❖ واشنطن- زينب إبراهيم

أكد بول رايدن، المسؤول السابق بمكتب المناخ الدولي والطاقة النظيفة بوزارة الطاقة الأمريكية في عهد الرئيس باراك أوباما، ومدير وحدة أبحاث الطاقة النظيفة بمبادرة التغير المناخي ومصادر الطاقة المتجددة وغير التقليدية، إن المنافسة بين الولايات المتحدة وحلفائها والصين وشركائها على عقود الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل القادمة من قطر ستكون شديدة للغاية، يأتي ذلك في ضوء شواهد مختلفة بينها أن التطورات السياسية العديدة لا يمكن فصل تأثيراتها بكل وضوح عن تأثيرات أسواق الطاقة، وهو ما يجعل الدول الكبرى تتحرج للتأمين الإستراتيجي للطاقة بصورة جعلت من الغاز الطبيعي المسال سوقاً أساسياً يتعاظم دوره لاسيما في ما يشهده العالم من فصول عديدة، ومورد طاقة هائل لاسيما في أوقات الطوارئ، وهي قراءات ترصدها ليس من سوق الطاقة ذاته ولكن من الأوضاع السياسية التي تتصاعد في تصادماتها، سواء في غزة والضفة الغربية مع إسرائيل والنزاع الذي امتد إلى كثير من السيناريوهات الإقليمية، وحتى في المشهد الروسي الأوكراني، وفيما يتعلق بما يشبه بحروب المصالح بالوكالة غير المباشرة بين أمريكا والصين، لاسيما في أوكرانيا، والتطورات حول تايوان، وكلها سيناريوهات بإسقاطها على الغاز الطبيعي المسال، فإنها تكثف أهميته وتعيد تعريفه كما تم في الأسواق عقب الغز الروسي لأوكرانيا، باعتباره مصدر الطاقة في حالات الطوارئ في العالم، وهو متوفر بسهولة في الأسواق الفورية ويمكن نقله بسرعة إلى أي مكان مطلوب، على عكس الغاز أو النفط الذي يتم إرساله عبر خطوط الأنابيب، وخلافًا للطاقة المنقولة عبر خطوط الأنابيب أيضا، فإن حركة الغاز الطبيعي المسال لا تتطلب بناء مساحات شاسعة من خطوط الأنابيب عبر تضاريس مختلفة والبنية التحتية الثقيلة المرتبطة بها التي تدعمها، وهو ما يعزز زيادة التنافس العالمي على عقد صفقات مع قطر.

   مكانة قطر العالمية

يقول بول رايدن المسؤول السابق بمكتب المناخ الدولي والطاقة النظيفة بوزارة الطاقة الأمريكية: إنه وحتى بعيداً عن أي صراع كبير جديد في السنوات القليلة المقبلة، من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال بأكثر من 50% بحلول عام 2040، وفقًا لشركة النفط والغاز الكبرى شل، قبل أن تصبح الولايات المتحدة أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم في نهاية العام الماضي، كانت قطر تحتل هذا المنصب منذ فترة طويلة، ولم تتخلى عن المركز الأول إلا في بعض الأحيان لأستراليا، ومن المتوقع أن تتعزز أهمية قطر بشكل أكبر حيث لا تزال التوقعات الخاصة بصادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية غير مؤكدة، مع استمرار توقف الموافقات على التصاريح لمشاريع الغاز الطبيعي المسال الجديدة، وإلى جانب ذلك، لا يزال هناك توقف غير محدد لصادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال إلى البلدان غير الأعضاء في اتفاقية التجارة الحرة، العديد منها موجود في آسيا، وأي استمرار طويل لتوقف صادرات الغاز الطبيعي المسال سيكون مدمرا، مما يجبرها على مواصلة استخدام الفحم لتوليد الطاقة أو زيادة الاعتماد على قطر وروسيا للحصول على الإمدادات، ووفقا للتعليقات الأخيرة من آسيا، عبر جمعية الغاز الطبيعي والطاقة، إنه وعلى الرغم من أن أوروبا تزود إمداداتها حاليا بشكل جيد بالغاز الطبيعي المسال، إلا أن التوازن في سلسلة التوريد الخاصة بها يظل معقدا وحساسا، حتى دون أي تصعيد إضافي في الصراع من جانب روسيا على جناحها الشرقي أو من زيادة المنافسة في الطلب من آسيا، وفي الوضع الحالي، ستشكل قطر ما لا يقل عن 40% من جميع إمدادات الغاز الطبيعي المسال الجديدة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2029.

شاركها.
Exit mobile version