أطلقت شركة “بوينغ” أمس الأربعاء 5 يونيو/حزيران كبسولتها الفضائية “ستارلاينر” المأهولة بنجاح بعد محاولتي إطلاق باءتا بالفشل لمشاكل تقنية، وهو ما يمثل نقطة تحول كبيرة لعملاق الطيران في ظل إخفاقات متتالية على مستوى صناعة الطائرات التجارية.

وانطلقت “ستارلاينر” برفقة رائدي الفضاء “باري ويلمور” و”سونيتا ويليامز” من محطة “كيب كانافيرال” الفضائية على متن صاروخ الفضاء “أطلس 5” الذي تنتجه شركة “لوكهيد مارتن”.

ولم تمض سوى 4 دقائق حتى انفصل الجزء العلوي للصاروخ عن جزئه السفلي (خزان الوقود الأساسي) في مرحلته الأولى، ثمّ تلا ذلك المرحلة الثانية حيث انفصلت الكبسولة الفضائية عما تبقى من الصاروخ، لتنطلق بعدها نحو محطة الفضاء الدولية التي تقع على مسافة 400 كيلومتر من سطح الأرض.

وتأتي هذه الرحلة المأهولة بعد أشهر من التحديات الفنية التي تبعت الرحلة الأخيرة غير المأهولة للكبسولة ذاتها في عام 2022 إلى محطة الفضاء الدولية.

وتهدف “بوينغ” إلى جعل “ستارلاينر” التي تموله وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، منافسا قويا لمركبة الفضاء “دراغون” التابعة لشركة “سبيس إكس”، وهي إحدى أكثر المركبات الفضائية المعتمدة منذ عام 2020. وأكد مدير ناسا “بيل نيلسون” أهمية هذه الرحلة واصفا إياها بأنها علامة فارقة في تاريخ الوكالة.

وتعتبر هذه الرحلة التجريبية حاسمة لأجل حصول “ستارلاينر” على ترخيص كامل يمكّنها من إجراء مهام روتينية لصالح “ناسا” وبقية الوكالات الأخرى. ومن المقرر أن تصل كبسولة الفضاء إلى المحطة الدولية خلال الأيام القادمة لتظلّ لمدة ثمانية أيام قبل أن تعود مجددا إلى الأرض.

وأعرب رئيس برنامج ستارلاينر “مارك نابي” عن فخره الكبير بتنفيذ المهمة دون أي عراقيل أو عيوب، بعد إخفاقين حدثا خلال الأسابيع الماضية.

ويتكوّن طاقم الرحلة من اثنين من روّاد الفضاء المخضرمين الذين عملوا في “ناسا”، إذ أمضى كلّ منهما 500 يوم مجتمعين في الفضاء فيما سبق.

كما تندرج هذه الرحلة المأهولة ضمن اتفاقية أبرمتها “بوينغ” مع “ناسا” عام 2014 بعقد قيمته 4.2 مليارات دولار، على أن تُرسل عدّة بعثات فضائية مأهولة باستخدام “ستارلاينر” لصالح “ناسا” مستقبلًا.

شاركها.
Exit mobile version