قمة الويب

الدوحة – قنا

سلّط تقرير مكتب الاتصال الحكومي، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الضوء على المشاركة الفاعلة للنساء القطريات في قمة الويب قطر 2025، حيث لعبن دورًا محوريًا في رسم ملامح مستقبل قطر الرقمي، مستفيدات من دعم الدولة المتواصل لتمكين المرأة في مختلف القطاعات، لا سيما في مجالات التكنولوجيا والابتكار.

وشهدت القمة، التي انعقدت في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات من 23 إلى 26 فبراير الماضي، حضورًا نسائيًا لافتًا، إذ بلغت نسبة المشاركات 37 بالمئة من إجمالي الحضور، بينما وصلت نسبة الشركات الناشئة، التي أسستها سيدات إلى 47 بالمئة، مسجلة ارتفاعًا بأكثر من 50 بالمئة، مقارنة بنسخة العام الماضي.

وتعكس هذه المشاركة النسائية البارزة التزام قطر بتمكين المرأة وتعزيز دورها في صياغة مستقبل الاقتصاد الرقمي، ما يرسّخ مكانة الدولة كمركز إقليمي للابتكار والتكنولوجيا.

وبرزت خلال القمة، السيدة إيمان الكواري، مدير إدارة الابتكار الرقمي في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كإحدى الشخصيات القيادية المؤثرة، حيث قدمت رؤى متقدمة حول مسيرة التحول الرقمي في قطر خلال جلسة نقاشية بعنوان “من القوقاز إلى الخليج: مركز جديد للتميز الرقمي”.

وأكدت الكواري، على النهج الذي تتبعه دولة قطر في بناء شراكات رقمية تتجاوز الحدود التقليدية، مشددة على الدور الاستراتيجي للدولة في ربط منظومات التكنولوجيا المختلفة وتعزيز التعاون في مجالات الابتكار الرقمي عالميًا.

وأضافت أن التحول الرقمي في قطر ومساهمة الابتكار في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية قصة تستحق أن تروى.

وقالت: “رحلتي مع الابتكار تتجاوز حدود المهنة إنها شغف شخصي ورسالة وطنية. فالابتكار لا يتعلق فقط بتطوير تقنيات جديدة، بل بإيجاد الحلول للتحديات، وخلق فرص تمكّن الأجيال القادمة من النجاح”.

وحول دور المرأة القطرية في التكنولوجيا، أشارت الكواري إلى أن المرأة القطرية تمتلك مزيجاً فريداً من الفهم العميق لاحتياجات مجتمعها والانفتاح على العالم. وهذا ما يمكنها من ابتكار حلول محلية ذات قدرة تنافسية عالمية، موضحةً أن نهجها القيادي يركز على التعاون، والشمولية، والاستدامة طويلة المدى، وهي جميعها عناصر أساسية في بناء بيئة تكنولوجية متطورة.

من جانبها، أكدت الشيخة حصة آل ثاني، رئيس قطاع الخدمات المهنية في قطر والشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمركز قطر للمال، على أهمية اعتماد نهج شامل لتحقيق النجاح في قطاع التكنولوجيا.

وأضافت: “النجاح في قطاع التكنولوجيا يحتاج إلى التحلي بالشغف ووضع رؤية شاملة تتجاوز الحل التكنولوجي بذاته. ولا بد من التركيز على الأبعاد البيئية والاجتماعية مع التكنولوجيا، إذ تلعب هذه الأبعاد دوراً جوهرياً في رسم ملامح مستقبل القطاع”.

وأكدت الشيخة حصة آل ثاني، في جلسة حوارية حول دعم الشركات الناشئة، أن الخبرة العملية الكبيرة والتعاون مع الشركاء الفاعلين بالمنظومة كانا مفتاح نجاحها، قائلة: “الأمر لا يرتبط بالتكنولوجيا فحسب، بل بتبادل المعرفة والتعلّم من الآخرين، بجانب بناء شبكة علاقات قوية مع الجهات الفاعلة في كل قطاع لفهم تطلعاتهم ومتطلباتهم”.

وفي رسالة موجهة للمرأة القطرية، أكدت الشيخة حصة آل ثاني على أهمية الانفتاح على العالم، قائلة: “نصيحتي للنساء القطريات هي توسيع آفاق المعرفة حول المستجدات العالمية، والاستماع إلى وجهات نظر متنوعة، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي”.

وفي قطاع التكنولوجيا المالية، أشادت ثريا الملا، الرئيس التنفيذي لشركة ريسيتس، إحدى الشركات الناشئة الرائدة في تقديم إيصالات رقمية مباشرة إلى محافظ العملاء الإلكترونية أو تطبيقاتهم المصرفية، بالدور المتنامي للمرأة القطرية في هذا القطاع.

وأعربت ثريا الملا عن فخرها بتمثيل دولة قطر في منتدى باريس للتكنولوجيا المالية، واصفة ذلك بأنه أحد أبرز إنجازاتها المهنية.

وقالت: “بصفتنا شركة التكنولوجيا الوحيدة من قطر والمنطقة، أتاح لنا ذلك فرصة ممارسة الدبلوماسية الرقمية وعرض ابتكاراتنا على الساحة العالمية”.

وأضافت: “في الوقت الذي لا تزال فيه العديد من الدول تبذل جهوداً حثيثة من أجل تمكين المرأة، تحظى النساء في دولة قطر بدعم قوي من عائلاتهن ومن الدولة. المرأة القطرية تتصدر المشهد في مختلف القطاعات، سواء في التكنولوجيا بوجه عام أو التكنولوجيا المالية على وجه الخصوص، ونحن نبتكر ونتولى مناصب قيادية. أعتقد أن العالم يجب أن ينظر إلى قطر كنموذج مثالي في تمكين المرأة”.

وفي قطاع ريادة الأعمال، استعرضت شيخة الشيبي، مؤسس تطبيق /باي شلفز/، تجربتها في تطوير تطبيق مبتكر يربط المستخدمين بالمكتبات ومتاجر المستلزمات المكتبية والموارد التعليمية.

وأشارت شيخة الشيبي إلى التطور الملحوظ في بيئة الأعمال للمرأة في دولة قطر، قائلة: “بصفتنا شركة ناشئة، أُتيحَت لنا فرص كبيرة للتعاون مع الوزارات والجهات الحكومية، مما ساعدنا على تطوير أفكارنا. في البداية، كان دخول عالم الأعمال يشكل تحدياً، لكن مع إطلاق الدولة لاستراتيجيات جديدة، أصبح الأمر أسهل في قطاعي الابتكار والتكنولوجيا”.

وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وجهت الشيبي رسالة إلى رائدات الأعمال الطموحات قائلة: “لا تتعجلن النجاح. ابدأن بخطوات صغيرة، لأن كل خطوة تمهد الطريق لإنجاز أكبر. اخترن فريق العمل بعناية، ضعن خطة واضحة، والتزمن بجدول زمني محدد. النجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها، بل هو حصيلة العمل المستمر والتخطيط السليم”.

يشار إلى أن النسخة الثانية من قمة الويب قطر، أكبر حدث تكنولوجي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شهدت مشاركة واسعة من رواد التكنولوجيا والمبتكرين من حول العالم، كما شكل الحدث منصة بارزة لاستعراض أحدث الابتكارات وتعزيز التعاون بين الشركات الناشئة، والمستثمرين، وصناع القرار، مما يعكس التزام دولة قطر بتطوير بيئة تكنولوجية عالمية المستوى، تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030.

شاركها.
Exit mobile version