أكد معز مرابط مدير المهرجان الدولي “أيام قرطاج المسرحية” (انطلق عام 1983) أن المقاومة من أجل القضايا العادلة في جينات الفن، موضحا أن القضية الفلسطينية رمز المقاومة اليوم.

وقال مرابط “بالطبع المقاومة في جينات الفن والفن بطبيعته فعل مقاوم وخاصة المسرح بالذات كتعبير يجمع كل الفنون”.

وقد بدأت فعاليات الدورة 24 لأيام قرطاج المسرحية منذ 2 ديسمبر/كانون الأول الحالي وتستمر حتى اليوم الأحد، تحت شعار “بالمسرح نحيا بالفن نقاوم”.

وأضاف مرابط “المسرح منذ نشأته يطرح القضايا التي تهم الشعوب وتهم الإنسان والإنسانية بشكل عام”.

وتابع في لقائه مع وكالة الأناضول “المسرح عبر التاريخ كان حاضرا وشاهدا على ما عرفته الإنسانية من استبداد وطغيان وانتهاك للحقوق مثل حق الفرد وحق الإنسان في العيش، وهذا مطروح اليوم بقوة بالنظر للوضع الذي تعرفه غزة”.

المسرح يدافع عن حق الحياة

أكد مرابط أن “غزة تعيش حرب إبادة جماعية ومأساة إنسانية كبيرة وانتهاكات على امتداد عقود لحقوق شعب كامل ولا وجود لشك في أن المسرح له دور ومسؤولية لإيصال هذه القضايا” واعتبر أن “القضية الفلسطينية هي أم القضايا في العالم”.

وأضاف “هناك أسلحة دمار شامل، والكيان الصهيوني يرتكب مجازر في حق أطفال ونساء وشيوخ وفي حق شعب كامل ومأساة على امتداد عقود طويلة”.

وتابع “بالمسرح نقاوم بالفن نقاوم هو شعار الغاية من ورائه هي التوعية والتوجه للضمائر الحرة في العالم وللشعوب الحرة في العالم حتى نواجه مع بعض هذه الحرب”.

المسرح التونسي

مواجهة أسلحة الدمار

واعتبر مرابط أن المسرح سلاح في مواجهة أسلحة الدمار الشامل التي تستعملها الصهيونية، وفق تعبيره.

وقال “في مقابل أسلحة الدمار الشامل لنا أسلحة فتاكة وقوية، بل أقوى حتى من هذه الأسلحة التي يستعملها العدوان على غزة”.

وأضاف “أسلحتنا (المسرحية) قادرة على تغيير الذهنية والعقلية والمواقف، واليوم نرى أن العديد من الشعوب تغير موقفها وعديد الحكومات تغير مواقفها ونرى الإعلام في الغرب يروج الأكاذيب الصارخة التي لا تنطلي على الشعوب وعلى الفكر والوعي الحر، وبالمسرح قادرون على إيصال الرسالة أكثر فأكثر”.

وبين أن “أيام قرطاج المسرحية” في هذه الدورة “أردناها للتضامن مع إخوتنا في فلسطين ومع أهلنا في فلسطين، وهذا ما عبرنا عنه من خلال تنظيم الدورة، وأن تكون هذه الأيام منصة حقيقية لإبلاغ الصوت العالي في حق الشعب الفلسطيني في أرضه وفي وطن مستقل وفي حق أبنائه في العيش ككل أطفال العالم”.

المسرح مقاومة

وأكد مرابط أن “الكيان الصهيوني هو أبشع صورة لانتهاك حق الإنسان في الوجود، وفلسطين أرض مغتصبة وشعب معزول يعاني الدمار وحرب الإبادة، ليس هناك أبشع من هذه الصورة للوجه القبيح للإنسانية”.

وشدد على أن الإنسانية التي تفكر بضمير حر وتنادي بحق الوجود عليها أن تضع حدا لهذه المجزرة، وقال إن المسرح قادر على إيصال هذه القضية والتأكيد على أن الفن والتعبيرات الفنية تصل وجدان وعقول الناس، وهذا من أسمى الطرق للمقاومة.

ووفق مرابط فإن كل طرق المقاومة ضرورية اليوم، المقاومة بالفن والمقاومة بالمواجهة و”هذا ضروري وهذا أساسي في حربنا ضد القمع الاستبداد الذي نراه في غزة”.

وبين أن “القضية الفلسطينية حاضرة في هذه الدورة عبر رموز فنية فلسطينية. فغسان كنفاني (روائي وكاتب مسرحي فلسطيني اغتيل في بيروت 1972) حاضر في عديد الأعمال المبرمجة بهذه الدورة وحاضر في (غزال عكة) المسرحية التي تقدمها رائدة طه وهو عمل يصل الناس وأوصل معاناة الشعب الفلسطيني طيلة هذه العقود وأوصل صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على المقاومة إلى آخر رمق لافتكاك حقوقه”.

وأشار إلى أن هناك عديد الأسماء في العالم العربي أوصلت أصواتها تجاه القضية الفلسطينية بهذه الدورة، مؤكدا أن هناك عملا آخر مثل عمل “بأم عيني 1948” للفنان غنام غنام الذي يتحدث عن النكبة، وهذه شهادات مهمة جدا لإحياء الذاكرة وحتى يبقى الحق الفلسطيني حاضرا في كل لحظة، كما يقول.

وتابع “نحن الشعب التونسي والشعوب العربية وكل العالم حاضر في ذهنه هذا التحدي الذي يمارسه الكيان الصهيوني”.

دورة تكريمات

وبخصوص الدورة 24 لأيام قرطاج المسرحية، قال مرابط إنه بالإضافة إلى البعد التضامني الهام والأساسي لهذه الدورة فهذه الأيام تندرج في إطار دورتها الـ40 لتأسيس أيام قرطاج المسرحية التي لها حضور كبير بالساحة العربية ولها إشعاع ودور كبير تلعبه طيلة 40 سنة في نشر ثقافة المسرح وهذا الوعي بدور المسرح في مجتمعاتنا، كما يقول.

وأضاف “في هذه الدورة من خلال التكريمات والتتويجات أردنا إسداء لمسة وفاء وتقدير للناس التي وهبت حياتها للمسرح وخدمت المسرح في الوطن العربي وفي أفريقيا وفي تونس، وكانت إضافتها وبصمتها كبيرة في دعم إشعاع المسرح في أوطاننا”.

وتابعت “كان هذا حاضرا في تكريم الأستاذ رؤوف الباسطي (مخرج تونسي) والفنانة الكبيرة ناجية الورغي من تونس وسعاد محاسن وهي أسماء أثرت وقدمت الكثير للساحة المسرحية في تونس”.

وأشار إلى أن العديد من الضيوف من العالم العربي وأفريقيا يحاضرون هذه التكريمات مثل روجي عساف ومسرح دوار الشمس في بيروت وحنان الحاج علي التي كانت حاضرة في الافتتاح بإلقاء شهادات تحت القصف وكانت شهادة مؤثرة جدا.

وقال “المقاومة حاضرة في عديد تجارب المسرح العربي، وهذه مسائل نريد التأكيد عليها لأنها تعبر عن وجدان شعوبنا وعلى وجدان مجتمعاتنا”.

وقد انطلقت أولى عروض “أيام قرطاج المسرحية” في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس، السبت 2 ديسمبر/كانون الأول الحالي، مع عرض مسرحية “كتاب الأدغال” للمخرج الأميركي روبرت ويلسون.

ويشارك في الدورة الـ24 من هذا المهرجان أكثر من 60 عملا من 28 بلدا من مختلف القارات.

شاركها.
Exit mobile version