استنفار في المنتخبين للنهائي الموعود على “لوسيل” المونديالي
عبد المجيد آيت الكزار
صراع ساخن مرتقب بين أفضل هجوم وأفضل دفاع
الأردن لصناعة التاريخ والمغرب لمواصلة الإنجازات
يتأهب المنتخبان الأردني والمغربي “الرديف” للمنافسة المرتقبة بينهما مساء غد على لقب كأس العرب FIFA قطر 2025، عندما يلتقيان على استاد لوسيل المونديالي في المباراة النهائية من النسخة الحادية عشرة للبطولة.
ويمني كلاهما النفس في الظفر بالكأس الغالي في يوم مشهود يتزامن مع الاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر الذي يوافق الثامن عشر من شهر ديسبمر الجاري. وتجمع آراء المحللين والنقاد والمهتمين على أنه النهائي المثالي بين أميز منتخبين في البطولة وأكثر من أبان في منافساتها المشتعلة على قوة ذهنية وعزيمة تحمُل لا تنكسر..
ويخوض “النشامى” النهائي غدا للمرة الأولى في تاريخهم فيما يخوضه “أسود الأطلس” للمرة الثانية بعد نهائي عام 2012 بالمملكة العربية السعودية والذي أحرزوا من خلاله لقبهم الأول عندما فازوا على المنتخب الليبي بركلات الترجيح 3-1 عقب التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي 1-1.
وسيكون للصراع بين الجهازين للمنتخبين من دكة البدلاء طابع مميز ومثير للغاية إذ إنها المرة الأولى التي يتواجه فيها مدربان من نفس البلد في المباراة النهائية للبطولة منذ انطلاقها عام 1963، حيث يقود المغربي جمال السلامي المنتخب الأردني فيما يقود مواطنه طارق السكتيوي المنتخب المغربي.
يشار إلى أن المنتخبين التقيا في دور المجموعات بالنسخة الماضية من البطولة عام 2021 وانتهت المواجهة بينهما بفوز المغرب على الأردن بنتيجة 4-0.
تقارب في المستوى والأرقام
دون المنتخب الأردني اسمه في السجل الذهبي للنسخة الحالية من كأس العرب 2025 كونه المنتخب الوحيد فيها الذي أنهى دور المجموعات في منافساتها بالعلامة الكاملة عندما اعتلى صدارة المجموعة الثالثة برصيد 9 نقاط حصل عليها من انتصاره على منتخبات الامارات 2-1 والكويت 3-1 ومصر 3-0 قبل أن يتغلبوا في ربع النهائي على العراق 1-0 وعلى السعودية 1-0 في نصف النهائي مؤكدا تطوره اللافت في العامين الأخيرين ولاسيما منذ بلوغه المباراة النهائية لكأس آسيا 2023.
أما المنتخب المغربي فقد اعتلى صدارة المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط بعد انتصار على منتخب جزر القمر 3-1 والتعادل مع الأحمر العماني 0-0، ثم الفوز على الأخضر السعودي 1-0. وتابع أسود الأطلس شق طريقهم نحو النهائي بالفوز على المنتخب السوري 1-0 في ربع النهائي، والمنتخب الإماراتي 3-0 في نصف النهائي.
ويتقارب المنتخبان في الأرقام والنتائج مع أفضلية نسبية لـ”أسود الأطلس” في الناحية الدفاعية مقابل أفضلية هجومية لـ”النشامى” في الناحية الهجومية.
سجل المنتخب الأردني في كل مبارياته الخمسة 10 أهداف بمعدل هدفين اثنين في كل مباراة كأفضل هجوم في البطولة بينما استقبلت مرماه هدفين اثنين، وسجل المنتخب المغربي 8 أهداف بينما استقبل هدفا واحدا كافضل دفاع في البطولة.
الحماس مقابل التأني
قدم المنتخب الأردني مستويات رائعة في مبارياته حيث أدى لاعبوه بحماس وروح وانضباط عاليين، ونضج تكتيكي كبير جسدوه من خلال التقيد والالتزام بتعليمات مدربهم جمال السلامي مما مكنهم من حسم كل مبارياتهم بالانتصار في دور المجموعات وبالوقت الأصلي في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي.
وبات السلامي على بعد خطوة من مواصلة صناعة التاريخ على رأس الجهاز الفني لـ”النشامى” الذي تسلم قيادتهم في يونيو 2024 بدلا من مواطنه الحسين عموتة، فقادهم إلى انجاز الـتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 للمرة الأولى في تاريخهم.
في الجهة المقابلة سيقف مواطنه وصديقه طارق السكتيوي لقيادة المنتخب المغربي في الصراع على اللقب العربي من أجل إضافته في سجل إنجازاته المدوية التي حققها في العامين الأخيرين منذ أن وضعت فيه الجامعة الملكية المغربية الثقة وعينته مدربا لمنتخبها الأولمبي ثم للمحليين ثم الرديف الحالي في البطولة العربية.
وكان السكتيوي قد قاد الأولمبي المغربي إلى التتويج ببرونزية أولمبياد باريس 2024 محققا إنجازا غير مسبوق في تاريخ كرة القدم العربية، ثم قاد المنتخب المحلي لإحراز لقب كأس أمم أفريقيا للمحليين 2025 بكينيا شهر أغسطس الماضي.
وعلى غرار “النشامى” يقدم المنتخب المغربي أداء متصاعدا في البطولة يعتمد فيه على دفاع قوي وتحلي لاعبيه بالهدوء والصبر والـتأني في التعامل مع المنافسين في المباريات خصوصا في بداياتها بالإضافة إلى الانضباط التكتيكي والانتشار الجيد بالمستطيل الأخضر.
جماهير غفيرة ومتفائلة
من المرتقب ألا ينحصر الصراع والتنافس بين المنتخبين وأجهزتهما الفنية فوق أرضية الملعب وإنما سيمتد بكل تأكيد إلى المدرجات بين جماهيرهما التي لن تدخر أي جهد في التشجيع والدعم والمساندة طوال مجريات الوقت الأصلي ولو كلف الأمر الذهاب إلى الوقت الإضافي فلن يتوقفا أو يكلا ويملا بكل تأكيد في سبيل تحقيق النهاية السعيدة المرجوة.
وقد خطف مشجعو “النشامى” و”أسود الأطلس” الأضواء مثل باقي جماهير منتخبات كأس العرب 2025 التي كانت في الوعد وتواجدت في الملاعب المونديالية بأعداد غفيرة محطمة بذلك أرقام الحضور الجماهيري لكل البطولات السابقة.