دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — جاء في مسودة بيان توصية جديد صادرة عن فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأمريكية أن على جميع النساء المعرّضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي الشروع بإجراء الفحص الشعاعي للثدي في سن الأربعين، بغية التقليل من خطر الوفاة بسبب المرض.

ويُعتبر ذلك تحديثًا لتوصية عام 2016، حيث أوصت فرقة العمل بأن تباشر النساء بإجراء صورة الثدي الشعاعية في سن الخمسين، كل سنتين، وأنّ قرار فحص النساء في الأربعينيات من العمر “يجب أن يكون فرديًا”.

وأوصت بعض المجموعات، مثل الجمعية الأمريكية للسرطان، النساء بأن يباشرن بتصوير الثدي بالأشعة السينية في الأربعينيات من العمر.

وقالت الدكتورة واندا نيكولسون، نائب رئيس فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأمريكية، والعميدة المساعدة الرئيسية، والأستاذة بكلية الصحة العامة في معهد ميلكن بجامعة جورج واشنطن إنّ “توصيتنا الجديدة لفريق العمل مفادها بأن تباشر النساء بالخضوع لفحص التصوير الشعاعي للثدي بغية الكشف عن سرطان الثدي في سن الأربعين، وإعادة الفحص كل عامين حتى بلوغ سن الـ74 عامًا”.

وأصدرت فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأمريكية، وهي مجموعة من الخبراء الطبيين المستقلين الذين تساعد توصياتهم على توجيه قرارات الأطباء والتأثير على خطط التأمين، التحديث المقترح لإرشادات فحص سرطان الثدي الثلاثاء. والتوصية ليست نهائية، لكنها ستكون متاحة على موقع فريق العمل للتعليق العام حتى 5 يونيو/ حزيران، بالتوازي مع مسودة مراجعة الأدلة ومسودة تقرير النمذجة.

وقالت نيكولسون إنّ النساء اللواتي لديهن كثافة عالية بالصدر بالإضافة إلى تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان يندرجن عمومًا ضمن هذه الفئة، لكن الأخيرة لا تشمل من لديهن تاريخًا شخصيًا، أو تاريخًا عائليًا من الطفرات الجينية، مثل الطفرات في جين BRCA، إذ يعتبرن أنهن عرضة لخطر كبير.

ولن تطبق التحديثات على أولئك المعرضات لخطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي، اللواتي ربما تم تشجيعهن بالفعل على إجراء الفحص في سن الأربعين أو قبل ذلك. ويجب أن يستمررن باتباع ممارسات الفحص التي أوصى بها أطبائهنّ.

ويُعد سرطان الثدي هو ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء في الولايات المتحدة، ومعدلات الوفاة بسببه أعلى بين النساء السود.

“الفحص وحده لا يكفي”

وقالت نيكولسون إنّ تحديث التوصية “سينقذ المزيد من الأرواح بين النساء”. “وهذا مهم بشكل خاص للنساء من ذوات البشرة الداكنة، اللواتي تزيد احتمالية وفاتهن بسرطان الثدي بنسبة 40٪”.

وتأتي مسودة التوصية بعد أسابيع قليلة على نشر دراسة في مجلة “JAMA Network Open”، وجدت أن معدل وفيات سرطان الثدي بين النساء في الأربعينيات من العمر كان 27 لكل 100 ألف شخص سنويًا للنساء من البشرة السوداء، مقارنة بـ15 حالة وفاة لكل 100 ألف للنساء من البشرة البيضاء و11 حالة وفاة بين كل 100 ألف امرأة للنساء من أصل هندي أمريكي، أو من سكان ألاسكا الأصليين، أو من اللاتينيين، أو من الآسيويين، أو نساء جزر المحيط الهادئ. واقترح الباحثون أن تبدأ النساء من البشرة السوداء بالفحص في سن أصغر، أي عندما يبلغن ما يقرب من 42 عامًا، بدلاً من 50 عامًا.

وأشارت نيكولسون إلى أن أعضاء فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأمريكية دعوا إلى إجراء مزيد من البحث حول هذه التفاوتات العرقية لسرطان الثدي، وجميع النساء اللواتي يحصلن على نتائج غير طبيعية لتصوير الثدي بالأشعة السينية لتلقي تقييمات متابعة عادلة، واختبارات إضافية، وخزعات، وعلاج عند الحاجة.

وقالت إن “الفحص وحده لا يكفي. فما أن يقوم شخص ما بفحص التصوير الشعاعي، وتأتي النتيجة غير طبيعية، يجب أن تتبعها الخطوات اللاحقة في الرعاية، والمتابعة في الوقت المناسب، وإجراء الخزعات المشار إليها، ويجب أن تحصل النساء من البشرة السوداء على علاج عادل”.

وأضافت: “نحن ندعو إلى إجراء مزيد من البحث للنظر عبر الأنظمة الصحية لمعرفة سبب حدوث هذه التفاوتات”، مضيفة أنّ مسودة التوصية تدعو أيضًا إلى إجراء مزيد من البحث حول ما إذا كان على النساء اللواتي لديهن كثافة عالية في الصدر الخضوع لفحص إضافي”.

حالات متزايدة

ولمراجعة وتحديث إرشادات فحص سرطان الثدي، حلّل أعضاء فرقة العمل البيانات من آلاف ملخصات الدراسات ومئات الأوراق البحثية حول برامج الفحص، وحالات السرطان، والوفيات في الولايات المتحدة.

ووجدوا أنّ الفحص بالأشعة السينية للثدي كل عامين يوفر فائدة معتدلة للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40 و74 عامًا.

وأشارت نيكولسون إلى أنّ البيانات المستندة إلى السكان “أظهرت أن معدل تشخيص سرطان الثدي يزداد بنسبة 2٪ سنويًا منذ عام 2015. لذلك يتم تشخيص عدد أكبر من النساء في الأربعينيات من العمر أكثر من أي وقت مضى”.

وأشارت التقديرات إلى أن 12.9٪ من النساء اللواتي وُلدن في الولايات المتحدة اليوم، سوف يعانين من سرطان الثدي في وقت ما خلال حياتهن، وفقًا لما ذكره المعهد الوطني للسرطان.

وأشارت ورقة بحثية نُشرت في أكتوبر/ تشرين الأول، بمجلة “Nature”، إلى أنّ حالات الإصابة بمختلف أنواع السرطان التي تم تشخيصها لدى البالغين الذين يبلغون من العمر 50 عامًا وما دون، آخذة بالارتفاع في أجزاء كثيرة من العالم منذ تسعينيات القرن الماضي.

الفحص كل سنتين أو سنويا؟

ويبدو أن مسودة التوصية تلحق بركب توصيات المنظمات الأخرى الصادرة منذ بعض الوقت، إذ تتماشىى مع توصيات جمعية السرطان الأمريكية التي تنص على أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40 و44 عامًا لديهن خيار إجراء الفحص باستخدام صورة الثدي الشعاعية سنويًا، والنساء بين سن 45 و55 عامًا يخضعن لفحص الثدي بالأشعة السينية سنويًا، ويمكن للنساء من سن 55 عامًا وما فوق إجراء هذا الفحص كل عامين.

شاركها.
Exit mobile version