70 % زيادة نسب التوظيف بالسوق المحلي ..
الدوحة – قطر
❖ حسين عرقاب
توقع 84 % من كبار قادة الأعمال في قطر زيادة نسب التوظيف في البلاد بأكثر من 70 %، وذلك خلال آخر استطلاعات مجلة «Global Finance»، والتي تنتظر نمو الناتج المحلي بـ 5.5 % بحلول عام 2026، وبارتفاع 2.4 % عن الفترة الحالية، مما سيضع الاقتصاد القطري ضمن قائمة أسرع الاقتصادات نموا في العالم، وهو الذي صنف ضمن خانة «الآي بلاس» في أحدث تصنيفات وكالة ستاندر بورز جلوبال للتصنيف الائتماني، مع نظرة مستقبلية مستقرة، مدعومة بقوة قطر في القطاع الهيدروكربوني، واعتبارها واحدة من بين أهم ممولي الأسواق الدولية بالغاز الطبيعي المسال، في الوقت الراهن وفي الأعوام القادمة، التي سيتجاوز فيها حجم الإنتاج السنوي من الغاز الطبيعي المسال حاجز المائة والأربعين مليونا سنويا، بالإضافة إلى الأصول الكبيرة لجهاز قطر للاستثمار صاحب المركز الثامن كأكبر الصناديق السيادية في العالم، حيث يبلغ إجمالي أصوله حوالي 525 مليار دولار، وفقا لبيانات معهد صناديق الثروة السيادية.
– تحديث الهيدروكربون
وأشارت المجلة إلى أن قطر وبالرغم من احتلالها مكانة متقدمة ضمن مصدري الغاز الطبيعي المسال، إلا أنها تسعى إلى الالتزام بالمتطلبات البيئية العالمية، وذلك من خلال تحديد أهداف رسمية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 25 ٪ بحلول عام 2030، مع الحفاظ على نسق الإنتاج الحالي وتسريعه في السنوات المقبلة، مع الانتهاء من مشروع حقل الشمال، مؤكدة على اعتماد الدوحة على تقنيات الإنتاج الأنظف، بما في ذلك احتجاز الكربون وتخزينه، مع خطط لزيادة قدرتها على احتجاز الكربون وتخزينه بنسبة 400 ٪ بحلول 2035، مع التوسع في استثمارات الطاقة المتجددة والمحطات الكهروضوئية، ومن بينها الخرسعة ومحطة دخان المرتقب بعد حوالي الست سنوات من الآن، بالإضافة إلى الحرص على استكشاف المزيد من مصادر الطاقة البديلة بما في ذلك الهيدروجين والميثانول والأمونيا.
– الصيرفة الرقمية
وبينت المجلة أن قطاع الطاقة ليس المجال الوحيد الذي يشهد مثل هذا النوع من العمليات التطويرية، مضيفة إليه القطاع المالي الذي يشهد إجراء مجموعة من الإصلاحات، بالاعتماد على التكنولوجيا والحوسبة السحابية، حيث يساعد الدعم وتوجيهات مركز قطر للمال على اختبار الأفكار الجديدة من خلال الإستراتيجية الوطنية للتكنولوجيا المالية ومختبر الأصول الرقمية، حيث ساهم إطلاق نظام فوران للدفع الفوري في تعزيز المدفوعات الرقمية من خلال تمكين المعاملات في الوقت الفعلي على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، واصفة هذه الجهود والاستثمارات الخاصة بالتحول الرقمي بحجر الأساس للنهوض بالقطاع المالي في قطر خلال المرحلة القادمة، وإخراجه بالصورة اللازمة والمتماشية مع رؤية قطر 2030 الرامية إلى تعزيز مكانة قطر في المراكز الريادية العالمية ضمن مختلف القطاعات، وعلى رأسها البنوك التي تعتبر نواة رئيسية في خطط وبرامج بناء الدوحة المستقبلية.
– اقتصاد رقمي
كما تقوم قطر حسب «Global Finance» باستثمارات كبيرة في القطاعات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي المطبق على الرعاية الصحية والتعليم، والزراعة المستدامة مع القليل من المياه، والروبوتات المتقدمة، حيث ارتفع إجمالي الإنفاق على البنية التحتية الرقمية في عام 2023 بنسبة 30٪ في عام، ما يؤكد فرضية نجاح قطر في الاستفادة من ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للفرد، وتحويل التحديات إلى فرص وبناء اقتصاد مرن قائم على التكنولوجيا، مشيرة إلى أن أول اختبار واقعي لبعض التقنيات الجديدة كان خلال كأس العالم لكرة القدم، التي تمكنت فيها البلاد من إدارة الحشود بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، كما أن طرحها لملاعب صديقة للبيئة، جعلها نموذجا يتم العمل على الاقتداء به في مختلف القارات.