اللغة وثقافتها عنوان كل أمة وسبب رئيس لعزتها ونهضتها، وللاهتمام بهما أكثر من وجه، من ذلك ما تطلع به الجوائز في صناعة حراك ثقافي، ودعم لمن قدموا.

وها هي الدوحة وبرعاية كريمة من الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تطلق جائزة جديدة؛ “جائزة الدوحة للكتاب العربي” دعما للغة العربية، وللكتاب والباحثين بها، وحاورت الجزيرة نت المستشار الإعلامي للجائزة عبد الرحمن المري، حول ذلك الحدث.

المستشار الإعلامي لـ”جائزة الدوحة للكتاب العربي” عبد الرحمن المري (الجزيرة)
  • جائزة فكرية ثقافية جديدة تنطلق من قطر، في أي سياق تأتي؟

لا يغيب عن أي متابع اهتمام دولة قطر بالفكر والمعرفة والثقافة، مع اهتمام خاص باللغة العربية وترسيخ الهوية الثقافية للعرب ودعم الإبداع، وشواهد ذلك كثيرة واضحة، وجائزة الدوحة للكتاب العربي تأتي في هذا الإطار، فالكتاب هو مرجع المعرفة ووعاء الثقافة، والاهتمام به شرط أساسي في تجدد المعارف وتطورها.

الجائزة برعاية كريمة من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله، ضمن رؤية سموه وجهوده المستمرة لدعم الثقافة العربية والمعرفة وتعزيز التواصل الإنساني بين الشعوب والحضارات.

  • ما أهم أهداف هذه الجائزة الجديدة؟

الأهداف كثيرة من أهمها تقدير وتكريم أصحاب الإنتاج الفكري والبحثي المتميز باللغة العربية، وتشجيع التأليف النوعي، والحض على الجدة والأصالة المعرفية، لصنع البيئة المناسبة للأفكار الاستثنائية والإبداعية، ورفع مستوى الإبداع المعرفي في الثقافة العربية، والمساهمة في جودة الكتاب العربي من خلال تشجيع الناشرين والفاعلين في صناعة الكتاب، تعزيزا وتطويرا.

  • يستشف من اسم الجائزة أنها معنية بالمؤلفات المكتوبة باللغة العربية، هل يستلزم ذلك أن يكون الموضوع عربيا؟

بالضبط، الجائزة معنية بالكتاب المؤلف باللغة العربية، كما ذكرنا آنفا، أما الموضوعات فليس شرطا أن تكون عربية، ما دامت لغة التأليف هي العربية، وأعني هنا أنه في أصله كتب بالعربية، وأنه غير مترجم من لغة أخرى.

على سبيل المثال لو أن كتابا كان موضوعه موصولًا بمجتمع أو بلد غير عربي، ومؤلفه من دولة غير عربية؛ فهو مؤهل للمنافسة مادامت اللغة التي كتب بها العربية. فالعربية في تاريخها الثقافي والعلمي لم تكن لغة جنس واحد، بل هي لغة حضارة عالمية أسهم في تدوين معارفها والنهضة بها مختلف الشعوب الإسلامية في مختلف القارات التي وصلها الإسلام بلسان عربي مبين.

  • هذا يعني أن الفيصل اللغة، لا جنسية المؤلف؟

لا ننظر في جنسية المؤلف البتة، وإنما لغة الكتاب مع الأصالة والجدة.

  • فيما يخص الكتاب، هناك كتب في العلوم وتطبيقاتها: كالفيزياء والطب وغيرها، وهناك كتب في حقول المعرفة الإنسانية، وهناك إبداع كتابي. ما المجالات المعرفية التي تستهدفها الجائزة؟

الجائزة معنية بالإنسانيات بمفهومها العريض؛ وأعني اللغويات، والدراسات الاجتماعية والتاريخية، واللسانيات، والدراسات النقدية، والعلوم الشرعية، والفلسفة، وغير ذلك مما سيوضح تفصيليّا قبل بداية فتح باب الترشح.

لكنها لا تعنى بالإبداع الكتابي على اختلاف ضروبه من الرواية والشعر والمسرح، لوفرة الجوائز المعنية بذلك عربيا وعالميا، كما لا تعنى بالعلوم البحتة والتطبيقية، كالفيزياء، والكيمياء، والطب، والصيدلة، والبيطرة.

  • هل تستهدف الجائزة الكتب المعدة للنشر؟ أم المنشورة فقط؟

هذا سؤال مهم، الجائزة مختصة بالكتب التي صدرت ونشرت بالفعل ولها رقم دولي، وأعني ها هنا الكتب الورقية بطبيعة الحال.

  • هل هناك جدول محدد للإعلان عن فتح باب الترشحات؟

نعم هناك جدول يشمل كل مراحل الجائزة، وسيفتح الترشح بإذن الله في الربع الأول من عام 2024، لكن ما يستوجب الحديث ها هنا أن هناك دورة تأسيسية، تكريمية الطابع، سنحتفي فيها بأسماء وازنة في التأليف العربي، أسماء أثّرت بمنتوجها المعرفي في الثقافة العربية والإنسانية، وهي تستحق منا كل التقدير والإشادة، ومعها سيفتح باب الترشح للدورة الأولى.

  • هل سيتوقف التكريم لأصحاب الإنجاز بانتهاء الدورة الأولى؟

الدورة التأسيسية مخصصة للتكريم، لكن هذا لا يعني أن فئة الإنجاز ستتوقف، فللجائزة مسار تنافسي عبر الكتاب المفرد، ومسار للإنجاز، وهذا الإنجاز لن يقتصر على الأشخاص، فهناك سعة في الأمر، ومن الممكن أن تكرم مراكز بحوث، أو دور نشر، وخلافه.

  • هل تم تحديد المجالات التي سيترشح لها بعد الدورة التأسيسية؟ وهل هي ثابتة أم متغيرة؟

نعم تم تحديد جميع فئات الجائزة، كما تم اختيار المجالات المعرفية، مع توضيح لما تحويه من تفريعات داخلية، واقتضت كثرة أعداد هذه الفروع أن تتغير المجالات المعرفية كل دورة، وسيتم الإعلان عن ذلك كله، وبشكل واضح وتفصيلي، في وسائل الإعلام المختلفة وفي موقع الجائزة.

شاركها.
Exit mobile version