تشير دراسة صدرت حديثا إلى أنّ فوهة “باتاغايكا” العملاقة في سيبيريا تتوسّع بشكل أسرع مما كان متوقعا بسبب التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، مما يشكل تهديداً كبيراً على الأنظمة البيئية الحيوية المحيطة.

وأجرى فريق البحث في الدراسة نمذجة جيولوجية ثلاثية الأبعاد وواسعة النطاق على الفوهة التي تحمل اسما مستعارا هو “بوابة الجحيم السيبرية”، واستخدموا تقنيات استشعار عن بعد عالية الدقة، بما في ذلك أقمار صناعية وطائرات دون طيّار، وذلك لتقييم المواد الذائبة وحجم الانهيارات الحاصلة داخل الفوهة.

ووجد الفريق أنّ قاع الفوهة اقترب من القاعدة الصخرية التي تقبع تحت التربة الصقيعية، ويرتبط ذوبان التربة الصقيعية بزيادة الانهيارات. وتُطلق هذه العملية كميات كبيرة من غاز الميثان وغيره من غازات الكربون التي تتراوح بين 4000 و5000 طن سنويا.

وعلى الرغم من أنّ عمق الفوهة سيتوقف عندما يصل القاع إلى القاعدة الصخرية الصلبة، فإنّ التوسع الأفقي سيستمر، لا سيما وأنّ ثمّة مرتفعا جبليا إلى جانب الفوهة، ومن المتوقّع أن يحدث انهيار جبلي على ارتفاع 550 مترا.

وأكد “نيكيتا تاناييف” من معهد ميلنيكوف للتربة الصقيعية في “ياكوتسك”، أنّ الانبعاثات من فوهة “باتاغايكا” قد تغيّر بشكل دائم النظم البيئية المحيطة، بما في ذلك الموائل المائية في الأنهار، مع وجود شواهد سابقة على تلك التأثيرات مثل التي حدثت مع الانهيار الجليدي الضخم الذي أثّر بوضوح على نهر “يانا”، وهو الممر المائي الرئيس في المنطقة.

أسرار خفية

تقع فوهة “باتاغايكا” في مرتفعات “يانا” بسيبيريا، وتبلغ مساحتها نحو 809 آلاف متر مربّع، ويصل عمقها أكثر من 90 مترا، مما يجعلها أكبر انهيار أرضي على كوكب الأرض.

ويرجع توثيق الفوهة لأول مرّة عندما بدأت التربة الصقيعية في إطلاق أطنان من غاز الميثان المتجمد إلى الغلاف الجوّي في ستينيات القرن الماضي، واستمرّت في التوسع إلى أن وصلت إلى حجمها الحالي. كما أنّ الأقمار الصناعية كانت قادرة على التقاط صور للفوهة التي يبدو شكلها على هيئة الضفدع عند رؤيتها من الفضاء.

وبسبب الأنشطة البشرية في إزالة الغابات وقطع الأشجار، تعرضت الأرض لمزيد من ضوء الشمس والحرارة مما أدى إلى تسريع ذوبان التربة الصقيعية وزيادة الكارثة.

ويأمل الباحثون أن تصبّ نتائج بحثهم في اتخاذ خطوات صحيحة وحاسمة لتدارك الموقف قبل وقوع الكارثة، مع احتمالية نشوء المزيد من الفوهات بسبب انهيار التربة الصقيعية في أقصى شمال الكوكب.

شاركها.
Exit mobile version