❖ واشنطن- زينب إبراهيم

أكدت تانيا نايومان، الخبيرة الاقتصادية بمجال الطاقة والنفط والمحللة الائتمانية بمؤسسة ستاندر آند بورز سابقاً، والأكاديمية المتخصصة في شؤون الطاقة أن المناقشات حول أوجه عديدة تكتسب بها قطر ثقة مستدامة للمستثمرين تتواصل منذ إعلان البيت الأبيض «توقفه» عن السماح بإنشاء البنية الأساسية الجديدة المقترحة لتصدير الغاز الطبيعي المسال، وارتبط ذلك أمريكياً بمخاوف تنافسية عديدة من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقليص الثقة العالمية في الصناعة الأمريكية كمورد موثوق، وأن يصب ذلك في صالح الدول المنافسة لاسيما روسيا، ولكن الواقع إن هناك جبهات ضغط قوية بالكونغرس للائتلاف الصناعي الداعم للغاز والذي تأثر بصورة مباشرة بكل تأكيد بقرارات وزارة الطاقة الأمريكية، وتدرك إدارة بايدن عموماً أن التوسعات القطرية تستهدف المدى الطويل؛ حيث إن توسعات الدوحة سابقة بكثير لقرارات الوقف الأمريكية، بل على العكس كانت لآليات جيوسياسية مختلفة كجزء من زيادة رؤيتها للتنمية المحلية وتوطيد أرصدتها الإستراتيجية الإقليمية، ودائماً ما كانت قطر في صميم مناقشات الطاقة لاسيما مؤخراً بالكونغرس الأمريكي، خاصة أنها شريك قوي للولايات المتحدة تم التطلع إليه بشدة لاسيما في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا على صعيد الطاقة، ولكن الدوحة عموماً ماضية في خطط توسعها بما يخدم مصالحها ولا ترهنها بعقبات المنافسين أو امتيازاتهم، وجاء التوسع الهائل الكبير الذي أعلنت عنه في مطلع العام الجاري بحسابات إنتاجية لصالح الدوحة في خضم عمليات التوسع، ومن الممكن أن تصل الدوحة إلى حصة 25% من السوق العالمية بحلول عام 2030 وما نحو 40% إجمالاً بعد اكتمال التوسعات.

    ميزة تنافسية

تقول د. تانيا نايومان في تصريحاتها لـ: إن هناك ميزة تنافسية مهمة تتمتع بها قطر على حساب أمريكا مؤخراً نتيجة لقرارات الوقف الأخيرة، ولكن الدوحة تمضي إلى توسيع حصتها في السوق العالمية عبر تعزيز أرصدتها الأقوى في السوق الآسيوية الأكثر تطلباً من البداية، ولكن أمريكا تنظر مثلا بعين المخاوف منذ أن جاءت الأخبار التي تفيد بأن صادرات روسيا من الغاز الطبيعي إلى أوروبا تجاوزت لأول مرة منذ منتصف عام 2022 صادرات الولايات المتحدة. قطر عموماً لم تتطلع كثيراً للسوق الأوروبية هادفة لكسب مساحة تنافسية من المستهلكين بل إن أزمة الطاقة الأوروبية هي ما خلقت احتياجاً مكثفاً للطاقة وساعدت الدوحة بقدر متوازن دون أن تؤثر على تعاقداتها المستقبلية، ووطدت أقدامها أكبر بمزيد من الصفقات مع الصين والهند بنجلاديش وغيرها من الدول الآسيوية بصورة ملحوظة، وقطعت أشواطاً إيجابية في المفاوضات نحو اتفاقات مستقبلية، ونجحت الدوحة في ذلك من خلال رؤيتها وأدواتها ليس بكل تأكيد وفقاً لخطوات المنافسين.

شاركها.
Exit mobile version