“الشرق” توثق تجربة فريدة في القطاع السياحي المغربي

❖الجديدة – محمد علي المهندي

على امتداد سبعة كيلومترات من الرمال الذهبية المتلألئة تحت أشعة شمس الأطلسي، يرقد منتجع «مازاغان» كتحفة معمارية تحاكي روح المغرب بلمسة أندلسية آسرة. هنا، لا تكتفي الطبيعة بعرض مفاتنها من أمواج هادئة ونخيل باسق، بل تنضم الفخامة إلى هذا المشهد لتنسج تجربة متكاملة من الرفاهية والجمال والتراث. إنها ليست إقامة فندقية، بل عبور إلى عالم من السكينة والدهشة، حيث تتماهى تفاصيل العمارة مع نسمات البحر، وتصبح كل لحظة لوحة معلّقة على جدار الذاكرة.

في هذا المكان الآسر، كانت رحلة مراسل «الشرق»، بدعوة كريمة من إدارة منتجع مازاغان المغربي، حيث انطلقت الجولة باستقبال تقليدي دافئ تزينه ابتسامات الضيافة المغربية وشاي الأتاي المنعنع الذي يُجسّد كرم الأرض وروح الشعب.

– مازاغان اسم من ذاكرة التاريخ

يحمل اسم «مازاغان» في طياته عبق التاريخ، إذ تعود أصوله إلى التسمية البرتغالية «مازاغاو»، التي أطلقتها القوات البرتغالية إبان احتلال المدينة في القرن السادس عشر. ورغم أن المغرب استعاد المدينة عام 1769 وأطلق عليها اسم «الجديدة»، إلا أن اسم مازاغان بقي عالقًا في الذاكرة الجمعية، لا سيما بعدما ارتبط بهذا المنتجع الفاخر، الذي أصبح اليوم وجهة عالمية للفخامة والاستجمام.

– عنوان للفخامة والإبداع

يقع منتجع Mazagan Beach & Golf Resort في مدينة الجديدة، على بعد ساعة واحدة فقط من مطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء، وعلى مسافة ثلاث ساعات بالطائرة من العواصم الأوروبية الكبرى، ما يجعله وجهة يسهل الوصول إليها لعشاق الرفاهية من أنحاء العالم.

يمتد المنتجع على مساحة 250 هكتارًا، ويتميز بتصميم معماري يمزج بين الطابع المغربي التقليدي والأسلوب الأندلسي الراقي، مستخدمًا الجدران بلون الطين الطبيعي والسقوف الخضراء التي تستلهم روح «المدينة القديمة». وقد افتُتح في أكتوبر 2009 بعد إنجاز استغرق 21 شهرًا وشارك فيه أكثر من 3800 عامل، بكلفة تجاوزت 370 مليون دولار أمريكي، ما أسهم في خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في المنطقة.

– جولة بين مرافق الفخامة والتميز

قدمت الأستاذة خديجة الإدريسي الهاشمي الحجاجي، مديرة التواصل والعلاقات العامة والشراكات الاستراتيجية، خلال الرحلة، شرحًا وافيًا عن مكونات هذا المشروع السياحي العملاق. وقالت: «نحن سعداء باستضافتكم، ونسعى دومًا لأن نقدم للزوار تجربة متكاملة تلامس أعلى معايير الضيافة العالمية».

ويضم المنتجع 500 غرفة وجناح فندقي تطل على مشاهد ساحرة، بين أمواج الأطلسي الهادرة والطبيعة الخضراء، إلى جانب مجموعة متنوعة من المرافق:

شاطئ خاص: يمتد على طول 7 كيلومترات من الرمال الناعمة، في لوحة بانورامية تجمع بين البحر والسماء والهدوء. وملعب غولف عالمي: صممه أسطورة الغولف غاري بلاير، ويضم 18 حفرة، ويُعد من أفضل ملاعب الغولف في إفريقيا، مزوّد بمطعم ومتجر متخصص لأدوات الغولف.

ويقدم المنتجع الصحي (SPA) علاجات مغربية تقليدية وعصرية ضمن أجواء فاخرة تبعث على الاسترخاء، وحاصل على عدة جوائز عالمية. كما يضم المنتجع 15 مطعمًا تقدم تجارب مذاقية متنوعة من المطبخ المغربي والعالمي، في أجواء داخلية وخارجية راقية، ومساحات مخصصة للعب، القراءة، الموسيقى، المسرح، وبرك سباحة آمنة بإشراف مباشر من فريق متخصص.

ويتيح المنتجع إسطبلاً للخيول للتفاعل مع الخيول العربية الأصيلة وتجربة ركوبها على الشاطئ، ضمن مواعيد منظمة وعناية دقيقة، بالإضافة إلى تجربة مبهجة باستخدام عربات الدفع الرباعي على طول الساحل. ولمحبي الرياضات البحرية، يوفر المنتجع فرصًا مثالية لركوب الأمواج في مياه الأطلسي الصافية، فضلاً عن مركزاً للمؤتمرات يمتد على مساحة 2000 متر مربع، مزود بأحدث التقنيات لعقد الفعاليات والاجتماعات الدولية.

كما يضم المنتجع مزرعة متكاملة تحتوي على حيوانات أليفة، وحديقة نحل للعسل الطبيعي، ومسبحًا مركزيًا يضفي رونقًا خاصًا على المشهد العام.

– تجربة تبقى في الذاكرة

ما يميز منتجع مازاغان، إلى جانب الفخامة، هو عمق التجربة الثقافية التي يقدمها للزائر. فهو لا يختزل الرحلة في راحة الجسد فحسب، بل يمنح الروح فرصة لاكتشاف التراث المغربي بتفاصيله، من الموسيقى التقليدية إلى الحرف اليدوية والعمارة الغارقة في التاريخ.

في هذا المكان، يتقاطع الحاضر مع الماضي، حيث يمكن للزائر أن يعيش لحظات من التأمل أمام مشهد الغروب على الأطلسي، أو يسترجع تاريخ المدينة البرتغالية القديمة «مازاغان» المُصنفة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.

– الدار البيضاء لمسة حضرية

ضمن برنامج الرحلة، انتقل فريق «الشرق» إلى مدينة الدار البيضاء، حيث كانت المحطة الأولى مسجد الحسن الثاني، الذي يُعد أكبر مسجد في المغرب، والثاني في إفريقيا. يتميز المسجد بهندسة فريدة ومئذنته التي يبلغ ارتفاعها 210 أمتار، وتُعد من الأعلى عالميًا. وقد خاض الفريق جولة داخلية لاكتشاف الزخارف الرخامية والخشب المنحوت التي تُجسد الإبداع المغربي في أبهى صوره.

– الحبوس حي يروي حكايات المغرب

واختُتمت الجولة بزيارة حي الحبوس التاريخي، أحد أعرق الأحياء في الدار البيضاء، والذي يتميز بأزقته المرصوفة، ومعماره التقليدي، ومحلاته المتخصصة في الصناعات اليدوية والملابس المغربية الأصيلة. كما يحتضن الحي عددًا من دور النشر والمكتبات، ما يجعله مركزًا ثقافيًا نابضًا بروح الأصالة.

شاركها.
Exit mobile version