❖ محمد حسن
مع استمرارية كأس العرب فيفا قطر 2025، لكل بطولة جانبها الإعلامي الذي يروي قصصها من خلف الكواليس. ومن بين هؤلاء الذين وثّقوا لحظات البطولة بكاميراتهم الاحترافية، برز المصور عبدالعزيز عمر، الذي حمل شغفه بالتصوير منذ طفولته إلى الملاعب، ليخلّد أجمل لحظات اللاعبين والجماهير على حد سواء. في هذا الحوار، يشاركنا عمر تجربته الفريدة في تصوير البطولة، انطباعه عن التنظيم، علاقته بالجمهور، والفرص التي أتاحتها هذه البطولة للتواصل مع الإعلاميين من مختلف الدول، بالإضافة إلى تقييمه الفني للمستوى العام للمنتخبات المشاركة.
◄ في البداية كيف دخلت عالم التصوير؟
بكل صراحة، لم يكن دخولي إلى عالم التصوير وليد الصدفة، بل جاء نتيجة شغف رافقني منذ طفولتي. كنت أحب التقاط الصور وتوثيق اللحظات الجميلة من حولي بشكل دائم، دون أن أدرك حينها السبب الحقيقي وراء هذا التعلّق بالتصوير. ومع مرور الوقت، تحوّل هذا الشغف إلى اهتمام جاد، حيث بدأت تقريبًا في عامي 2007 أو 2008 باستخدام الكاميرات الاحترافية، لتكون تلك المرحلة هي الانطلاقة الحقيقية لي في عالم التصوير الاحترافي.
◄ كيف كانت تجربتك في تصوير بطولة بحجم كأس العرب؟
كانت تجربتي في تصوير بطولة بحجم كأس العرب تجربة جميلة جدًا ومميزة بكل المقاييس. سبق لي المشاركة في بطولات كبرى مثل كأس العرب 2021، وكأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023، وكل بطولة من هذه البطولات لها طابعها الخاص وتجربتها المختلفة.
أما مشاركتي في كأس العرب هذا العام فكانت استثنائية، حيث تعلّمت خلالها الكثير من الأمور الجديدة. ففي البطولات السابقة، كانت هناك دائمًا لقطات أتمنى توثيقها، لكن في هذه النسخة أتيحت لي فرص أكبر وأفضل، ووفّقت في التقاط العديد من الصور المميزة خلال المنافسات الجارية.
كما أحب أن أنوّه بنقطة مهمة، وهي أن كل بطولة نشارك فيها كإعلاميين تضيف لنا مكاسب إنسانية ومهنية، سواء من خلال التعرف على زملاء جدد في الوسط الإعلامي أو تكوين صداقات مع الجماهير، بحكم قربنا منهم في عالم التصوير. فدورنا لا يقتصر على تصوير اللاعبين فقط، بل يشمل أيضًا توثيق لحظات الجماهير التي تحضر إلى الملاعب وتشكل جزءًا أساسيًا من البطولة.
◄ ما رأيك في تنظيم البطولة بشكل عام؟
بصراحة، تنظيم البطولة الجارية يفوق الوصف. ودائمًا ما تكون شهادتنا مجروحة عندما نتحدث عن المسؤولين على تنظيم البطولات في قطر، لما نراه من احترافية عالية واهتمام بأدق التفاصيل في كل حدث رياضي. تنظيم هذه البطولة جاء أكثر من رائع، بل جبارا بكل المقاييس، ويؤكد مرة أخرى قدرة قطر على استضافة وتنظيم كبرى البطولات بأعلى المعايير العالمية.
◄ هل تعتقد أن البطولة كانت فرصة لبناء شبكة علاقات جديدة خاصة أن العديد من الإعلاميين من دول ثانية؟
بالتأكيد، هذه البطولة وكغيرها من البطولات الكبرى شكّلت فرصة مهمة لبناء شبكة علاقات جديدة في المجال الإعلامي، خاصة مع تواجد عدد كبير من الإعلاميين والمصورين من مختلف الدول. مثل هذه المناسبات تتيح لنا التعرف عن قرب على زملاء من دول أخرى وبناء علاقات مع العاملين في الوسط الرياضي، كلٌ في مجاله سواء كانوا صحفيين أو مصورين. وفي كل بطولة نشارك فيها نكسب أشخاصًا كنا في السابق نسمع عنهم فقط، وهو ما جسّدته بطولة كأس العرب التي كانت منصة حقيقية للتواصل وتبادل الخبرات وبناء علاقات تدوم لما بعد البطولة.
◄ كيف رأيت كمصور علاقتك مع الجمهور على مواقع التواصل؟
علاقتي مع الجمهور أكثر من رائعة، وذلك لأنني في يوم من الأيام كنت وما أزال واحدًا منهم وأحضر المباريات من المدرجات. هذا الأمر جعلني أفهم مشاعر الجمهور جيدًا، سواء كانت مشاعر الحزن بعد الخسارة أو الفرح بعد الفوز، وأدرك كيف يحب البعض أن يظهر في الصور وأن تُنقل مشاعره بصدق. هذا القرب من الجماهير ساعدني على التعامل مع الجميع بسلاسة، وخلق علاقة مميزة مبنية على التفاهم والثقة، وهو ما ينعكس إيجابًا على تفاعلي معهم سواء داخل الملاعب أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
◄ ختاما لو نتحدث فنيا.. ما رأيك بمستوى البطولة؟
يمكن القول إن بداية البطولة شهدت مستوى فنيا متواضعا نسبيًا لدى أغلب المنتخبات، بما فيها منتخبنا الوطني. كنت أتمنى أن نرى أداءً أقوى وأكثر تنافسية من معظم الفرق في دور المجموعات، لكن كل منتخب لديه ظروفه الخاصة التي تؤثر على مستواه.
أما عن نهائي البطولة، فأعتقد أن المستوى الفني الذي ظهر عليه كل من المنتخب الأردني والمنتخب المغربي يؤهلهما بشكل كبير لبلوغ المباراة النهائية، حيث يتمتع كلا الفريقين بالقدرة على تقديم أداء مميز يليق بحجم البطولة وطموحات الجماهير.