في لقاء جمع عدداً من كبار صناع القرار والخبراء الدوليين في قطاع الطاقة، تم مناقشة العوامل التي تؤثر على أمن الطاقة الحالي والمستقبلي، وذلك ضمن اللقاء الثاني للمائدة المستديرة للرؤساء التنفيذيين لسنة 2024 الذي عقدته مؤسسة العطية في الخامس من يونيو الجاري في الدوحة تحت عنوان « أمن الطاقة: الطلب المستقبلي والخيارات الواعدة». وشارك في اللقاء كل من تشارلز هندري، وزير الدولة السابق للطاقة وتغير المناخ في المملكة المتحدة، وداريو ليجوتي، مدير شعبة الطاقة المستدامة في اللجنة الاقتصادية الأوروبية التابعة للأمم المتحدة، وبول سالم، رئيس ومدير عام معهد الشرق الأوسط، وخوان فاسكيز، الشريك والمدير الإداري في مجموعة بوسطن الاستشارية. وفي سياق الأبعاد المذكورة آنفاً، تناولت المناقشات كيفية تأثير الصراعات العالمية المستمرة على أمن الطاقة. ففي حين لا تزال الحرب الروسية الاوكرانية تلقي بظلالها على آفاق الطاقة في أوروبا، خاصة بسبب الاضرار التي لحقت بخطوط غاز نورد ستريم الممتدة من روسيا إلى ألمانيا. ومنذ بدء الصراع، حلت النرويج محل روسيا كمورد رئيسي للغاز، كما ساعدت درجات الحرارة المعتدلة نسبياً خلال فصل الشتاء، وزيادة الانتاج العالمي للغاز الطبيعي المسال على مساعدة أوروبا على تجاوز معضلة الإمدادات خلال فصل الشتاء. وقد اثبتت الحرب أهمية استقلال اوروبا عن واردات الوقود الأحفوري الروسي، وساعدت أوروبا في مسيرتها نحو التحول في مجال الطاقة. ومنذ بدء الصراع، زاد إنتاج الطاقة المتجددة في أوروبا بشكل ينسجم مع بلوغ اهداف الطاقة النظيفة. ووفقًا لإحصائيات» وند يوريب» (WindEurope)، ارتفعت حصة طاقة الرياح في مزيج توليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي من 14٪ إلى 19٪ بين عامي 2021 و 2023، فيما ارتفع اجمالي إنتاج طاقة الرياح من 375 تيراوات/ساعة إلى 466 تيراوات/ساعة سنوياً. وأدت الزيادة في انتاج طاقة الرياح إلى خفض استهلاك الغاز بمقدار 95 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، وكذلك خفض الانبعاثات بمقدار 119 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. وناقش الخبراء أيضًا مسألة التوفيق بين الطلب المتزايد على الطاقة، والحاجة العالمية إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة. ووفقًا لإحصاءات معهد الطاقة، فقد ارتفع استهلاك مصادر الطاقة الأولية بنسبة 1.4٪ سنويًا خلال العقد الماضي. وتجدر الاشارة إلى أن هذه البيانات تسلط الضوء على أن العالم يواجه مشكلة ارتفاع الطلب على الطاقة، وما ينجم عنها من ارتفاع معدلات انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون. وفي معرض حديثه خلال اجتماع المائدة المستديرة للرؤساء التنفيذيين، قال سعادة عبد الله بن حمد العطية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة العطية ووزير الطاقة والصناعة السابق في دولة قطر: « لقد أصبحت قضية أمن الطاقة أكثر إلحاحاً في السنوات الأخيرة بسبب العوامل التي تؤثر على إمكانية الوصول إلى مصادر موثوقة من الطاقة بأسعار معقولة».

شاركها.
Exit mobile version