انتهت مباراة النصر والفيحاء في الدوري السعودي على وقع جدلٍ تحكيميٍ امتدّ من ملعب المباراة إلى استوديوهات التحليل، بعد أن قرّر الحكم محمد الهويش، وعقب العودة إلى تقنية الفيديو المساعد، احتساب ركلة جزاء في الدقيقة الثامنة من الوقت بدل الضائع، سجّل منها كريستيانو رونالدو هدف الفوز. لكن ما بدا وأنه لحظة حسمٍ في الملعب، تحوّل سريعاً إلى واحدة من أكثر الحالات إثارةً للجدل هذا الموسم.
وبدأت اللقطة المثير للجدل في كرةٍ عرضية نحو منطقة جزاء الفيحاء، ارتطمت في زحام اللاعبين وسط مطالباتٍ نصراوية بركلة جزاء.
لم يحتسب الحكم أي شيء في البداية، وأشار إلى استمرار اللعب، قبل أن يتلقّى إشارة من غرفة الفيديو بضرورة مراجعة الحالة. وبعد دقائق من المراجعة أمام الشاشة الجانبية، قرّر الهويش احتساب الركلة، وسط اعتراضٍ غاضب من لاعبي الفيحاء ومديرهم الرياضي فهد الأنصاري، الذي قال بعد اللقاء: «ركلة الجزاء غير صحيحة، وحسب كلام الحكم لي فهي ليست لمسة يد بل احتكاك على الوجه، وأتحدى أي حكم دولي يقول إنها صحيحة. خسرنا بسبب أخطاء تحكيمية واضحة، ولا يوجد ما يبرّر العودة إلى الفار».
في الجانب التحكيمي وعبر برنامج «دورينا غير»، قال الحكم الدولي السابق عبدالله القحطاني إن قرار الحكم كان صحيحًا، لأن يد لاعب الفيحاء اتجهت نحو الكرة ولم تكن في وضعها الطبيعي، وبالتالي فإن احتساب ركلة الجزاء بعد العودة إلى الفيديو قرار سليم.
أما في برنامج «أكشن مع وليد»، فقد اتفق المحللان التحكيميان محمد فودة وسمير عثمان على أن القرار كان خاطئاً.
وقال فودة «ركلة الجزاء كان يجب أن تُلغى لأن رونالدو ارتكب مخالفة بالدفع على مدافع الفيحاء قبل أن تلمس الكرة يده».
وعلّق سمير عثمان قائلاً: «الخطأ هنا على حكم الفيديو المساعد، لأنه لم يُظهر للحكم الرئيسي لقطة دفع رونالدو. لو شاهدها الهويش لما احتسب الركلة».
أما الحكم الدولي السابق سعد الكثيري، فقد قال في تصريحٍ لصحيفة الجزيرة، إن احتساب ركلة الجزاء في الدقيقة 99 قرار خاطئ بعد تدخلٍ سلبي من حكم الفيديو، خصوصاً أن الوقت الضائع المعلن كان ست دقائق فقط، والحكم تجاوزها دون مبرر، مما جعل القرار مؤثراً في نتيجة اللقاء.
وفي تحليلٍ آخر عبر صحيفة الرياضية، قدّم المحلل محمد كمال ريشة وجهة نظرٍ مختلفة، مؤكدًا أن «ضربة الجزاء النصراوية صحيحة بسبب لمس مدافع الفيحاء الكرة بيده بعد تنافس مباشر مع لاعب النصر، والنية واضحة في تحريك اليد باتجاه الكرة، وقرار الحكم بعد المراجعة كان في محله».
أما الحكم الدولي البحريني السابق نواف شكر الله، فقد قدّم تحليله عبر برنامج «في 90» على القنوات الرياضية السعودية، قائلاً: «قرار الحكم في الدقيقة 98 غير صحيح، لأن مدافع الفيحاء لمس عبدالإله العمري لمسًا بسيطًا لا يُعاقب عليه القانون، ولم يكن هناك ضرب أو استخدام للساعد أو لمسة يد. حكم المواجهة محمد الهويش أحرج نفسه بتمديد وقت المباراة، ولم يكن هناك أي داعٍ لعدم إنهائها في وقتها». وأضاف: «ركلة جزاء النصر كانت قرارًا غير صحيح رغم أن حكم الفيديو المساعد أظهر اللقطة من الزاوية الأوضح».
فيما قال خبير التحكيم المصري جمال الغندور لبرنامج «في المنتصف»، أن حكم المباراة منح النصر جزائية غير صحيحة سجل منها رونالدو هدف الفوز.
وقال عصام عبدالفتاح عبر برنامج «في المرمى»، أن ركلة الجزاء المحتسبة للنصر في نهاية المباراة غير صحيحة لأن هناك دفع من رونالدو للمدافع الفيحاوي قبل احتسابها.
وفي برنامج «دورينا غير» قال الحكم عبدالله القحطاني، أن اللقطة المقربة لتقنية الفيديو المساعد تظهر وجود لمسة يد من مدافع الفيحاء وبالتالي قرار حكم المباراة باحتسابها جزائية صحيح.
فيما وافقه الحكم خليل جلال المحلل في قناة ثمانية الرياضية بالقول أن الحكم الهويش أصاب في احتساب الجزائية.
وقال مستشار عكاظ التحكيمي الدولي طارق سامي، أن ركلة الجزاء قرار صحيح بعد العودة لتقنية الفيديو بسبب قيام المدافع بلعب الكرة باليد بطريقة متعمدة.
بين هذه الآراء المتباينة، ظلّ المشهد مفتوحًا على النقاش. المؤيدون رأوا أن الحكم اتخذ قراره وفق القانون وبناءً على مراجعة تقنية واضحة، والمعارضون اعتبروه تدخلاً غير مبرر في وقتٍ حاسم. وبينهما، وقف الجمهور منقسمًا كما الملعب لحظة التنفيذ، بينما ترك رونالدو كعادته بصمته الأخيرة على الشباك، ليغادر النصر منتصرًا، والهويش محاطًا بعاصفةٍ من الأسئلة التي لم تهدأ مع صافرة النهاية.
“);
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}
