|

عام جديد يطل برأسه في طقس بارد حقًّا، نأمل فيه أن تتحسن أحوالنا ويتحقق بعض مما نحلم به، أما سماء الليل فتعدنا بمجموعة من أجمل المشاهد الممكنة في عام 2025.

زخات الشهب

ولنبدأ مع “الرباعيات”، وهي واحدة من أهم زخات الشهب كل عام، تبدأ من 23 ديسمبر/كانون الأول حتى 12 يناير/كانون الثاني، وتصل للأوج في الليلة الواصلة بين 3 يناير و4 يناير، ويمكن خلالها رصد أكثر من 120 شهابًا في الساعة الواحدة في منطقة نائية.

وتعرف زخات الشهب بأنها تساقط للشهب بمعدلات أكبر من المعتاد، وتحدث بسبب مرور الأرض، أثناء دورتها المعتادة حول الشمس، في بقايا صخرية لمذنب أو كويكب ما.

وعلى الرغم من لمعان الزخة وعدد الشهب الكبير، فإنها تظهر متأخرة في الوطن العربي، ولا نتمكن من رصد عدد ضخم من الشهب خلالها، لكنها ستكون رائعة في كل الأحوال. وفي كل الأحوال فإنه كلما اقتربنا من الصباح كان أفضل، بداية من الثانية فجرًا وحتى شروق شمس 4 يناير سوف تكون فرصة جيدة جدًا لرصد عدد كبير من الشهب.

كل ما تحتاجه هو أن تبتعد عن التلوث الضوئي قدر الإمكان -كلما اقتربت من مراكز المدن قل عدد الشهب التي يمكن لك رصدها بشكل درامي- ورفع رأسك للسماء باتجاه الشمال.

تعرف زخات الشهب بأنها تساقط للشهب بمعدلات أكبر من المعتاد (ناسا)

قفزات القمر

أما الحدث المميز فلكيا لشهر يناير هذا العام، فهو اقتران القمر مع عدد من النجوم والكواكب، فمثلا في يوم الثالث من يناير/كانون الثاني يقف الهلال إلى جوار كوكب الزهرة، الذي يعد ألمع أجرام السماء في تلك الفترة، ويلمع بلون أبيض واضح بعد غروب الشمس.

وتلمع الكواكب في المساء مثل النجوم، لأنها تعكس ضوء الشمس مثلما يفعل القمر، لكن لأنها بعيدة جدا عن الأرض فإنها تظهر في السماء كنجوم، وقد ميزها القدماء لأنها تتحرك ما بين النجوم شهرا بعد شهر، لكنهم لم يتمكنوا من التعرف على طبيعتها.

وفي اليوم الذي يليه (4 يناير/كانون الثاني) يقف الهلال بعد غروب الشمس إلى جوار كوكب زحل، الذي يظهر كنجم أبيض لامع مائل للأصفر، لكنه أقل لمعانا من الزهرة لا شك.

ويبدو القمر في السماء وكأنه يتحرك في صورة قفزات يومية، فيتنقل ما بين كواكب ونجوم السماء، وهذا ليس إلا تمظهرا لدورة القمر حول الأرض.

وفي العاشر من يناير/كانون الثاني يمكن لك -مساء- أن ترى القمر واقفا إلى جوار المشتري، الذي يلمع كذلك مثل مصباح منير في سماء الليل، لكنه ليس بلمعان الزهرة، بل أقل قليلا.

يلي ذلك، في 13 يناير/كانون الثاني، اقتران مميز آخر، حيث يقف القمر على مقربة من كوكب المريخ، الذي يلمع في سماء المساء كنجم أحمر واضح.

ويمر الكوكب حاليا بحالة التقابل، وفيها يكون الكوكب أقرب ما يكون للأرض، ولذلك فهي أفضل الفرص لرصده بعينين مجردتين، أو بالتلسكوب إن تيسر لك ذلك.

رسم تخيلي لنجم قلب العقرب كعملاق أحمر (يونيفيرس توداي)

مع النجوم

وفي فجر يوم 21 يناير/كانون الثاني، يقف القمر قريبا جدا من نجم السماك الرامح، واسم السِماك لا علاقة لها بالسَمَك، وانما تأتي من السموك أي الارتفاع في السماء، وكان هناك سماكان في سماء العرب، الأول هو السماك الرامح من كوكبة العواء، وسمي الرامح لأنه في جوار نجمين لامعين تخيلتهما العرب قديمًا كطرفي رمح، فكأنما هذا السماك رامح، أما السماك الآخر فهو أعزل لأنه لا يمتلك رمحًا، ولذلك سمي السماك الأعزل.

السماك الأعزل هو واحد من ألمع 20 نجمًا مرئيًا لنا، وهو في الواقع زوج من النجوم لكن لا يمكنك رؤية النجم الثاني، حتى باستخدام تلسكوب كبير، فهذا النظام هو مثال على الثنائي الطيفي، وهي ثنائيات قريبة تكتشف بناء على ملاحظات في أطياف نجومها.

أما في 25 يناير/كانون الثاني، فيمكن لك قبيل شروق الشمس أن تلاحظ وقوف الهلال إلى جوار نجم أحمر لامع، هذا هو قلب العقرب، الذي يلمع بمقدار 10 آلاف شمس، ولو وضع مكان الشمس لتخطى مدار المريخ.

قلب العقرب هو نجم في نهاية حياته، سينفد وقوده يوما ما وينفجر بقوة هائلة تاركًا وراءه نجمًا نيوترونيًا أو ثقبًا أسود.

شاركها.
Exit mobile version