أظهرت دراسة بريطانية جديدة، أنه من الممكن أن تساعد السباحة في المياه الباردة، في تخفيف الأعراض الجسدية والعقلية المصاحبة لانقطاع الطمث عند السيدات، مثل التعرض لهبات ساخنة والشعور بالقلق وتقلب المزاج.

ونقلت وكالة أنباء “بي إيه ميديا” البريطانية عن الباحثين الذين أجروا الدراسة القول، إن النساء اللاتي سبحن في مياه باردة لفترات أطول أو سبحن بصورة أكثر انتظاما، أفدن بأنهن حظين بقدر أكبر من الفوائد.

وشملت الدراسة، التي أجراها أكاديميون من “جامعة كوليدج لندن” ألفا و114 امرأة، سبحن بانتظام في المياه الباردة. وتراوحت الفئة العمرية لمن شملتهن الدراسة، بين 16 و80 عاما، في حين كانت أغلب الأعمار تتراوح بين 45 و59 عاما.

وأبلغت 785 امرأة في سن اليأس ضمن المجموعة المشاركة في الدراسة، عن معاناتهن من أعراض مثل القلق وضعف التركيز والهبات الساخنة والتعرق الليلي.

وقالت نحو 46.9% منهن إن السباحة في المياه الباردة ساعدتهن على التخفيف من حدة القلق لديهن، بينما أفادت 34.5% بتراجع حالات تقلب المزاج لديهن. وأفاد الـ5 بتراجع معدلات التعرق الليلي لديهن، في حين أشار 31.1% من النساء إلى تراجع الهبات الساخنة لديهن.

وأبلغت نحو 711 من النساء المشاركات عن مواجهتهن لأعراض الدورة الشهرية، مثل التعب والقلق وتقلب المزاج والصعوبة في النوم وسرعة الانفعال.

التغيرات التي تحدث للمرأة بعد سن الأربعين

القلق

وقال ما يقرب من نصف عدد النساء إنهن يعتقدن أن النشاط قد أدى إلى تحسن في حالة القلق لديهن، إلى جانب 37.% أبلغن عن تراجع التقلبات المزاجية. وأبلغ 21% من النساء عن تحسن النوم لديهن.

وأضاف الباحثون أن “تعليم النساء السباحة بأمان وتشجيعهن على السباحة بانتظام قد يكون له فائدة في التخفيف من حدة الأعراض المنهكة المصاحبة لفترة ما قبل انقطاع الطمث”.

ومن بين النساء اللاتي أبلغن عن تراجع حدة أحد الاعراض أو أكثر من عَرض لديهن، قال البعض إنهن يسبحن خصيصا لكي تساعدهن السباحة في التخفيف من حدتها. وقالت كبيرة الباحثين، الأستاذة جويس هاربر، وهي من معهد “إيه جي إيه لصحة المرأة” التابع لـ”جامعة كوليدج لندن”، إن النتائج التي نشرت في مجلة “بوست ريبروداكتيف هيلث”، تدعم ما تردد بشأن فوائد السباحة في المياه الباردة.

وذكرت: “لقد تم التوصل من قبل إلى أن السباحة في المياه الباردة تحسن الحالة المزاجية وتقلل من التوتر لدى السباحين الذين يسبحون في الأماكن المفتوحة، كما أن حمامات الثلج تستخدم منذ فترة طويلة لمساعدة الرياضيين على إصلاح العضلات وتعافيها”.

وأضافت هاربر: “تدعم دراستنا هذه الآراء، وفي الوقت نفسه تسلط الأدلة المتناقلة أيضا الضوء على كيفية استخدام النساء لهذا النشاط لتخفيف الأعراض الجسدية، مثل الهبات الساخنة والأوجاع والآلام”.

وقالت الباحثة: “لا يزال يتعين إجراء المزيد من الأبحاث بشأن عدد المرات والمدة ودرجة الحرارة والتعرض اللازم، من أجل تراجع الأعراض… ومع ذلك، نأمل أن توفر النتائج التي توصلنا إليها حلا بديلا للنساء اللاتي تعانين من انقطاع الطمث، وأن تشجع المزيد من الأخريات على المشاركة في الرياضة”.

توخي الحذر

من ناحية أخرى، حثت هاربر على توخي الحذر عند السباحة في المياه الباردة، حيث أوضحت: “يمكن للمشاركات أن يعرّضن أنفسهن لخطر انخفاض حرارة الجسم، أو صدمة المياه الباردة، أو اضطرابات ضربات القلب، أو حتى الغرق”.

وقالت إن “معايير جودة المياه قد تختلف أيضا بناء على المكان الذي تتم السباحة فيه، حيث يعد التلوث بمياه الصرف الصحي الخام مصدر قلق شائع بشكل متزايد في الأنهار والبحار بالمملكة المتحدة. وللأسف، يمكن أن يزيد هذا من احتمال الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء وغيرها من الأمراض”.

من ناحية أخرى، أوضحت الطبيبة العامة وأخصائية انقطاع الطمث، الدكتورة لويز نيوسون، إن الخط الأول لعلاج انقطاع الطمث يجب أن يكون العلاج بالهرمونات البديلة، ولكنها أشارت إلى أن اتباع “النهج الشامل” أمر مهم أيضا.

وأوضحت أن “انقطاع الطمث هو نقص هرموني طويل الأمد، وأن علاج الخط الأول هو استبدال تلك الهرمونات بأخرى بديلة”، مضيفة: “تجد الكثير من النساء، سواء في سن اليأس أو لا، أن السباحة في المياه الباردة مفيدة، ولا سيما لصحتهن العقلية”.

شاركها.
Exit mobile version