❖ حوار – عبد الناصر البار
خص سعادة السفير صالح عطية، سفير الجزائر لدى دولة قطر جريدة الشرق بحوار تحدث فيه عن نهائيات بطولة كأس العرب، ومشاركة المنتخب الجزائري بطل النسخة الماضية، وقال سعادته: لقد شاهدنا حفل افتتاح مميزا للغاية جمع بين الاصالة والحداثة، وعن حظوظ المنتخب الجزائري في البطولة قال: بالرغم من المستوى المتواضع في المباراة الأولى ضد المنتخب السوداني، إلا أن ثقتنا كبيرة في اللاعبين للمنافسة على اللقب، وعن مجموعة الخضر قال سعادته: مجموعة متوازنة وقوية للغاية لكن محاربي الصحراء قادرون على التأهل من هذه المجموعة، وعن المنتخبات المرشحة للقب نسخة 2025، رد سعادته بالقول: هنا حامل اللقب إضافة لمنتخبات مصر وقطر والسعودية والعراق والأردن.. كل هذا والعديد من الأشياء تجدونها في سطور هذا الحوار:
◄ كيف تقيّمون حفل افتتاح كأس العرب؟
شهدنا حفل افتتاح مميزاً يعكس الإبداع الذي بات يميز دولة قطر الشقيقة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، لقد جمع الحفل بين الأصالة العربية والحداثة، وقدم رسالة وحدة وانتماء تُجسد الروح العربية المشتركة، كما كان الإخراج التقني والتنظيمي على أعلى مستوى، سواء من حيث التنسيق أو العروض الفنية أو الحضور الجماهيري اللافت. ولا شك أن هذا الافتتاح أعطى انطلاقة قوية للبطولة، وأكد مرة أخرى قدرة قطر على تقديم صورة مشرفة للعالم تعزز مكانتها كعاصمة للرياضة العربية والدولية.
◄ ما رأيكم في مباراة الجزائر والسودان في الجولة الأولى؟
كانت مباراة قوية، عكست رغبة المنتخبين في تحقيق نتيجة إيجابية، وقد قدم المنتخب الجزائري أداءً أفضل خلال الشوط الأول من المباراة، وظهرت عليه مؤشرات التحسن من حيث الانسجام والفاعلية الهجومية، رغم بعض الفترات التي تطلبت تركيزاً أكبر، أما منتخب السودان الشقيق فقد أبان عن مستوى محترم وتنظيم جيد فوق الميدان، مما جعل المواجهة متوازنة في مراحل عديدة. بشكل عام، يمكن القول إن المباراة كانت اختباراً مهماً، كشفت عن نقاط إيجابية يجب البناء عليها، وأخرى تحتاج إلى بعض التصحيح قبل المواعيد المقبلة. والأهم أن المباراة سارت في إطار يطبعه الاحترام المتبادل والروح الرياضية، رغم ما شهدته من حماس واندفاع طبيعيين من بعض لاعبي المنتخبين.
◄ كيف ترى حظوظ المنتخب الجزائري في البطولة؟
بالرغم من الظهور المتواضع الذي ظهر به منتخبنا في أول مباراة له، نتطلع إلى أن يقدم المنتخب الوطني عروضاً جميلة تعكس مكانته الكروية في الساحتين العربية والدولية، وخاصة أنه حامل للقب البطولة. صحيح أن المنافسة قوية ومتوازنة بحكم التطور الكبير الذي تشهده المنتخبات العربية، لكننا نثق بأن المنتخب الجزائري قادر على تقديم أداء محترم يلبي طموحات جماهيره. نقول هذا بتفاؤل واقعي، بعيد عن المبالغة، فكل المباريات تُحسم فوق الميدان، لكننا نؤمن بقدرات لاعبينا وبروحهم القتالية، وخاصة بالدعم الكبير والمساندة الجماهرية للمناصرين الجزائرين المقيمين منهم أو الذين تنقلوا من الجزائر لهذا الغرض.
◄ ما تقييمك لمجموعة الجزائر؟
المجموعة تبدو قوية ومتوازنة، وخاصة بوجود منتخب عريق مثل العراق صاحب التاريخ الكبير في المنافسات العربية والقارية. كما أن منتخبي السودان والبحرين يملكان طاقات شابة وطموحة تجعل أي مواجهة معها تتطلب تركيراً وانضباطاً تكتيكياً، وهذا ما شهدناه جليا في المباراة الأولى. ولكن فريقنا الوطني قادر على تجاوز دور المجموعات.
◄ هل أنت متفائل بقدرة الخضر على الاحتفاظ باللقب؟
نعم، هناك تفاؤل، ولكنه تفاؤل مبني على قراءة واقعية. فالاحتفاظ باللقب ليس مهمة سهلة ويتطلب جهداً كبيراً واستقراراً فنياً وذهنياً. المنتخب الوطني يمتلك إمكانات فنية محترمة، وخبرة لا يستهان بها في البطولات العربية، لكن تبين من خلال الجولة الأولى أن المنافسة ستكون قوية جدا، وكل المنتخبات الأخرى تطورت كثيراً. ومع ذلك، فإن وقوف الجماهير الجزائرية كما عهدناها، يشكل دافعاً معنوياً كبيراً للاعبين من أجل الدفاع عن اللقب أو على الأقل بلوغ نصف النهائي.
◄ ما المنتخبات التي ترشحها للوصول إلى النهائي؟
إضافة إلى الجزائر، هناك منتخبات عربية قوية مثل مصر وقطر والسعودية والعراق والأردن، وهي فرق تملك الاستقرار الفني والتجربة الواسعة في مثل هذه المنافسات. هذه المنتخبات اعتادت على بلوغ الأدوار المتقدمة، ولديها مدارس كروية راسخة ولاعبون قادرون على صنع الفارق، ما يمنحها أفضلية نسبية مقارنة ببقية المنتخبات.
◄ من تتمنى أن يخوض نهائي 2025؟
أتمنى أن من يكون في النهائي فريقان يحظيان بإجماع الجماهير الرياضية العربية، لأن ذلك سيجعل المباراة احتفالاً رياضياً عربياً بامتياز، يجمع بين بلدين تربطهما علاقات أخوية وثيقة. وسيكون نهائياً يعكس روح المنافسة الشريفة، كما أنه سيمنح الجماهير الرياضية فرصة للاستمتاع بنهائي يحمل طابعاً خاصاً.
◄ ما المنتخب العربي الذي تشجعه بعد الجزائر في كأس العرب؟
نبارك لجميع المنتخبات مشاركتها، لكن بحكم تواجدنا في دولة قطر الشقيقة والعلاقات الأخوية المتينة التي تجمع البلدين، فإننا نساند المنتخب القطري بعد المنتخب الجزائري، ونتمنى لهما مسارا موفقا.
◄ ما الذكريات التي تحتفظ بها بعد تتويج الجزائر باللقب الأول عام 2021؟
كانت لحظات تاريخية لا تُنسى. عمت الفرحة كل الجزائريين داخل الوطن وخارجه، وكان التتويج محطة فارقة أكدت قوة المنتخب الوطني وقدرته على التألق قارياً وعربياً. كما جسد ذلكا لإنجاز الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة الجزائرية بالرياضة كوسيلة لرفع الراية الوطنية في المحافل الدولية، وتبقى صور الاحتفالات الجماهيرية، وروح التضامن والاعتزاز التي عاشها الجزائريون، من أجمل اللحظات التي تبقى محفورة في ذاكرتنا جميعاً.
◄ ما الفعاليات التي نظمتها السفارة للجالية الجزائرية؟
نعم، عملت السفارة على إعداد برنامج متنوع من الفعاليات الموجهة للجالية الجزائرية خلال البطولة، بهدف تعزيز الروابط بينها وخلق أجواء احتفالية تدعم المنتخب الوطني. ومن بين أهم الأنشطة، إقامة Fan Zone بالتنسيق مع شركة الديار القطرية في درب لوسيل، وهي مساحات ستتيح للجالية وللزوار فرصة للتعرف على التراث الحضاري والثقافي الجزائري، إلى جانب متابعة مباريات المنتخب في أجواء مريحة ومفعمة بالحماس.
◄ ما رسالتك للجماهير الجزائرية خلال البطولة؟
أدعو الجماهير الجزائرية إلى التحلي بالروح الرياضية وتشجيع المنتخب بكل حضارية وثقة. فالمناصر الجزائري لطالما كان سفيراً لبلده، وصورته تعكس قيم الجزائر ومكانتها، وندعوهم لدعم المنتخب بقوة، مع احترام المنافسين والتحكيم، لأن هذا العرس العربي هو مناسبة للاحتفال المشترك مهما كانت النتائج. والأهم هو أن نظهر بصورة مشرفة توحد ولا تفرق، وأن يكون دعمنا للمنتخب نموذجاً في الانضباط والرقي.
◄ هل هناك نية لإقامة مباراة ودية بين المنتخبين الجزائري والقطري مستقبلاً؟
الفكرة مطروحة، والعلاقات الرياضية بين البلدين ممتازة، وفي حال توفرت الظروف المناسبة من حيث البرمجة والالتزامات الفنية، يمكن تنظيم مباراة ودية بين المنتخبين بما يخدم تطوير التعاون الرياضي بين الشقيقتين الجزائر وقطر، ويعزز تبادل الخبرات بين الجهازين الفنيين واللاعبين.