استاد لوسيل
محمود النصيري
تتجه أنظار الوطن العربي بأكمله مساء الغد الخميس نحو استاد لوسيل المونديالي مسرح المواجهة النهائية التاريخية التي ستجمع منتخب المغرب مع نظيره الاردني على لقب النسخة الحادية عشرة من البطولة، وسط ترقب جماهيري كبير لما سيؤول له الصراع المحتدم بين القارتين الاسيوية والافريقية والذي عاد الى الواجهة في هذا النهائي بعد غياب دام 33 عاما وبالتحديد منذ نهائي النسخة السادسة التي استضافتها سوريا في عام 1992، والتي جمعت انذاك منتخب الاخضر السعودي مع نظيره المصري والتي توج بها الفراعنة بعد فوزهم على السعودي بنتيجة ثلاثة اهداف لهدفين.
هذا النهائي يتجاوز حدود المنافسة الفنية بين اللاعبين على الميدان او بين المدربين على دكة البدلاء، ليكون بمثابة استحضار للذاكرة التاريخية لأجمل فصول الندية القارية في سجل كأس العرب بين عرب القارة الافريقية ونظرائهم بالقارة الآسيوية، حيث تمنح المواجهة بين جناحي الوطن العربي المشهد الختامي للبطولة نكهةً كلاسيكيةً تعيد إحياء ذكريات التنافس العابر للقارات الذي ميز بدايات المسابقة، لتعود نسخة 2025 وتفتح هذه الصفحة التاريخية من جديد، لتعيد الجدلية المستمرة منذ عقود حول الافضلية الاقليمية بين المنتخبات العربية المنتمية للقارتين.
المباراة النهائية بين الاردن والمغرب على استاد لوسيل تعيد للأذهان مرة اخرى الصدامات التاريخية التي جمعت بين منتخبات القارتين، وهي المواجهات التي طالما كانت عنوانا للإثارة والندية في كأس مختلف نسخ البطولة العربية منذ تدشينها في 1963.
النسخة 11 تترقب بطلها
شكلت النسخة الحادية عشرة من بطولة كاس العرب منصة حقيقية للمنافسة النزيهة بين المدارس الكروية المتنوعة في الوطن العربي سواء في القارة الاسيوية او الافريقية، وهو ما يؤكد ان اللقاء بين اسود الاطلس والنشامى مساء الغد يتجاوز مجرد التنافس المعتاد، ليصبح اختبارا حقيقيا لمدى تطور الكرة في كلتا القارتين، ويعد الجماهير بوجبة كروية دسمة ستحدد من منهما سيحكم عرش الكرة العربية في هذه النسخة.
وتمثل المباراة النهائية فرصة لاستعادة وهج التنافس الكروي بين الشرق والغرب في قمة ساخنة تعيد رسم ملامح التفوق القاري تحت راية العروبة، وهو ما سينعكس ايجابا على النسخ المقبلة من البطولة التي يتزايد زخمها الاعلامي والجماهيري يوما بعد يوم.
ويأمل كلا المنتخبين في التتويج باللقب العربي في نسخته الثانية التي تقام تحت غطاء الاتحاد الدولي لكرة القدم-فيفا، بعد نسخة 2021 التي توج بها المنتخب الجزائري بفوزه على نظيره التونسي بهدفين دون رد.
جهود استثنائية
لن تقتصر ليلة التتويج العربي على صعود البطل لرفع الكاس وسط هتافات الجماهير، بل ستكون ايضا بمثابة تتويج لجهود دولة قطر الاستثنائية في إعادة الحياة لهذه البطولة العريقة ومنحها صبغة عالمية تحت مظلة الفيفا، حيث نجحت الدوحة ببراعة لا متناهية في استخدام استاداتها المونديالية الستة التي سبق لها استضافة عمالقة كرة القدم العالمية في كأس العالم 2022، من اجل اعادة الشغف الجماهيري بالبطولة وهو ما انعكس على المستويات الفنية العالية منذ انطلاق البطولة وايضا على مستوى الحضور الجماهيري الذي كسر كل الارقام القياسية السابقة.
التتويج بالنسخة المطورة
يعي طارق السكتيوي مدرب المغرب ومواطنه جمال السلامي مدرب منتخب النشامى الاهمية البالغة للتتويج باللقب العربي ليلة الغد في استاد لوسيل والذي سيضع المنتخب الفائز في سجل الأبطال كأول فائز في الصدام المرتقب بين القارتين الافريقية والاسيوية بعد 33 عاما لم يشهد خلاله العرب مواجهة من هذا الحجم، خاصة في ظل الحظوة الاعلامية التي شهدتها البطولة والزخم الجماهيري غير المسبوق وهو ما يعد بمواجهة تكتيكية يتجاوز مداها قطر الى مختلف انحاء الوطن العربي وشتى بقاع الارض.
صراع الاجنحة
تعد كاس العرب 1992 في سوريا اخر نسخة جمعت بين منتخب آسيوي وهو السعودية وآخر أفريقي وهو منتخب مصر في النهائي العربي، قبل أن تشهد البطولة تغييرات جذرية في المشهد الختامي حيث فرض عرب اسيا سيطرتهم على المواجهتين النهائيتين في نسختي 1998 و2002، قبل ان تستعيد افريقيا حضورها القوي في نهائي نسختي 2012 و2021، في مواجهات خالصة بين عرب القارة السمراء.
ومما لا شك فيه ان عودة الصدام القاري من جديد في النهائي بدكة فنية مغربية سواء في قيادة منتخب اسود الاطلس او النشامى يعكس بقوة حالة التوازن بين منتخبات القارتين، وتؤكد مجددا ان عرب جناحي الوطن العربي يواصلان العمل بجدية من اجل تطوير المستوى الفني لديهم بما يؤهلهم للتربع على العرش العربي من جديد.