اختتمت قمة استمرت يومين في سويسرا، مخصصة لصياغة طريق للمضي قدُماً لإنهاء الحرب في أوكرانيا، برفض القوى الرئيسية بياناً مشتركاً وافقت عليه أكثر من 80 دولة ومنظمة دولية أخرى.

وأكدت الوثيقة من جديد التزام الموقعين بـ«الامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة، ومبادئ السيادة والاستقلال والسلامة الإقليمية لجميع الدول، بما في ذلك أوكرانيا، داخل حدودها المعترف بها دولياً».

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للصحفيين في مؤتمر صحفي إلى جانب زعماء الاتحاد الأوروبي وغانا وكندا وتشيلي وسويسرا “إنه من المهم أن يدعم جميع المشاركين في هذه القمة وحدة أراضي أوكرانيا؛ لأنه لن يكون هناك سلام دائم بدونها.. السلامة الإقليمية”، وفقاً لـCNN.

خطة سلام النقاط العشر

اجتمعت أكثر من 100 دولة ومنظمة في منتجع شاعري على ضفاف بحيرة بالقرب من لوسيرن لحشد الدعم لخطة السلام المكونة من 10 نقاط حددها زيلينسكي لأول مرة في أواخر عام 2022.

وتتضمن هذه الصيغة المطالبة بوقف الأعمال العدائية، واستعادة سلامة أراضي أوكرانيا، وانسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، واستعادة حدود أوكرانيا مع روسيا قبل الحرب، وهي الشروط التي من غير المرجح أن يوافق عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الإطلاق.

وكان من بين الشخصيات رفيعة المستوى الحاضرة زعماء الأرجنتين وكندا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا وبولندا والسويد والمملكة المتحدة.

حزمة مساعدات أميركية

وكانت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس حاضرة أيضاً، واستغلت المناسبة للإعلان عن حزمة مساعدات بقيمة 1.5 مليار دولار ستخصص للنفقات الإنسانية ومساعدة كييف على إعادة بناء بنيتها التحتية المدمرة.

«هذا الحضور عالي المستوى يظهر شيئاً واحداً» قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، مؤكدة أن ذلك يظهر أن العالم يهتم بشدة بالحرب التي أثارها العدوان الروسي.

وعلى الرغم من العرض القوي بين الديمقراطيات الغربية، كانت هناك تساؤلات قبل الحدث حول مدى ما يمكن إنجازه، بالنظر إلى عدم حضور روسيا أو الصين اللتين ساعدت علاقتهما التجارية الوثيقة بشكل متزايد مع موسكو الكرملين على النجاة من العقوبات الغربية.

اتفاقيات أخرى

وقال البيان الذي نشر يوم الأحد إن الموقعين أبرموا عدة اتفاقيات أخرى، وكان من بين هذه المبادئ المبدأ الذي يقضي بضرورة السماح لأوكرانيا بإنشاء محطات للطاقة النووية ــبما في ذلك محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسياــ وأن يمتنع الكرملين عن استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها، وقال الجانبان أيضاً إنه يجب إعادة جميع الأطفال والمدنيين الذين نزحوا بشكل غير قانوني إلى أوكرانيا.

وفي يوم الجمعة، أي قبل يوم من انطلاق القمة، أعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على خطة السلام التي طرحها الكرملين، والتي تدعو إلى انسحاب القوات الأوكرانية من أربع مناطق جنوبية وشرقية من الأراضي الأوكرانية قالت موسكو إنها ستضمها في انتهاك للقانون الدولي، ويطالب كييف بالتخلي عن مسعاها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

ورغم أن القوات الروسية حققت مكاسب متواضعة في اثنتين من المناطق -دونيتسك ولوهانسك- في الأشهر الأخيرة، فإنها بعيدة كل البعد عن احتلال المناطق الأربع التي تشمل خيرسون وزابوريجيا.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الذي سافر مع هاريس إلى سويسرا، للصحفيين في القمة، إن إطار بوتين «يتحدى الأخلاق الأساسية».

وقال بوتين إن أوكرانيا لا يتعين عليها فقط أن تتخلى عن الأراضي التي تحتلها روسيا حالياً، بل يتعين على أوكرانيا أن تترك المزيد من الأراضي الأوكرانية ذات السيادة قبل أن تتفاوض روسيا، ويجب على أوكرانيا نزع سلاحها حتى لا تصبح عرضة لعدوان روسي في المستقبل، وقال سوليفان «لا يمكن لأي دولة مسؤولة أن تقول إن هذا أساس معقول للسلام».

شاركها.
Exit mobile version