في اللقاء الثالث للمائدة المستديرة للرؤساء التنفيذيين لسنة 2024، الذي ضم عدداً من كبار صناع القرار والخبراء الدوليين في قطاع الطاقة، تم مناقشة التحول في مجال الطاقة وعلاقته بموارد المياه. وكان ضمن المتحدثين الدكتور محمد محمود، خبير إدارة المياه والتكيف المناخي؛ والأستاذ جاري إيمي، عميد أستاذ في جامعة كليمسون؛ وراضية صيداوي، رئيسة قسم الطاقة في إدارة سياسات التنمية المستدامة، الإسكوا؛ والدكتور ألبرت جانسن، كبير المستشارين للاقتصاد الدائري في شل. وأكد المشاركون على العلاقة المركبة والمعقدة بين الطاقة والمياه، مسلطين الضوء على أن المياه تشكل عنصراً حاسماً في كافة جوانب إنتاج الطاقة تقريباً، من توليد الكهرباء إلى استخراج الوقود الأحفوري وزراعة الوقود الحيوي، حيث يستهلك قطاع الطاقة ما يقرب من 10% من إجمالي استخدام المياه العذبة على مستوى العالم. وبالمقابل، تلعب الطاقة دوراً حيوياً في ضمان إمدادات المياه العالمية من خلال تزويد عمليات استخراج المياه ومعالجتها وتوزيعها بالطاقة اللازمة. وتناول النقاش زيادة الاعتماد على موارد المياه غير التقليدية، مثل المياه المحلاة، بسبب ارتفاع الطلب عل المصادر المائية، حيث شهدت الطاقة المستخدمة في عمليات تحلية المياه ارتفاعًا بلغ الضعف تقريباً منذ عام 2010، مع توقعات تشير إلى تضاعفها مرة آخر بحلول عام 2030.

ويوجد حاليًا 21 ألف محطة لتحلية المياه منتشرة في 150 دولة، مع العلم بأن نصف الطاقة الإنتاجية للتحلية موجودة في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يعتبر معدل استهلاك المياه العذبة للفرد من بين أدنى المعدلات في العالم، وتظل تحلية المياه الحل الرئيسي لمشكلة ندرة المياه. وتعتمد دول مثل قطر والكويت والبحرين وعمان والمملكة العربية السعودية بشكل كبير على المياه المحلاة لتلبية الاحتياجات اليومية، مع وجود العديد من المشاريع الجارية لتوسيع الطاقة الانتاجية. وعلى سبيل المثال، تخطط الأردن لبناء محطة كبيرة على خليج العقبة من شأنها أن تزيد من قدرتها على تحلية المياه من 4 مليارات إلى 350 مليار لتر سنويًا، وهو ما يكفي لسد احتياجات مدينة يبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة.

وفي حديثه خلال المائدة المستديرة، أعرب سعادة الدكتور إبراهيم إبراهيم نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة العطية، عن امتنانه للمناقشات الهامة، قائلاً: «لقد كان من دواعي سروري استضافة هذه المائدة المستديرة المهمة والاستماع إلى الآراء القيمة من الرؤساء التنفيذيين للشركات الأعضاء والضيوف الخبراء، فمع تسارع التحول في مجال الطاقة، يصبح من الأهمية بمكان أن نعالج الآثار المترتبة على موارد المياه، وخاصة في مناطق مثل الشرق الأوسط، حيث تشكل ندرة المياه مصدر قلق متزايد. وسيكون تقاطع أمن الطاقة والمياه قضية محورية في تشكيل التنمية المستدامة في العقود القادمة».

شاركها.
Exit mobile version