سيد محمد

عززت قطر ريادتها بتكنولوجيا الطاقة النظيفة بانشاء أكبر مصنع للأمونيا الزرقاء في العالم، المُتوقع أن يبدأ تشغيله بحلول عام 2026 لينتج 1.2 مليون طن سنويًا. ويدعم هذا المشروع، الذي تبلغ تكلفته مليار دولار، مساعي الدولة لتطوير مرافق احتجاز الكربون وتخزينه لعزل ما يصل إلى 11 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول 2035. وفي هذا الصدد قالت شركتا نيبون ستيل وسوميتومو اليابانيتان إنهما فازتا بطلبيات من شركة قطر للطاقة لشراء أنابيب يتم استخدامها في تقنيات التقاط الكربون وتخزينه (سي.سي.إس). وقالت نيبون ستيل في بيان إنها شحنت مؤخرا أول منتجات إلى قطر للطاقة المملوكة للدولة التي تخطط لبناء مصنع للأمونيا “الزرقاء” بتقنيات التقاط الكربون وتخزينه في منطقة مسيعيد، وهي إحدى المناطق الصناعية الرائدة في قطر وينبعث ثاني أكيد الكربون من إنتاج الأمونيا التقليدية إذا تم باستخدام الوقود الأحفوري. لكن أثناء إنتاج الأمونيا “الزرقاء” يتم التقاط وتخزين أي انبعاث لثاني أكسيد الكربون يصدر عن العملية. وقالت نيبون ستيل إن المشروع سيستخدم منتجات الشركة منخفضة الكربون وتمثل أول طلبيات لهذا النوع من أنابيب السبائك غير الملحومة منخفضة الكربون في مشروع كبير لالتقاط وتخزين الكربون في منطقة الشرق الأوسط. وقالت سوميتومو في بيان منفصل إنها وقعت عقدا مع قطر للطاقة لتوريد الأنابيب غير الملحومة، التي ستصنعها شركة نيبون ستيل.

وتتكون الأمونيا بشكل رئيسي من الهيدروجين الناتج من الغاز الطبيعي والنتروجين الموجود في الهواء ولا ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون عند حرقها. وتستخدم بشكل أساسي كمادة خام للأسمدة والمواد الكيميائية، ولكن يمكن استخدامها أيضا كوقود منخفض الكربون في محطات الطاقة. وتبذل قطر جهودًا كبيرة لتقليص غازات الاحتباس الحراري، والحفاظ على الأراضي، وتعزيز التنوع البيولوجي، لتحسين جودة الهواء الداخلي، وتتجسد هذه الجهود في مشاريع الطاقة النظيفة وتشييد المدن الذكية المستدامة الرائدة في البلاد، وتطوير شبكة خطوط المترو التي تعمل بالطاقة المتجددة. وتدعم مصادر الهيدروجين والطاقة المتجددة الناشئة حديثًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلاً عن الشراكات العالمية، إمكانات النمو والتوسع في استخدام التكنولوجيا النظيفة. وتمتد جهود دولة قطر في مكافحة ظاهرة تغيّر المناخ والتوسع في استخدام التكنولوجيا النظيفة إلى ما وراء الحدود الوطنية والإقليمية. فقبل بضع سنوات، اتفقت شركتا “قطر للطاقة” و”رويال داتش شل” على الاستثمار المشترك في مشاريع الهيدروجين الأزرق والأخضر بالمملكة المتحدة. كما تدعم اتفاقية “قطر للطاقة” المبرمة مع “تحالف الهيدروجين” الكوري الجهود متعددة الأطراف للتعاون في مجال التكنولوجيا ذات الصلة بالهيدروجين في جميع أنحاء العالم. ويعكس التزام قطر بالاستدامة، إلى جانب استعدادها للتعاون والاستثمار في التكنولوجيا المبتكرة، سعيها لبناء مستقبل أكثر استدامة ومراعاة للبيئة.

شاركها.
Exit mobile version