دشنت رابطة الأدباء الكويتيين (تأسست عام 1965) أولى فعاليات “بيت المسرح” الذي يتبعها، ويركز على النصوص المسرحية وكيفية الارتقاء بها، من خلال أول عرض مسرحي بعنوان “سهرة خارج النص”.

المسرحية من إخراج محمد جمال الشطي وتأليف تغريد الداود وبطولة إبراهيم الشيخلي وعلي الششتري وسعد العوض.

وقالت تغريد الداود -وهي أيضا رئيسة بيت المسرح- لوكالة رويترز إن فكرة إنشاء بيت للمسرح في رابطة الأدباء تعود إلى 15 سنة مضت، مبينة أنها كعضو مجلس إدارة في جمعية الأدباء عملت على تفعيل هذه الفكرة “لكي يعود المسرح إلى أحضان الرابطة”.

وأضافت أن بيت المسرح سيركز على الثقافة المسرحية والارتقاء بها وبمستوى كتابة النص لأن “النص المسرحي ليس بمعزل عن بقية الأجناس الأدبية”.

ومن المقرر أن يستضيف بيت المسرح عروضا مسرحية وورش عمل حول النصوص المسرحية وغيرها من الأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى الكتابة المسرحية، في بلد يفتخر بتاريخه المسرحي الممتد على مدى عقود.

وأضافت أن بيت المسرح يطمح إلى أن تكون هناك نصوص مسرحية راقية جدا، ووعي بدور النص المسرحي، ودور الكلمة في هذا الإطار، وتابعت أن “الحراك المسرحي لا يتطور ولا يستمر ولا يوثق من دون وجود نص مسرحي أصيل”.

من جانبه، قال مخرج المسرحية محمد الشطي لرويترز إن العمل يعبر عن معاناة الفنان، سواء كان مؤلفا أو مخرجا أو ممثلا وكيفية تعاطيه معها، لا سيما عدم توفر الإمكانات المناسبة وضعف مناخ الحرية المتاح مقارنة بما كان في السابق.

وعبر الشطي -وهو ممثل مسرحي أيضا ومخرج إذاعي له 12 مسرحية من إخراجه- عن فخره وسعادته بأن تكون مسرحيته باكورة الفعاليات لبيت المسرح الكويتي.

المسرحية

تدور أحداث المسرحية حول فرقة مسرحية فيها صراع؛ طرفه الأول المؤلف الذي يرغب في التأليف في ظروف خاصة وعن موضوعات يختارها من دون ضغوط، والطرف الآخر يمثله المخرج والممثلون الذين يرغبون في الحصول على نص مسرحي على وجه السرعة يمكنهم تأديته من دون تعقيدات أو مشاكل مع جهات سياسية أو مجتمعية.

يفتح الستار على مشهد لكاتب مسرحي يحمل قلما في يده، مع صوت الراوي يقول “أعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما.. ما الدنيا إلا مسرح كبير، وكل الرجال والنساء ما هم إلا ممثلون على هذا المسرح”.

ثم يتحول المسرح فجأة إلى موقع لعملية اختطاف لهذا الكاتب من فرقة عسكرية مدججة بالسلاح، ويعلن قائد الفرقة العسكرية بعد ضرب الكاتب وتقييده أن “العملية تمت بنجاح”.

يتم نقل الكاتب لجهة مجهولة، ثم يتضح بعد قليل أن الفرقة التي اختطفته هي ذاتها الفرقة المسرحية التي يعمل معها، وأن قائد عملية الاختطاف هو مخرج هذه الفرقة، وأن هدف الاختطاف هو إجبار الكاتب على إنجاز نص مسرحي على وجه السرعة.

يدور حوار طويل بين الكاتب من جهة والمخرج وأحد الممثلين من جهة أخرى، بينما يقف باقي الممثلين ملثمين ومدججين بالسلاح في حصار للكاتب.

وتحت التهديد، يبدأ الكاتب تأليف النص المطلوب، لكنه يفاجأ باعتراضات على كل الأفكار التي يطرحها، حيث يردد المخرج في كل مرة كلمة “ممنوع”؛ فالحديث عن السياسة ممنوع، والتعرض لرجال الأعمال ممنوع، وكل شيء ممنوع.

بينما يتساءل الكاتب: إذا كان الممنوع أكثر من المسموح فكيف أكتب؟ ولماذا؟ وينتهي بتأكيد أن “الكلمة أمانة والمسرح انتماء”، ثم تختتم المسرحية بكلمة للراوي يقول فيها “سنصل إلى بر الأمان كلما أبحرنا في مسرح شراعه القلم”.

شاركها.
Exit mobile version