في واقعة مثيرة أثارت نقاشا واسعا حول حدود حرية التعبير الفني والتوتر القائم بين القيم التقليدية والتوجهات الفنية المعاصرة، أعلنت الشرطة اليونانية أن نائبا في البرلمان من حزب سياسي قريب من الكنيسة الأرثوذكسية أُوقف، الاثنين، بعد مهاجمته أعمالا فنية بمعرض مؤقت يضم أعمالا لفنانين معاصرين، تتناول مواضيع دينية بطرق غير تقليدية، واعتبرها المهاجم “تجديفية”.

وبعد دخوله المعرض الوطني في أثينا، عمد النائب عن حزب “نيكي” (“النصر”) نيكولاوس بابادوبولوس إلى تحطيم واجهة زجاجية واقية، وحاول إزالة بعض الأعمال التي اعتبرها مسيئة للأيقونات المقدسة، مدعيا أنهما “يُهينان الدين”، حسب المصدر نفسه.

وألقت الشرطة القبض عليه، لكنه أشار لاحقا عبر منصة إكس إلى أن العملين اللذين تعرّض لهما ينطويان على “تجديف بحق سيدتنا العذراء”.

وتسلط الواقعة الضوء على التحديات التي تواجهها المجتمعات في التوفيق بين احترام المعتقدات الدينية وحرية الإبداع الفني.​

وفي مقطع فيديو، نُشر الأحد، وصف بابادوبولوس المعروضات بأنها “مثيرة للاشمئزاز”، قائلا إنها “تهين بشدة الأيقونات المقدسة للمؤمنين المسيحيين الأرثوذكس”.

وزارة الثقافة اليونانية علّقت على الحادثة مؤكدة التزامها بحماية التراث الثقافي والفني للبلاد، مشددة على رفضها لأي شكل من أشكال الرقابة أو التعدي على حرية التعبير الفني، كما أكدت دعمها للمعرض الوطني والفنانين المشاركين فيه، معتبرة أن الأعمال الفنية، حتى وإن كانت مثيرة للجدل، تلعب دورا مهما في تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف فئات المجتمع.​

تشكّل هذه الأعمال الفنية لفنانين معاصرين جزءا من معرض مؤقت يستمر حتى نهاية سبتمبر/أيلول، تحت عنوان “سحر الغريب” في هذا المتحف الكبير في وسط العاصمة اليونانية، والذي يضم روائع من الفن اليوناني الحديث ومجموعة من الأعمال التصويرية من مختلف بلدان أوروبا الغربية.

وينتمي بابادوبولوس إلى “نيكي”، وهو حزب يميني متطرف صغير قريب من الدوائر الدينية الأرثوذكسية، عُرف بمعارضته العام الماضي تشريع زواج المثليين في اليونان وحق التبني للأزواج من الجنس نفسه.

ويضم الحزب 10 نواب من أصل 300 في البرلمان اليوناني.

شاركها.
Exit mobile version