عمّان- يتعرض كثير من الأشخاص للتوتر في حياتهم، لكن عندما يصبح مزمنا، فإنه قد يجعلهم عرضة للإصابة بمشاكل ويتسبب بنقص المناعة لديهم، فكيف يؤثر التوتر على الجهاز المناعي؟ وما طرق التعامل معه؟

علاقة التوتر بنقص المناعة

يؤكد استشاري الأمراض الباطنية واخصاصي الأمراض الصدرية الدكتور يزن خير أن التوتر يعد من الأسباب الرئيسية المسببة لنقص المناعة عند البشر، حيث تتم زيادة الهرمونات المفرزة عند التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما يسبب نقص المناعة وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض مثل الفيروسات وغيرها.

وأضاف في تصريحات “للجزيرة نت” أن التوتر يعمل على زيادة نسبة السكر بالدم، وارتفاع التوتر الشرياني وزيادة نبضات القلب، وانقباض العضلات المرنة في القصبات الهوائية، وحدوث نوبات الربو عند المصابين بالربو القصبي.

العلاج

يرى الدكتور خير أن العلاج في مثل هذه الحالات أساسي لخفض نسبة هرمونات ما تسمى (flight fear and fight hormones)، التي تسبب عند إفرازها ضعف وتسارع شيخوخة الجهاز المناعي في الإنسان.

وتابع الدكتور أنه عادة ما يتم هذا العلاج عن طريق أدوية مضادة للاكتئاب، وأدوية تساعد على النوم، وعلاجات تحسين المزاج، ويكاد يكون العلاج من قبل الطبيب النفسي أساسيا في علاج بعض هذه الحالات.

ما سبب الشعور بالتوتر والقلق في حال ابتعدت عن هاتفك؟ وما النوموفوبيا؟

مخاطر التوتر على الصحة النفسية

يشير اختصاصي الطب النفسي وعلاج الإدمان الدكتور وائل المومني أن التوتر من الممكن أن يؤثر على الاستجابة الالتهابية في الجسم، ويزيد من احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة، وقد يؤدي التوتر المزمن إلى تغييرات في نمط النوم والتغذية، وهي عوامل تأثير تضاف إلى ضعف الجهاز المناعي.

واعتبر في حديثه “للجزيرة نت” أن التوتر المزمن من وجهة نظر الطب النفسي، يتسبب في تغييرات في النظام الهرموني والالتهابات الدماغية، مما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالأمراض النفسية والعصبية، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يسهم في تفاقم حالات مثل الاكتئاب والقلق، وهي حالات قد ترتبط أيضا بتأثير سلبي على الجهاز المناعي.

هل يرتبط بعمر معين؟

يؤكد الدكتور المومني أن تأثير التوتر المزمن على الجهاز المناعي لا يقتصر على عمر معين، إذ يمكن أن يؤثر على الجهاز المناعي في جميع المراحل العمرية، سواء كان ذلك خلال مراحل الطفولة، المراهقة، أو فترة البلوغ، وحتى في فترات النضج والشيخوخة.

وأضاف أن التوتر المفرط والمستمر عامل يسهم في تقليل فعالية الجهاز المناعي بغض النظر عن العمر، والتعامل معه بفعالية وتحسين إستراتيجيات التأقلم، يمكن أن يكون مهما في الحفاظ على صحة الجهاز المناعي على مر السنوات.

عادات تزيد مستويات التوتر

ينوه الدكتور المومني إلى أن هناك عدة عادات قد تزيد من مستويات التوتر عند الأشخاص، وتشمل:

  • نقص النوم، قلة النوم أو النوم غير الجيد يمكن أن يزيد التوتر ويؤثر على القدرة على التعامل مع التحديات اليومية.
  • تناول كميات كبيرة من الكافيين أو السكر.
  • تأجيل التعامل مع الضغوط، إذ إن عدم التعامل فورا مع الضغوط وتأجيل حل المشكلات يمكن أن يزيد التوتر.
  •  التفكير السلبي والتشاؤم، فالنظر المستمر إلى الجانب السلبي يمكن أن يزيد مستويات التوتر والقلق.
  • عدم ممارسة الرياضة، فقلة النشاط البدني يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية، وتزيد التوتر.
  • الانعزال الاجتماعي، فقلة التواصل الاجتماعي قد تسهم في زيادة مستويات التوتر.

خطوات للتعامل مع التوتر

للحفاظ على صحة جيدة ومناعة عالية، يمكن اتباع الإجراءات التالية من الناحية الطبية والطب النفسي وفق الدكتور المومني، وهي:

  • ممارسة الرياضة، النشاط البدني مهم لتحسين المزاج وتقليل التوتر، كما يسهم في تعزيز صحة الجسم والجهاز المناعي.
  • تقنيات الاسترخاء، فالتأمل والتنفس العميق تساعد في تهدئة الجهاز العصبي وتقليل مستويات التوتر.
  • الحصول على كمية كافية من النوم.
  • التغذية الصحية عبر تناول طعام صحي ومتوازن يمد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية لدعم الصحة العامة والمناعة.
  • إدارة الوقت بشكل جيد.
شاركها.
Exit mobile version