توقعات بتباطؤ أحجام التداول خلال الأيام الأولى من رمضان..

❖ الدوحة – الشرق

توقع محللون أن تواصل أسواق المال العالمية والعربية الأداء العرضي المائل للصعود خلال التعاملات حتى منتصف شهر مارس الجاري 2025 لاسيما بعد اتفاق الولايات المتحدة وأوكرانيا على بنود اتفاقية مهمة تتعلق بالمعادن التي تشكل عنصراً محورياً في مساعي كييف، للفوز بدعم واشنطن لإنهاء الحرب مع روسيا بسرعة، وليتزامن ذلك أيضاً مع مواصلة الشركات المدرجة الإفصاح عن نتائجها السنوية وإقرار البعض الآخر خطط توزيعاتها على المساهمين.

وعالمياً، ارتفعت الأسهم الأوروبية مقتربة من أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال تعاملات الأربعاء، كما عزّزت مؤشرات الأسهم الصينية مكاسبها مع استمرار الأداء الإيجابي للقطاع التكنولوجي، وإعلان السلطات في هونج كونج تخصيص تمويل من الموازنة لتأسيس معهد أبحاث للذكاء الاصطناعي.

    – قفزة نوعية

وبدوره، رجّح نائب رئيس مجلس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في «كامكو إنفست» رائد دياب، أن تشهد البورصات المالية العالمية وبمنطقة الشرق الأوسط ارتفاعاً مؤقتاً بعد موافقة أوكرانيا على صفقة لتطوير معادنها المهمة والنفط والغاز بشكل مشترك مع الولايات المتحدة، وهي خطوة يراها البيت الأبيض ضرورية للتوصل إلى وقف إطلاق النار مع روسيا.

وتوقع أن تشهد أسواق المال بالمنطقة خلال أول أيام شهر رمضان تباطؤا في أحجام التداول واتجاه المستثمرين للانشغال بالعبادة وغيرها من أمور، لافتاً إلى أن الأسواق تظل عند مستويات مقبولة وجيدة في ظل استمرار الإعلان عن نتائج مالية سنوية وخطط توزيعات مجزية ووسط حالة من التحول من مستقبل المنطقة الاقتصادي الذي سيتجه للانتعاش ودخول عملية الإعمار الكبيرة لقطاع غزة ومشاركة الشركات المدرجة في هذه العملية، وأشار إلى أن ذلك الوضع سيستفيد منه المستثمر الدولي كذلك المستثمر المحلي الذي يبحث عن فرص استثمار مالية حقيقية.

وتوقع أن تشهد أسواق المنطقة عودة للأموال الساخنة التي تبحث عن فرص استثمار مواتية لقطف ثمار الأسعار الحالية المتدنية خاصة لبعض الشركات المدرجة التي وصلت أسعارها إلى مستويات متدنية تاريخية.

وأكد أنه في حال استمرت سياسية التيسير النقدي من قبل الفيدرالي الأمريكي بخفض جديد في أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة، فإن هذا سيصب في اتجاه تحسين أداء البورصات العربية والعالمية لاسيما مع التوقعات الإيجابية للنتائج المالية المرتقب الإعلان عنها عن فترة الربع الأخير لعام 2024.

   – تفاؤل محيط

بدوره، يرى رئيس أبحاث السوق في OW Markets، عاصم منصور، أن التفاؤل المحيط بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا يخلق حالة من الارتياح النسبي في الأسواق المالية العالمية، خصوصاً في ظل التوترات الجيوسياسية التي أثقلت كاهل الاقتصاد العالمي خلال العامين الماضيين.

وأكد أنه على المستوى التاريخي ومن الناحية الفنية تميل الأسواق المالية إلى الاستجابة بشكل إيجابي عند انحسار الأزمات الجيوسياسية، خاصة إذا كان النزاع يؤثّر بشكل مباشر على أسعار الطاقة وسلاسل الإمداد العالمية، كما الحال مع الحرب الأوكرانية.

وأِشار إلى أنه إذا تحققت آمال السلام فعلاً، فمن المرجح أن تواصل أسواق الأسهم العالمية مسارها الصاعد، لا سيما في أوروبا التي كانت الأكثر تأثراً بالحرب. ولفت إلى أن أسواق المال الأمريكية قد تشهد أيضاً دفعة إيجابية، لكن بوتيرة أبطأ، وذلك نظراً لكون تركيز المستثمرين هناك ينصب بشكل أكبر على سياسات الفيدرالي الأمريكي ومؤشرات التضخم.

وأشار أيضاً إلى أن قطاع الطاقة سيكون من أبرز المتأثرين، موضحاً أنه ومع تراجع المخاطر الجيوسياسية قد يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط والغاز ومن ثم تخفف الضغوط التضخمية عالميًا، ودعم السياسات النقدية الأقل تشدداً.

أما في الأسواق العربية وخاصة في الخليج، أشار عاصم منصور إلى أن أسواق المنطقة قد تشهد حركة مختلطة حيث ان انخفاض أسعار النفط نتيجة تهدئة التوترات الجيوسياسية قد يؤدي إلى بعض الضغط على مؤشرات البورصات الخليجية المرتبطة بعائدات البترول.

وأكد أن الاستقرار الجيوسياسي العالمي عادة ما يدفع المستثمرين إلى المخاطرة أكثر الأمر الذي قد يعزز شهية الاستثمار في الأسواق الناشئة، بما في ذلك المنطقة العربية.

وأشار إلى أن أسواق المال في دول خليجية قد تستفيد من تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية الباحثة عن استقرار وعوائد مجزية.

شاركها.
Exit mobile version