كشفت جريدة « china daily « الناطقة باللغة الإنجليزية في أحدث تقاريرها عن توجه قطر للاستثمار في أقاليم جديدة داخل الصين الشعبية خلال المرحلة المقبلة، مبينة أن الولايات على الحدود الغربية ستكون الأكثر اهتماما واستقطابا للأموال القطرية، وبالأخص دائرة تشنغدو-تشونغتشينغ الاقتصادية، والتي تعتبر مركزا اقتصاديا رئيسيا بناتج محلي يقدر بـ 8.6 تريليون يوان أو ما يعادل 1.2 تريليون دولار حسب أحدث الإحصائيات، ما يمثل أكثر من 6.5 % من إجمالي الناتج القومي للصين، وذلك بفضل توفرها على تنمية صناعية عالية التقنية، وكذا منطقة تشنغدو التجريبية للتجارة التي تقدم حوافز جذابة للمستثمرين الأجانب، بما في ذلك خفض معدلات ضريبة الدخل على الشركات، وتبسيط إجراءات الجمارك، وسياسات تفضيلية لاستخدام الأراضي، ودعم تنظيمي للمعاملات المالية عبر الحدود.
– باقي الأقاليم المستهدفة
وأضاف التقرير إلى ذلك كلا من أقاليم أورومتشي في شينجيانغ، ولانتشو في قانسو، وينشوان في نينغشيا، وشيان في شنشي، والتي من شأنها أن تستقبل المزيد من المشروعات القطرية في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن الزراعة، والسياحة، والطاقة سيشكلون المجالات الأكثر طلبا بالنسبة للمستثمرين القطريين، الذين يسعون إلى تعزيز تواجدهما في الصين والارتقاء بأحجامهم الاستثمارية إلى أعلى المستويات الممكنة، بالنظر إلى المميزات التي تنفرد بها الصين وبالأخص الأقاليم الغربية، عن غيرها من الدول الاسيوية الأخرى، ناهيك عن التوقعات التي تشير إلى تسجيل الاقتصاد الصيني للمزيد من النمو في الفترة المقبلة، وسيره نحو تحقيق أرقام أكبر، ما يعني حصول المستثمرين على أرباح أضخم.
وبين التقرير أن هذا التوجه الذي سيقوده جهاز قطر للاستثمار يرجع في الأساس إلى الخطط الاستثمارية المستقبلية للدوحة الباحثة عن التقليل من الاعتماد على صادرات الغاز الطبيعي المسال في تمويل الاقتصاد الوطني، وتعزيز بمصادر دخل جديدة مختلفة من بينها العوائد المترتبة عن المشروعات الخارجية، وهو ما يمكن للاستثمارات القطرية في الصين الأسهم فيه بشكل مباشر، بالنظر إلى التوقعات العديدة حول تطور الأسواق الصينية، بالذات في حال ما تم الوصول إلى أرضية اتفاق نهائية للأزمة التجارية الموجودة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ما سيعزز استقرار الاقتصاد الصيني ويضاعف من إمكانيات نجاح الاستثمارات الخارجية فيه، منتظرا ظهور المزيد من المشروعات القطرية في الأقاليم المذكورة بداية عام 2026.

