استطاعت سوريا استعادة مقعدها في جامعة الدول العربية يوم الأحد عقب تصويت أغلبية وزراء الخارجية العرب لصالح القرار، وذلك بعد 12 عاماً اندلعت خلالها الحروب الأهلية التي دمرت الاقتصاد، وشردت آلاف الأسر.

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، متحدثاً إلى «CNN الاقتصادية»، «عودة سوريا إلى الجامعة لها بُعد أمني وسياسي، إذ إنها تملك أحد أكبر الجيوش العربية، وهي دولة عربية ذات تاريخ عريق، فما كان يجب أن تظل خارج الجامعة».

وأضاف جمال بيومي، «لا أظن أن التأثير الاقتصادي في الدول العربية سيكون كبيراً، لكن التأثير الاقتصادي الأكبر سيكون لسوريا، لأنه من المتوقع أن تحظى بمساعدات قد يكون لها تأثير كبير أيضاً على تهدئة الأوضاع الأمنية والسياسية».

الاقتصاد السوري في انتظار الدعم

توقع البنك الدولي في تقرير «مرصد الاقتصاد السوري» الصادر في مارس آذار، انكماش الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنحو 3.2 في المئة في عام 2023، بعد تراجع بنسبة 3.5 في المئة العام الماضي، بضغط من النزاعات الداخلية وارتفاع تكاليف المدخلات وشح المياه الذي قد يؤدي إلى الحد من إنتاج المحاصيل.

ومع ذلك، قد يكون لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية أثر إيجابي على اقتصادها الذي ينتظر الدعم لإعادة إعماره، بعد حروب أهلية وخسائر استمرت منذ عام 2011.

ويرى أبو بكر الديب، مستشار المركز العربي للبحوث والدراسات، عائداً كبيراً لعودة سوريا إلى الجامعة على اقتصاد البلاد والمنطقة العربية بأكملها، متوقعاً تضاعف الاستثمارات والتبادل التجاري بين سوريا والدول العربية، خاصة فيما يخص إعادة إعمار البلاد.

وقال الخبير الاقتصادي في تصريحاته لـ«CNN الاقتصادية»، «بالنظر إلى الدولة السورية ذات الموارد والمساحة الشاسعة والموارد البشرية الضخمة، يمكن لعودة العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع جامعة الدول العربية أن يعود بالنفع على الجانبين السوري والعربي».

وأوضح الديب أن سوريا تحتاج إلى إعادة الإعمار بعد أكثر من عشر سنوات من الحروب، وتحتاج إلى دفع الأموال والاستثمارات العربية في شرايين الاقتصاد السوري، ما قد يخلق ملايين الوظائف للشعب السوري والعربي.

ولفت الديب إلى أن مصر ستكون من بين كبار المستفيدين من هذه الخطوة على المدى الطويل، من خلال إعادة تشغيل الشركات المصرية، وعودة العمالة المصرية في سوريا مجدداً.

ولا يزال أمام سوريا العديد من التحديات بعد استعادة مقعدها في الجامعة، وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان، «المرحلة المقبلة تتطلب نهجاً عربياً يستند إلى الاحترام المتبادل»، مؤكدة أهمية الحوار والعمل المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه الدول العربية.

شاركها.
Exit mobile version