أعلنت صافية آيت عرابي نائبة رئيس منظمة “إس. أو. إس. عنصرية” -إحدى أقدم المنظمات المناهضة للعنصرية في فرنسا- استقالتها من منصبها اعتراضا على موقف المنظمة من الحرب الإسرائيلية على غزة وتأكيدها على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

آيت عرابي نشرت بيانا مطولا قالت فيه إنها “استقالت من منصبها الذي تشغله في المنظمة منذ أن كان عمرها 18 عاما، بسبب مواقف المنظمة التي ترى أن إسرائيل لديها حق الدفاع عن نفسها”.

وجاء في بيان آيت عرابي أن “قيادة المنظمة شهدت انجرافا فكريا خطيرا.. ففي الوقت الذي فاق فيه عدد ضحايا الحرب من الفلسطينيين أكثر من 12 ألفا، ثلثهم من الأطفال ويتحدث خبراء الأمم المتحدة عن خطر الإبادة الجماعية، نفاجأ ببيان صحفي تصدره المنظمة يشير إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

وأضافت الناشطة البالغة من العمر 22 عامًا، “رغم المحاولات العديدة للنقاش، والتنبيهات، والملاحظات، وتفجر الخلافات داخل المنظمة، فإن الإدارة ردت علي بما يبدو لي أنه إهانات في اجتماعات لعدة ساعات متتالية، والضغط، ومنع استخدام حساباتي على الشبكات الاجتماعية للحديث عن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتفصيل الشائعات وتداولها (إلى حد الاتصال بأحد أقاربي)، فضلا عن وضعها على الرفوف تدريجيًا. وتعكس هذه العمليات الأجواء غير المقبولة التي كنت منغمسة فيها لعدة أسابيع”.

كما اتهمت آيت عرابي المنظمة “بعدم الارتقاء إلى مستوى التحديات التي يواجهها الشباب في فرنسا، وأعتقد أنها لم تكن تتابع مقتل ناهل على يد الشرطة، ولم تكن تتابع حظر العباءات على المسلمات، ولم تواجه القضايا العنصرية المعاصرة، وتحديدا عنصرية الدولة، والقضايا الدولية والمناهضة للاستعمار”.

وأضافت، “أرفض أن أمثل منظمة تدوس على آمالي وآمال العديد من الشباب الآخرين الذين يشبهونني.. نحن لا نلعب بآمال الشباب.. نشطاء من عدة مناطق يغادرون ويدعون إلى بناء منظمة جديدة مناهضة للعنصرية.. جامعاتنا ومدارسنا الثانوية وأحياءنا: هيا نقاتل!”.

وكانت المنظمة أصدرت في 2 نوفمبر/تشرين الثاني بيانا قالت فيه، “من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها. ولكن ردا على الهجوم الذي ضرب هذا البلد في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، شنت الحكومة الإسرائيلية عمليات انتقامية عنيفة أودت بحياة الآلاف من سكان غزة، والعديد منهم من المدنيين الأبرياء الذين تعرضوا لقصف هائل”.

وأشاد سياسيون ونشطاء وأكاديميون بالقرار الأخير الذي اتخذته صافية آيت عرابي طالبة علم الاجتماع في جامعة نانتير، واصفين إياه بـ”الحكيم”، فيما جددوا تنديدهم بما سموه “الانحياز ومساواة الجاني بالضحية”.

وقالت الناشطة الطلابية مريم بوجيتو في منشور على منصة “إكس” -تويتر سابقا- “كل دعمي يا صفية، القتال مستمر”.

ووصفت النائبة عن حركة “فرنسا الأبية” إرسيليا سوديه عبر حسابها على منصة “إكس” قرار آيت عرابي بالـ”حكيم.. إس.أو.إس عنصرية، لم تعد في المستوى المطلوب منذ زمان ليس بالقريب”.

أما الأكاديمي والسياسي فرنسوا بورغات، فاعتبر أن ما يحدث لـ”إس. أو. إس. عنصرية” نفس ما حدث لمنظمة “ليكرا” سابقا في سياق يتميز بـ”اختطاف الصهاينة للقيم العالمية والإسلامية”.

ودون النائب عن الحزب البيئي أوريليان تاشيه قائلا، “هذه هي حقيقة التجاوزات الأيديولوجية للمنظمة، تستحق المعركة ضد العنصرية الأفضل دائما.. كل دعمي لك صافية”.

وتعتبر منظمة “إس. أو. إس. عنصرية”، المقربة من الحزب الاشتراكي، إحدى أقدم وأكبر الجمعيات المناهضة للعنصرية في فرنسا التي تأسست في أكتوبر/تشرين الأول عام 1984.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الفرنسية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version