انتشرت عبر منصات التواصل في مصر صور لمقابر شخصيات تاريخية تدخل ضمن مخطط الهدم، وارتفعت المطالب بوقف تلك القرارات والاهتمام بما يعدّونه “أثرا تاريخيا” بدل تهميش الشخصيات بنقل رفاتها.

وعادت قضية هدم المقابر التاريخية إلى صدارة الاهتمام في مصر مع استمرار أعمال شق الطرق وإنشاء الجسور في القاهرة، ويرى المنتقدون أن تلك الأشغال أهملت مبدأ الحفاظ على التراث، ورد آخرون بأن الأولوية للمنفعة العامة وإنهاء الاختناق المروري الذي تعاني منه العاصمة المصرية، وتساءل البعض عن إمكانية الموازنة بين التطوير والحفاظ على التراث.

واشتعلت المنصات المصرية أمس الاثنين إثر توسع الحكومة في تنفيذ أعمال إزالة مقابر أثرية، بغرض إقامة طرق ضمن تطوير مناطق القلعة والسيدة نفيسة والسيدة عائشة بالقاهرة.

 

أعمال الإزالة التي زادت وتيرتها خلال الأسابيع الأخيرة تطول مقابر تعود ملكيتها لعائلات عريقة كانت لها أدوار وطنية في حقب تاريخية مختلفة، من بينهم الشاعران حافظ إبراهيم ومحمود سامي البارودي وقبة إسماعيل صدقى باشا ومقبرة شيخ الأزهر السابق محمد مصطفى المراغي.

وحسب ما ذكرته صحف محلية، فإن من المقرر إزالة نحو 2700 مقبرة، ونقلها لأماكن جديدة بمناطق 15 مايو والعاشر من رمضان، في حين تتولى الأسرة نقل الرفات.

وتمنح محافظة القاهرة الأسر وقتا كافيا لنقل رفات ذويهم من المناطق الخاضعة للتطوير، في الوقت الذي نفى فيه مصدر بالمحافظة “إزالة أي مقبرة أثرية في تلك المناطق”، لافتا إلى أن الأمر يتم أخذه في الاعتبار أثناء وضع مخطط التطوير.

وأضاف المصدر -في تصريحات صحفية- أن أغلب الصور التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي “تعود لمقابر غير أثرية من الأساس، وإنما لأشخاص عاديين، وتم توفير مقابر بديلة لهم بالفعل”.

وفي سياق متصل، استغاثت شيرين تحسين حفيدة الشيخ مصطفى المراغي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال تصريح متلفز أمس الاثنين، وناشدت إعادة النظر في قرار نزع الملكية وإزالة مقبرة شيخ الأزهر الأسبق.

وتقدمت عضو مجلس النواب مها عبد الناصر بطلب إحاطة موجه لرئيس الحكومة ووزراء الثقافة والنقل والمواصلات والتنمية المحلية بشأن إقدام محافظة القاهرة على إزالة مقبرة حافظ إبراهيم الملقب “بشاعر النيل”.

وطالبت الحكومة بالوقف الفوري لأي قرار يخص هدم أي مقبرة تمثل قيمة تراثية أو حضارية أو ثقافية، بأي شكل حاليا أو مستقبلا تحت أي سبب من الأسباب، وفق ما نشرته عبر صفحتها بفيسبوك وعبر مداخلة لها على إحدى القنوات المحلية.

وفي مداخلة تلفزيونية، اقترح الباحث المصري في الآثار مصطفى الصادق فتح المقابر كمزارات تستفيد الدولة منها وتجني أموالًا بدلًا من هدمها، قائلا “لسنا ضد التطوير، لكن تاريخنا وتراثنا أيضًا مهم جدا”.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، فوجئت عائلة ذو الفقار -التي تنتمي إليها الملكة فريدة زوجة حاكم مصر السابق الملك فاروق- بإخطار رسمي يفيد باعتزام الحكومة هدم مدفن العائلة بمقابر الإمام الشافعي في العاصمة القاهرة، لدخول المنطقة في نطاق المنفعة العامة للدولة.

وتعتزم الحكومة المصرية استغلال جزء من أراضي المقابر القديمة بحي السيدة عائشة لإقامة أحد الجسور الجديدة ضمن شبكة جسور يتم تشييدها من أجل تيسير الوصول إلى العاصمة الإدارية الجديدة، حسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية.

المصدر : الجزيرة + وكالة سند + الصحافة المصرية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version