نيقوسيا – قنا

 أكد سعادة السيد جورج باباناستاسيو، وزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي، على أهمية زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى بلاده، معتبرا إياها عاملا أساسيا لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين قبرص وقطر، بناء على النتائج الممتازة التي تحققت خلال زيارة فخامة الرئيس نيكوس خريستودوليدس رئيس جمهورية قبرص للدوحة في نوفمبر الماضي.

وقال وزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/: “إن بلاده ستقدم خلال زيارة صاحب السمو الفرص الاستثمارية المتاحة في مختلف القطاعات الاقتصادية، مثل: الطاقة، والتكنولوجيا، والسياحة”.

ولفت الوزير القبرصي إلى تعدد أوجه التعاون بين البلدين، ليشمل -على سبيل المثال- أنشطة استكشاف المواد الهيدروكربونية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية قبرص، مشيرا إلى امتلاك شركة قطر للطاقة حصة بنسبة 40 في المئة بالمنطقة 5 في المنطقة الاقتصادية الخالصة، مشيرا إلى تمكن /قطر للطاقة/ مع شركائها في /إكسون موبيل/ من تحقيق نجاح كبير في المنطقة 10، حيث قاموا في عام 2019 باكتشاف الغاز الطبيعي في “غلاوكوس”.

وأضاف: “تعمل قبرص بشكل وثيق مع كونسورتيوم إكسون موبيل وقطر للطاقة، الذي يخطط للمضي قدما في أنشطة الاستكشاف الجديدة بقبرص في المستقبل القريب، كما تعمل أيضا على تطوير اكتشاف “غلاوكوس” للغاز الطبيعي”.

وتابع: “تأكدت الجودة العالية للاكتشاف من خلال بئر تقييمي عام 2022، ونأمل أن يتمتع الكونسورتيوم بنجاح مماثل في أنشطته الاستكشافية المقبلة في المنطقة 5”.

وأضاف أن هناك إمكانية لمزيد من التعاون في مجال الطاقة المتجددة، حيث تتمتع قبرص بإمكانيات كبيرة لتصدير الطاقة الخضراء، فيما تستثمر الدولة بكثافة في الطاقة النظيفة بين الدول والمناطق المجاورة، كما تتفوق قبرص في مجال الطاقة المتجددة بقارة أوروبا بالنسبة لتوليد الطاقة الشمسية.

وقال: “إنه يمكن استكشاف آفاق لمزيد من التعاون لـ/مشروع ربط البحر العظيم/، ومن المتوقع أن يؤدي هذا المشروع إلى إنهاء عزلة قبرص في مجال الطاقة، وزيادة أمن الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وتشجيع تطوير وتصدير الطاقة النظيفة إلى كل من قبرص واليونان وبقية دول الاتحاد الأوروبي”.

وفي تعليقه على حجم المبادلات التجارية، أوضح الوزير القبرصي أن إجمالي التبادل التجاري في السلع بين قبرص وقطر سجل زيادة مذهلة، بلغت نسبتها 504 بالمئة خلال الفترة بين عامي 2022 و2023، لتصعد من 8.2 مليون يورو في عام 2022 إلى 49.2 مليون يورو في 2023، ويرجع ذلك إلى زيادة إجمالي واردات السلع من قطر إلى قبرص، التي ارتفعت من 0.8 مليون يورو في عام 2022 إلى 41.8 مليون يورو في عام 2023. وكانت المنتجات الرئيسية المستوردة من قطر في عام 2023 هي الزيوت البترولية، بقيمة 35 مليون يورو (ما يعادل نحو 83 بالمئة من إجمالي الواردات)، والإيثرات الحلقية بقيمة 6 ملايين يورو (14 بالمئة من الإجمالي).

 

وفيما يتعلق بالصادرات المحلية للسلع من قبرص إلى قطر، فقد انخفضت بشكل طفيف من 4.4 مليون يورو عام 2022 إلى 4.1 مليون يورو عام 2023، وكانت المنتجات الرئيسية المصدرة من قبرص إلى قطر عام 2023 هي الأدوية بقيمة مليوني يورو (48 بالمئة من إجمالي الصادرات)، وآلات الألبان بقيمة 0.8 مليون يورو (21 بالمئة من الإجمالي)، وأجهزة إطفاء الحريق بقيمة 0.4 مليون يورو (10 بالمئة من الإجمالي).

بالإضافة إلى ما سبق، ازدادت أيضا تجارة الخدمات بين قبرص وقطر للفترة من 2021 إلى 2022 (بناء على أرقام يوروستات)، وعلى وجه التحديد، ارتفع إجمالي صادرات الخدمات من قبرص إلى قطر من 3.4 مليون يورو عام 2021 إلى 6.4 مليون يورو عام 2022 (بزيادة بنسبة 88.2 في المئة).

كما ارتفع إجمالي واردات الخدمات من قطر إلى قبرص من 1.2 مليون يورو عام 2021 إلى 3.8 مليون يورو عام 2022 (بزيادة بنسبة 216.7 في المئة).

وأوضح سعادة السيد جورج باباناستاسيو، وزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي، في حواره مع /قنا/، أن هناك مجالا لزيادة تعزيز التعاون التجاري، وتشجيع التجارة في الخدمات والسلع بين البلدين، ولتحقيق هذه الغاية، يمكن لوفود الأعمال والمنتديات أن تجمع مجتمعات الأعمال النابضة بالحياة في قبرص وقطر، مما يسهل بشكل كبير الشراكات بين الشركات من البلدين.

وعبر الوزير القبرصي عن تطلع بلاده إلى مستقبل قوي للتعاون الثنائي مع قطر.. قائلا: “نحن نعمل جاهدين لضمان تحقيق ذلك، جزئيا، من خلال تبادل الممارسات الجيدة ونقل المعرفة والخبرة، حيث تتمتع قبرص، على سبيل المثال، بخبرة جيدة في مجال توليد الكهرباء الموزعة من الأنظمة الكهروضوئية الصغيرة لصافي القياس وصافي الفواتير والاستهلاك الذاتي، وكذلك في مجال أداء الطاقة بالمباني”.

ولفت إلى أن قبرص من بين الدول الأولى في العالم، من حيث نصيب الفرد، في استخدام سخانات المياه الشمسية، التي يستخدمها أكثر من 90 بالمئة من الأسر و55 بالمئة من المباني لتلبية احتياجاتها من المياه الساخنة، وكذلك لتدفئة الأماكن.

وأضاف في هذا الصدد: “يمكننا التعاون مع الجهات المختصة في قطر بشأن كفاءة الطاقة وتعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، مثل: الأنظمة الكهروضوئية والأنظمة الحرارية الشمسية، وطاقة الرياح وتخزين الطاقة، والمضخات الحرارية، والسيارات الكهربائية والهيدروجين الأخضر، وغيرها، واستخدام الوقود الحيوي في وسائل النقل”.

وأشار إلى إمكانية تركيز كل من قطر وقبرص على تطوير الشراكات في مجالات مثل التصنيع الذكي، حيث “يمكننا تعزيز نظام البحث والابتكار لدينا من خلال الاستفادة من أنظمة التكنولوجيا الفائقة، والتعاون مع الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي”.

واختتم وزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي حواره مع /قنا/ بالتذكير بالاتفاقية التي تجمع البلدين، حيث وقعت قبرص وقطر عام 2008 اتفاقية ثنائية للتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، والتي دخلت حيز التنفيذ في 6 نوفمبر 2009.

علاوة على ذلك، في عام 2014 تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة والتجارة والصناعة في جمهورية قبرص ووزارة الطاقة والصناعة في دولة قطر، بشأن التعاون في قطاع الطاقة.

وتنص المذكرة على التعاون في مجال البنية التحتية وشبكات الطاقة، والتقنيات، ومرافق تحقيق الدخل في مجال استكشاف واستغلال المواد الهيدروكربونية، والسلامة وحماية البيئة في استكشاف واستغلال المواد الهيدروكربونية.

شاركها.
Exit mobile version