للقاح “كوفيد-19″ الجديد والجرعات المعززة الشهر المقبل مناسبا لـ”إي جي.5″ و”إف إل 1.5.1” أيضا، نظرا لارتباطهما الوثيق بمتغير “إكس بي بي .1.5” (XBB.1.5) الذي تستهدفه الجرعات الجديدة.

في 17 أغسطس/آب الجاري، قالت شركة “مودرنا” إن النتائج الأولية من بيانات التجارب السريرية البشرية تشير إلى أن لقاحاتها المحدثة ستؤدي إلى: زيادة كبيرة في تحييد الأجسام المضادة ضد متغيرات “إي جي.5″ و”إف إل 1.5.1”. في حين قالت شركة “فايزر” إن البيانات المستقاة من دراسة حديثة أجريت على الفئران تشير إلى أن لقاحها سيكون فعالا أيضا.

شاركها.
Exit mobile version