حُسمت مجموعة من الجوائز الأدبية الفرنسية الخريفية في يوم واحد، إذ مُنحت جائزة غونكور للكاتب جان باتيست أندريا عن روايته “الاعتناء بها” (Veiller sur elle)، في حين فازت الروائية آن سكوت بجائزة رونودو عن روايتها “الوقحون” (Les Insolents) الصادرة عن دار “كالمان ليفي”، وفازت أعمال أخرى من فئة الرواية والمقال الأدبي.

“انتبه لها”

حصل أندريا (52 عاما) على جائزة غونكور عن روايته الصادرة عن دار “ليكونوكلاست” للنشر، وهي عبارة عن قصة حب في زمن الفاشية. وقد فاز بعد الدورة الـ14، وذلك يعكس خلافات داخل لجنة تحكيم الجائزة الأدبية برئاسة ديدييه دوكوان الذي يُحتَسَب صوته صوتين.

وقال الكاتب الذي بدا شديد التأثر لدى وصوله إلى مطعم “دروان”، حيث تسلّم جائزته كأسلافه منذ أكثر من قرن “إنها لحظة عاطفية مهمة جدا. لقد مسحنا للتو دموعنا في سيارة الأجرة”.

وتنافس أندريا على الجائزة مع إريك رينارت الذي كان الأوفر حظا عن “سارة، سوزان والكاتب” (Sarah, Susanne et l’ecrivain) وغاسبار كونيغ عن “إموس” (Humus)، ونيج سينّو التي حصلت الاثنين على جائزة فيمينا (النسوية) عن روايتها “نمرٌ حزين” (Triste tigre) (دار POL)عن قصة سفاح القربى الذي تعرّضت له في طفولتها من زوج والدتها.

ولأندريا 4 روايات فحسب، ونال الجائزة الأدبية الفرنسية الأعرق بفضل اللوحة الأدبية التي يرسمها كتابه عن النحت وإيطاليا.

جان بابتيست أندريا (وسط) الحائز على جائزة بريكس غونكور الأدبية عند وصوله إلى مطعم دروان في باريس (الفرنسية)

وتتمحور الرواية حول شخصية ميمو الذي ولد فقيرا وعُهد بتدريبه إلى نحات حجري. وأحبّ فتاة ثرية بجنون، وأمضى معها سنوات إلى أن سقطت إيطاليا في حقبة الفاشية.

وقال أندريا لإذاعة “فراتس إنتر”: “أحضّر قصتي بأكملها في رأسي، على دفتر ملاحظات، والتحضير لهذه القصة استغرق 10 أشهر. لا أكتب سطرا من الرواية. وفي أحد الأيام، أقول لنفسي: ها هي القصة”. وأضاف “رواياتي الثلاث الأولى كانت وراء أبواب مغلقة. وهناك، كنت أرغب في كسر كل الحدود”.

“الوقحون”

وتروي الرواية الفائزة بجائزة رونودو “الوقحون” قصة مؤلفة موسيقى سينمائية قررت مغادرة العاصمة الفرنسية لإعادة اكتشاف نفسها، في ظل رغبتها في العيش “في مكان آخر وحيدة”.

هذه الشخصية الخيالية (أليكس) هي نسخة متخيلة عن المؤلفة آن سكوت (58 عاما) التي غادرت باريس إلى منطقة بريتاني في غرب فرنسا، حيث تعيش حاليا.

ووُلدت الروائية آن سكوت لأم مصوّرة روسية وأب فرنسي هاوٍ لجمع الأعمال الفنية، ونشأت في باريس قبل أن تنتقل إلى لندن في الـ17 من عمرها.

وكانت عارضة أزياء، وعازفة درامز في فرقة لموسيقى البانك، كما كانت من رواد أماكن السهر السرية الباريسية. وبدأت الكتابة وهي في الـ29 من عمرها، وفي رصيدها روايات عدة بينها خصوصا “الاختناق” (Asphyxie) و”سوبرستار” (Superstar).

أفضل كتاب

ومُنحت جائزة أفضل كتاب من نوع المقالة الأدبية إلى جان لوك باري عن المجلد الأول الواقع في أكثر من 900 صفحة لسيرة الرئيس الفرنسي الأسبق، بعنوان “سيرة حياة شارل ديغول” (1890-1944)، وصدرت عن دار غراسيه، وهو المجلد الأول الذي يغطي سيرة زعيم فرنسا التاريخي لغاية أواسط أربعينيات القرن العشرين.

أما جائزة رونودو لكتاب الجيب فمُنحت إلى مانويل كاركاسون عن كتابه “العودة” (Le Retournement).

موسم المبيعات

ويُعوَّل عادة على جائزة غونكور وسواها من الجوائز الأدبية الخريفية لتنشيط مبيعات الكتب خلال الشهرين الأخيرين من العام، وهما الأهم بالنسبة إلى أصحاب المكتبات في فرنسا.

وتشير التقديرات إلى أن متوسط مبيعات الرواية الحائزة غونكور يبلغ نحو 400 ألف نسخة، لكنّه مجرّد معدّل، إذ إن مبيعات رواية “غير متسق” لإيرفيه لو تيلييه الفائزة بجائزة غونكور 2020 تجاوزت مليون نسخة، في حين لم تتعدّ مبيعات “فيفر فيت” لبريجيت جيرو الفائزة العام الفائت 300 ألف.

وبعد فيمينا وغونكور ورونودو، تكتمل لوحة المكافآت الأدبية الخريفية بالكشف الخميس عن اسم الفائز بجائزة ميديسيس.

شاركها.
Exit mobile version