منتدى الأعمال الثاني لدول حوار التعاون الآسيوي..

الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني

الدوحة – قنا

قال سعادة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس غرفة قطر: إن مستقبل الذكاء الاصطناعي في قطر واعد، حيث إن قطر في طريقها لتصبح دولة رائدة في هذا المجال، وأن غرفة قطر تعمل لتطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من الخدمات كخدمة العملاء ومعالجة البيانات وأتمتة العمليات اليومية وتحليل اتجاهات السوق، مما سيساعد في تقديم أفضل الخدمات لرجال الأعمال القطريين ونظرائهم في الدول الأخرى الذين لهم مصالح عمل في قطر.

جاء ذلك في كلمة سعادته اليوم بالجلسة الافتتاحية لمنتدى الأعمال الثاني لدول حوار التعاون الآسيوي تحت شعار “الذكاء الاصطناعي ونماذج الأعمال الجديدة”، والذي عقد في فندق الريترز كارلتون الدوحة، بحضور عدد من أصحاب السعادة وزراء الدول الأعضاء لحوار التعاون الآسيوي.

وأشار سعادة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس غرفة قطر في كلمته، إلى أن هذا المنتدى يشكل فرصة مثالية لتبادل الآراء والتباحث حول التحديات والفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي ولعالم الأعمال بالذات، لافتا إلى تسارع وتيرة التطورات التكنولوجية الرقمية المذهلة، والتي أصبحت ركيزة اقتصادية وتنموية هامة تعتمد عليها الدول الكبرى والصغرى في وضع استراتيجياتها المستقبلية وتنفيذ سياساتها الإصلاحية والاجتماعية والتنموية.

وأضاف سعادته، أن هذا التطور التكنولوجي، المسمى بالذكاء الاصطناعي، أدى إلى ثورة غير عادية غيرت الكثير من المفاهيم الاقتصادية والتجارية والاجتماعية وأثرت بشكل مباشر وإيجابي على أساليب العمل، موضحا أن غرفة قطر استفادت من استخدام الذكاء الاصطناعي بعد أن اعتمدته الدولة في الكثير من القطاعات عملا بتوجيهات حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى تماشيا مع رؤيتها الوطنية 2030.

وأضاف سعادة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني، أن غرفة قطر عملت على تطوير برامجها ومشاريعها مستخدمة الحلول التقنية والرقمية في مناحي الحياة كافة خصوصا الصناعية والتجارية مما عزز دور ومكانة قطر العربية والإقليمية، إذ لم يعد التفوق الصناعي مقتصرا على الدول الكبرى، بل أصبح بمقدور الدول صغيرة المساحة المنافسة اقتصاديا إذا ما كان لديها التكنولوجيا المتطورة.

وأوضح سعادته، أنه رغم كل التطور والفوائد التي يوفرها الذكاء الاصطناعي يبقى هناك عدة أمور يجب أن تدرس بشكل متعمق أولها ضمان استخدامه للصالح العام، والحفاظ على مبدأ الملكية الفكرية، وتقديم المعلومة الصحيحة بدون تحيز، واحترام الخصوصية الفردية والمؤسساتية، وذلك حفاظا على القيم والمبادئ الإنسانية الأساسية.

وقال سعادته: إن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل أصبح جزءا من أسلوب حياتنا جميعا دونما تمييز، ويشكل فرصة عظيمة لتطوير الاقتصادات والمجتمعات وتحسين كافة نواحي الحياة المهنية والعملية، ولكن يبقى يقيننا بأنه لن يحل محل مصدر الذكاء الأول -العقل البشري- بل سيبقى دور الإنسان هو المحور الرئيسي في الحياة.

في السياق ذاته، أكد السيد سعود عمر المانع عضو مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين، على أهمية موضوع المنتدى وهو الذكاء الاصطناعي وكيفية استغلاله الجيد في النشاط الاقتصادي، مشيدا بحرص دولة قطر على توطيد أواصر التعاون بين دول حوار التعاون الآسيوي، واستعداد مؤسسات القطاع الخاص فيها لأن تعمل إلى جانب الجهات الحكومية، كي تكون الدوحة مركزا للتواصل بين الدول الأعضاء بما يسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول القارة الآسيوية.

وأضاف أن حوار التعاون الآسيوي منذ تأسيسه عام 2002، شهد نموا لافتا، حيث يضم حاليا أكثر من 35 دولة آسيوية، ويتجاوز حجم السوق فيها أربعة مليارات ونصف المليار نسمة، علاوة على أن القدرات والإمكانيات الطبيعية والبشرية والاقتصادية من شأنها أن تسهم في بناء تكتل إستراتيجي يدعم مكانة القارة الآسيوية كواحدة من أهم القوى الاقتصادية في العالم، مشيرا إلى أن ارتباط دولة قطر بصفتها أحد الأعضاء المؤسسين لهذه المنظمة بشراكات إستراتيجية قوية مع دول حوار التعاون الآسيوي، (التبادل التجاري بين قطر وهذه الدول بلغ السنوات الأخيرة معدل 70 بالمئة من حجم التجارة الخارجية للدولة) وهو ما يؤكد توطيد أواصر التعاون مع دول قارة آسيا في جميع المجالات.

وشدد السيد سعود عمر المانع على اهتمام دولة قطر الكبير بالتحول الرقمي، وقد ظهر ذلك جليا في استضافة الدوحة لقمة الويب بحضور لافت من كل بلدان العالم، وخاصة من القارة الآسيوية، مشيرا إلى أن رابطة رجال الأعمال القطريين كانت شريكا لهذه القمة، ومواكبة للتحولات الرقمية العالمية، ومدى قدرتها على تحسين النتائج الاقتصادية في شتى القطاعات الإنتاجية، وتمكين نماذج أعمال جديدة ومبتكرة من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والاستفادة من قدراته.

ودعا عضو مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين، إلى ضرورة القيام بشراكات حقيقية بين القطاعين العام والخاص في مجال التدريب على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في عمليات الإنتاج، وكذلك إلى دمج تعلم الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية لضمان المعرفة الجيدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وسد فجوة المهارات وتوفير فرص عمل أفضل للعاملين بالمؤسسات الحكومية والخاصة.

شاركها.
Exit mobile version