إستراتيجيات القطاع تستهدف بروز قطر كوجهة عالمية ومركز رئيسي للإنتاج

نمو قطاع الإنتاج الصناعي

سيد محمد

2.75 مليار ريال استثمارات صناعية سنوية بحلول 2030

88 % نمو عدد المراكز والمنشآت خلال 2020 – 2022

 

يُعد قطاع التصنيع قوة دفع أساسية للتنوع الاقتصادي في قطر، الذي تدعمه رؤية قطر الوطنية 2030، والتي تهدف إلى تطوير اقتصاد أقل اعتمادًا على قطاع الهيدروكربونات. في هذا السياق، تركز إستراتيجية قطر الوطنية للصناعة على إنشاء سلاسل قيمة للصناعة المتقدمة بغية تحويل قطر إلى مركز رئيسي للإنتاج. وتبرز قطر كوجهة تصنيع عالمية لها قدرة الوصول إلى الأسواق العالمية، والمناطق الحرة المتقدمة. وبلغت مساهمة قطاع التصنيع في الناتج المحلي الإجمالي 21.7 مليار دولار خلال 2022 وهو الرقم الذي زاد بمعدلات أفضل خلال الفترة الأخيرة ويتوقع أن يتضاعف مع إطلاق إستراتيجيات التصنيع الجديدة التي أطلقتها الجهات المختصة والجهات الداعمة، مدعومة في ذلك بكون دولة قطر هي المُصدِّر الأكبر للغاز الطبيعي المسال في العالم.

كما برزت مؤسسات بحث علمي داعمة للقطاع حيث أنشأت مؤسسة قطر الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، عام 2006، كجزء من التزامها المستمر في بناء الاقتصاد القائم على المعرفة في دولة قطر. وتنظر مؤسسة قطر إلى البحوث بصفتها أساس النمو الوطني والإقليمي، وهي السبيل نحو تنويع اقتصاد الدولة، وتعزيز الفرص التعليمية، وتطوير القطاعات التي تؤثر على المجتمع وتنهض به، مثل الصحة والبيئة. ويسعى الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي إلى تشجيع الابتكار، وتطوير تقنيات التصنيع الذكية الجديدة التي تستخدم التقنيات الرقمية، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وإنترنت الأشياء، للارتقاء بقدرات التصنيع والإنتاج، من خلال تقليص الوقت المستهلك وتكلفة الإنتاج.

الصناعات التحويلية

كما أطلق بنك قطر للتنمية – مصنع 1، وهو مركز القدرات الصناعية الأول من نوعه في قطر، وقد تم إنشاؤه بالتعاون مع شركة ماكنزي، لتقديم خبرة عالمية ودعم الصناعات التحويلية المحلية. سيتم تقديم مجموعة واسعة من برامج بناء القدرات وتحويل الشركات الصغيرة والمتوسطة في المركز، مما يُتيح للمصنعين المحليين الفرصة لتعزيز كفاءتهم وقدرتهم على الابتكار وميزتهم التنافسية. وتم إطلاق مبادرة “جاهز” التابعة لبنك قطر للتنمية التي تدعم رواد الأعمال المبتكرين الذين يسعون لتصنيع المنتجات داخل قطر. وتشمل الحلول برامج التدريب، وورش العمل الصناعية للشركات الناشئة بأسعار ترويجية، وكذلك منشآت التصنيع الجاهزة للتشغيل المناسبة لمجموعة متنوعة من الصناعات – بما في ذلك المأكولات والمشروبات – بأسعار تنافسية.

ونجحت قطر في تنمية قطاع المركبات الكهربائية، الذي يعتمد على التقنيات الفائقة، والبحث والتطوير، واختبار النماذج الأولية، وتوفير بيئة لاختبار مركبات التنقل والتقنيات الناشئة على مستوى الحافلات والشاحنات الصغيرة والمركبات الصغيرة. وتقدّم قطر مجموعة واسعة من الحوافز للمستثمرين الأجانب على سبيل المثال لا الحصر، الإعفاءات الضريبية، وتخصيص الأراضي، والإعفاءات التنظيمية، وإمدادات الطاقة لأغراض التصنيع، والدعم المالي، والتي يمكن تخصيصها لتلبية احتياجاتك بناءً على متطلبات مقترح الاستثمار.

قطاع الطيران

ويُعد قطاع الطيران الذي تقوده الخطوط الجوية القطرية، شركة الطيران التابعة للدولة، الحائزة على العديد من الجوائز المرموقة، وإستراتيجية قطر الوطنية للصناعات التحويلية، وسهولة الوصول إلى السوق، وشبكة الاتصال غير المسبوقة، عوامل محفزة تجعل قطر وجهة تصنيعية مثالية للطباعة الثلاثية الأبعاد في مجال الطيران والفضاء. كما يُمكن للمستثمرين الأجانب الباحثين عن الفرص الاستثمارية في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد لمكونات الطائرات الاستفادة من التزام قطر بإنشاء سلاسل قيمة تصنيعية متقدمة محليًا وإقليميًا وعالميًا.

وتدعو قطر الشركات العالمية الرائدة في مجال تصنيع النماذج الأولية ومكونات نظام الرعاية الصحية إلى تأسيس مرفق للتصنيع بالإضافة للطباعة ثلاثية الأبعاد، مُجهز بإمكانات لتطوير النماذج الأولية لمكونات الأجهزة واللوازم الطبية وتصنيعها ومعالجتها اللاحقة. ويتمتع السوق القطري للطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال مكونات الأجهزة واللوازم الطبية بمعدلات نمو قوية، يدفعها الطلب الناشئ عن قطاع الرعاية الصحية. ويتماشى هذا التوجه مع النمو السريع الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية، كما يتضح من خلال إنفاق الدولة على الرعاية الصحية للفرد باعتباره الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والنمو المتوقع بنسبة 88 % في عدد مراكز ومنشآت الرعاية الصحية بين عامي 2020 و2022.

ويمتلك السوق منظومة مُحكمة للصناعات التحويلية، مع إمكانية وصول كبيرة إلى المواد الأساسية، وأول مصنع للنماذج في دول مجلس التعاون الخليجي يقدم تدريبًا عمليًا لمساعدة المؤسسات على تحقيق التميّز التشغيلي. بالإضافة إلى ذلك، فإن سهولة الوصول إلى السوق وشبكة الاتصال غير المسبوقة في قطر تعنيان أن الإنتاج المحلي سيكون محل طلب محلي وإقليمي كبير، مما يجعل قطر، بوجه عام، وجهة تصنيعية مثالية للطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال مكونات الأجهزة واللوازم الطبية.

وتتميز قطر باقتصاد مزدهر يوفر فرص عمل قوية وتنافسية وجذابة. كما أن النمو السريع في مجال الرعاية الصحية، إلى جانب منظومة الأعمال القوية، والبنية التحتية عالمية المستوى، والموقع الإستراتيجي، وشبكة الاتصالات المميزة، يجعل من دولة قطر موقعًا مثاليًا لتصنيع اللقاحات.

الصناعات المتقدّمة

وتعتمد الصناعات المتقدمة على دمج التقنيات الذكية، مثل إنترنت الأشياء (IoT)، والذكاء الاصطناعي (AI)، وسلاسل التوريد، لتعزيز الأتمتة والقدرة على الاتصال في عمليات التصنيع. تهدف إستراتيجية قطر الوطنية للصناعات التحويلية (2024- 2030) إلى رفع قدرات القطاع الصناعي، وزيادة إجمالي ناتج القطاع بصفته محركًا رئيسيًا للتنمية والابتكار، ورفع مساهمة القطاع في القيمة المضافة إلى 70.5 مليار ريال قطري. كما تهدف الإستراتيجية إلى زيادة الصادرات غير الهيدروكربونية إلى 49 مليار ريال قطري، وجذب استثمارات صناعية سنوية بقيمة 2.75 مليار ريال قطري بحلول عام 2030.

شاركها.
Exit mobile version