❖ محمد علي المهندي
وسط احتفالية رائعة من الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية بالذكرى الخمسين لتنظيم أول نسخة منه على الإطلاق في عام 1975، يقام رالي قطر الدولي، الذي يشكّل نهاية هذا الأسبوع الجولة الثانية من بطولة الشرق الأوسط للراليات للعام الحالي، وشكّل رالي قطر، الذي نظم ذلك العام مع رالي الكويت، ثالث أقدم رالي في الشرق الأوسط، بعد رالي لبنان الذي كان يطلق عليه حينها تسمية رالي الجبل وقبرص في العامين 1968 و1970 تواليا، حجر الأساس لبطولة تحدي الخليج وأحد أشهر الراليات في المنطقة والقارة الآسيوية وقد أحرز لقبه حينها البريطاني بيتر أوستن مع ملاحه القطري حميد عبدالرحمن على متن مازدا 929 كوبيه. وينظم رالي قطر الدولي في الذكرى الخمسين لاطلاق النسخة الاولى تحت رئاسة رئيس الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية عبد الرحمن المناعي، وعضو اللجنة العليا عبد الرزاق الكواري، والمدير التنفيذي للاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية عمرو الحمد. وستخضع المركبات اليوم (الأربعاء) للفحص الفني في حلبة لوسيل الدولية، فيما تستكشف الأطقم المشاركة مسارات المراحل الخاصة الست في شمال قطر.
– تحد كبير
يواجه “سوبرمان” الرياضة القطرية والعالمية ناصر بن صالح العطية، بطل الشرق الأوسط 19 مرة ورالي دكار خمس مرات، تحدياً جديداً في مسيرته حيث يسعى لتحطيم رقمه القياسي بعدد الانتصارات في رالي بلاده (17 لقبا) ضمن قائمة من الفائزين تضم أبرز الأسماء في البطولة على غرار رئيس الاتحاد الدولي للسيارات “فيا” الحالي الإماراتي الطائر محمد بن سليّم الذي توّج باللقب 9 مرات والسائق المحلي الأسطورة سعيد الهاجري (6 ألقاب)، إضافة إلى عبدالعزيز الكواري الذي ظفر بلقب بطولة الشرق الأوسط للراليات العام الماضي للمرة الأولى في مسيرته وسبق له أن توج برالي بلاده عام 2012.
وعلى صعيد الملاحين، يحمل الإيرلندي رونان مورغان الرقم القياسي بفوزه باللقب 8 مرات، يليه الفرنسي ماثيو بوميل وكريس باترسون اللذين تقاسما مقعد الملاحة مع ناصر صالح العطية برصيد 6 و5 ألقاب تواليا، فيما حقق الإيطالي جيوفاني بيرناكيني أربعة انتصارات مع العطية أيضا بين عامي 2010 و2014.
– الانتصارات الأكثر إثارة
كانت الانتصارات الأكثر إثارة للدهشة من نصيب سيارتين مصنفتين ضمن المجموعة ن/ أم إي آر سي2، حين ظفر العُماني نزار الشنفري مع ملاحه الراحل توم ستيل باللقب على متن ميتسوبيشي لانسر إيفولوشين 7 في عام 1999، في حين اعتلى السائق القطري راشد النعيمي وملاحه البرتغالي هوغو ماغاليش أعلى عتبة على منصة التتويج على متن سوبارو إيمبريزا دبليو آر إكس عام 2017.
– مشاركة 29 فريقاً
يحتفل الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية بمرور نصف قرن على انطلاقة رالي قطر نهاية هذا الأسبوع، على وقع اللمسات الأخيرة لـ 29 فريقا ومتسابقا من 19 دولة ضمن اطار التحضيرات النهائية للجولة الثانية التي تقام نهاية الأسبوع في منطقة الخدمة داخل حلبة لوسيل الدولية. وقد تسجل 21 فريقا لحصد النقاط ضمن بطولة الشرق الأوسط للراليات.
– ذكريات تاريخية
استهل البطل العالم ناصر بن صالح العطية مشاركاته في الشرق الأوسط عام 1989 واستمر حتى 1990 قبل أن يغيب عن المنافسات لقرابة 10 أعوام ليعود مجددا إلى السلسلة عام 2003. توّج في ذلك العام بباكورة ألقابه في رالي قطر الدولي مع الملاح البريطاني ستيف لانكستر على متن سوبارو إيمبريزا دبليو آر سي، ومذاك فاز مع أربعة مصنعي سيارات آخرين وعدد مماثل من الملاحين.
وقال العطية في حديثه: “أتذكر عندما كانت المنافسة تجمع بين سعيد (الهاجري) ومحمد (بن سليّم) وجابر المري و(السعودي) ممدوح (خياط) والعديد من السائقين. كنت حينها مشاهدا، ثم في عام 1990 شاركت برالي قطر الدولي للمرة الأولى في مسيرتي على متن سيارة تويوتا سيليكا من محمد. كنا في الصدارة حتى تعرضنا لكسر في الترس التفاضلي الخلفي. بدأ الناس حينها يقولون إن هذا هو سعيد (الهاجري) الجديد قادم. كانت ذكريات جميلة”.
وأضاف: “توقفت لمدة 10 سنوات وعدت للفوز لأول مرة في عام 2003. كان ذلك في رالي قطر الدولي، وقد شاركنا في جميع الجولات في ذلك العام خلف مقود سيارة سوبارو إيمبريزا دبليو آر سي وفزنا بالبطولة للمرة الأولى. بعد ذلك، بدأنا بكتابة تاريخنا الخاص”.
وختم قائلا: “حصل العديد من التغييرات على مر السنين، من السيارات إلى عناصر السلامة. الآن، عندما ترى السيارات القديمة مقارنة بالسيارات الجديدة، لا تريد الجلوس خلف مقود السيارات القديمة. نحن سعداء بعناصر السلامة الموجودة في السيارات الجديدة. نتحدث عن سيارة رالي 2 التي هي أسرع من طراز دبليو آر سي بين عامي 2015 و206”.
من ناحيته، انتقل الملاح الشهير بيرناكيني من المقعد الساخن للعمل كمنسق لفريق السائق القطري ناصر خليفة العطية الفائز بالرالي عام 1993.
– جابر المري: البداية كانت في استاد خليفة
من ناحيته، دأب القطري ناصر بن طالب المري على متابعة رالي بلاده منذ أن كان طفلاً صغيراً ولديه مدوّنة منتظمة على مواقع التواصل الاجتماعي يعرض فيها أرشيف بطولة الشرق الأوسط للراليات ويرفقها بتعليقات تعبق برائحة التاريخ.
وقال في حديثه في منطقة الخدمة: “أتذكر أول حدث لي كان في عام 1976. البداية كانت في استاد خليفة. كنت في السادسة من عمري تقريبا وجئت مع شقيقي. ثم عدت مرة أخرى في عام 1978 ثم في 1983”.
وأضاف: “لقد شاهدت كل هذه الراليات ثم كنت مع شقيقي منذ عام 1995 ثم مع الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية في عامي 2004 و2005 حتى 2010. لم تعد بطولة الشرق الأوسط كما كانت في السابق وكل شيء تطور. في السابق، ولعدة سنوات، كان كل ما يتعلق بالراليات يقام في رامادا في الدوحة، والآن لدينا هذه الحلبة، وهذا ما غيّر كل شيء”.