❖ الدوحة – الشرق

في حلقة جديدة من بودكاست مؤسسة العطية، يتحدث أحد الرواد العالميين في مجال التحول الطاقي عن تقنية مبتكرة قد تغيّر قواعد اللعبة في إنتاج الطاقة النظيفة، وتمهّد الطريق نحو الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050. فقد أوضح الخبير فرانك ووترز أن التحلل الحراري للميثان وهي عملية تنتج الهيدروجين من دون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتحول الكربون الناجم عنها إلى مادة قيّمة، يمثل خيارًا أسرع وأكثر كفاءة مقارنة بعملية التحليل الكهربائي للماء، أو المعالجة التقليدية للميثان بالبخار. ويؤكد قائلاً «ان التحلل الحراري ينتج الهيدروجين، وكربونًا على هيئة مادة صلبة، بينما المعالجة التقليدية تطلق ثاني أكسيد الكربون، مما يعني أن عملية الانتاج بطبيعتها أصبحت أنظف.» واستنادًا إلى خبرته الميدانية والعلمية التي تمتد من مشاريع الطاقة الشمسية في أوغندا إلى قيادة استثمارات استراتيجية في مشروع «لندن أراي» ومحطة «شمس» للطاقة الشمسية المركزة، يستعرض ووترز تقنية متقدمة وقريبة من التطبيق التجاري. فأنظمة البلازما، على سبيل المثال، قادرة على تفكيك الميثان عند درجات حرارة تصل إلى 1000 مئوية من دون الحاجة إلى استخدام محفزات، وبالتالي تجنب التحديات المرتبطة بها. كما يطرح بدائل أخرى مثل مفاعلات المعادن المنصهرة، وأنظمة المايكرويف، والتحفيز بالنيكل، ولكل منها ميزاته وتحدياته من حيث التكلفة وقابلية التوسع. 


أما من الناحية الاقتصادية، يتفوق التحلل الحراري على التحليل الكهربائي في انتاج الهيدروجين من حيث كفاءة استهلاك الطاقة، إذ لا يتطلب سوى نحو 7 كيلوواط/‏ساعة لإنتاج كيلوغرام واحد من الهيدروجين، مقابل الاستهلاك المرتفع لعملية تحليل الماء كهربائيًا التي تصل إلى 50 كيلوواط/‏ساعة لإنتاج كيلوغرام من الهيدروجين. ورغم أن التقنية ما زالت ناشئة في بعض القطاعات، فإنها تكتسب زخمًا في المناطق الغنية بالغاز الطبيعي والتي يتزايد فيها الطلب على الهيدروجين، مستفيدة من تصاميم المفاعلات المعيارية التي تسهّل التوسع. 

شاركها.
Exit mobile version