15/6/2024–|آخر تحديث: 15/6/202411:55 م (بتوقيت مكة المكرمة)
يتحول مؤثرون يسعون إلى تحقيق شهرة في مواقع التواصل الاجتماعي إلى فئران تجارب لأنظمة التنحيف الغذائية الأكثر شعبية راهنا، كالصيام المتقطع أو حمية التفاح، لخسارة 5 أو 10 أو 30 كيلوغراما، وهو اتجاه “قاتل” ومحفوف بالمخاطر، حسب متخصصين أجرت وكالة الصحافة الفرنسية مقابلات معهم.
وتقول امرأة، في مقطع فيديو منشور عبر “تيك توك” حظي بأكثر من 45 ألف نقرة إعجاب، “تستيقظون وتمتنعون عن تناول الطعام، وعندما يأتي موعد الغداء تستطيعون تناول ما تشاؤون”. وكانت هذه المرأة تتحدث وهي تتناول اللحوم الباردة والبطاطا والسندويتشات بعد فترة من الصيام.
وتوصي مؤثرة فرنسية بالتقنية نفسها، لكن مع تناول كبسولة “قاطعة للشهية”، يحظى من يريد شراءها بـ”رمز خصم” خاص بها. وقبل بضعة أشهر، قالت إنها خسرت 3 كيلوغرامات في 3 أيام عن طريق تناول التفاح فقط.
ويقول خبير التغذية الفرنسي ومؤسس مرصد البدانة بيار عزام إن هذه الأنظمة الغذائية قاسية وترمي إلى لفت الانتباه، ويشير إلى أن الخوارزميات تكمل هذا النظام الضار أصلا، إذ تشتت مستخدمي الإنترنت “بين حمية وأخرى”.
ويشير إلى أن “الأشخاص، وتحديدا الشباب الذين يريدون إنقاص أوزانهم، يجدون أنفسهم عالقين في معضلة المعلومات التي تكون أحيانا متناقضة أو مُجمعة”.
فالصيام المتقطع الليلي الذي يقضي بالتوقف عن تناول الأطعمة لـ16 ساعة بين العشاء والوجبة الأولى في اليوم التالي، “يمكن أن يكون مثيرا للاهتمام، لكنه ليس مناسبا الجميع”، حسب طبيب التغذية أرنو كوكول.
ويقول “لا يمكننا نسخ النظام الغذائي النمطي نفسه للأشخاص الذين يعانون زيادة في الوزن بسبب التوتر، أو من يتناولون الأدوية”.
95% من الأنظمة الغذائية تفشل
يستقبل كوكول يوميا مرضى “يعانون زيادة في الوزن واعتمدوا أنظمة غذائية”، ويشير إلى أن “95% من الأنظمة الغذائية تفشل خلال السنوات الخمس التي تلي اعتمادها”، حسب دراسة أجرتها السلطات الصحية الفرنسية، إذ “يستعيد الناس كل الوزن الذي خسروه”.
ويقول كوكول إن “معظم الحميات الغذائية قائمة على المنع والإحباط، والجسم يكره تعريضه للقسوة”. ويفضل خبير التغذية برنامج “وييت ووتشرز” (Weight Watchers) الأميركي الذي يستند إلى إعادة التوازن الغذائي بدل منع الشخص عن أطعمة معينة.
ويحذر عزام من النصائح “القاتلة” التي يعطيها بعض مستخدمي الإنترنت، إذ تركز فقط على خسارة الوزن “بسرعة وسهولة، من دون جهد، في انعكاس للمجتمع الاستهلاكي، وخارج أي مخاوف تتعلق بالصحة العامة”.
ويقول إن “جسمنا حي ومليء بالبروتينات، وإذا قسونا عليه أكثر من اللازم، نكون قد خاطرنا بخسارة الكتلة العضلية، والضرر يطال تاليا تكوين الأعضاء، بالإضافة إلى مواجهة اضطرابات هرمونية، ومشاكل في الجهاز الهضمي، وأمراض طويلة الأمد”.
ويبدي عزام قلقا من تأثير مقاطع الفيديو هذه على من يتأثرون بسهولة، إذ قد تتسبب لهم في “ميول نحو فقدان الشهية أو النهام العصبي أو الاضطرابات في الأكل”.
ويؤكد ضرورة استشارة طبيب معالج أو اختصاصي في حال معاناة زيادة في الوزن. لكن الأهم من ذلك، هو “تثقيف غذائي أفضل، يبدأ في أول ألف يوم من حياة الشخص أو في الرحم حتى”، حسب الطبيبين.